Thursday, November 25, 2010

نصيحة قيمة من الشيخ محمد بن علي الأثيوبي

--------------------------------------------------------------------------------

بسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ


( ............

وأُوصِيكُمْ بِـ :

تَـقْوَى الله ، ثُـمَّ :

مُراجَعةِ الدُّرُوسِ هذِه ،

وحِفْظِها ،

وإِتْقانِها ،

ومُذَاكرتِها فيما بَيْنَـكُمْ .

يعْني : وَقِّـفُوا كُلَّ الأَشْغالِ الَّتي تَشْغَلُـكمْ ، الَّتي علَى السَّاحةِ ، مِثْـلَ :

التِّـلْفازِ ،

ومِثْـلَ الجرائِـدِ ،

ومِثْـلَ كذَا ،

إِنْ أَردتُمْ أَنْ تكُونُوا عُلَماء فـأَقْـبِلُوا علَى العِلْمِ ..

[ المتدارك ]




مَنْ حَـازَ العِلْـمَ وذَاكَـرَهُ .......صَلَحَتْ دُنْـيَاهُ وآخِـرَتُـهْ



فَــأَدِمْ لِلْـعِـلْمِ مُـذَاكـرَةً .......فحَـيَاةُ العِـلْمِ مُذَاكَـرَتُـهْ


هذَا هُو حياتُه ، وإِذَا لَـمْ تكُنْ مُذَاكرةٌ مـاتَ الـعِـلْمُ ، مـاتَ الـعِـلْمُ ..

حُضُورٌ :

بِقَلْبٍ حاضِرٍ ،

بِشَخْصٍ حاضِرٍ ،

ولِذَلِكَ يقُولُ ابْنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما : ( كُـنَّا إِذَا سَمِعْنا رَجُلًا يقُولُ : " قالَ رسُولُ الله صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ " ابْـتَـدَرَتْهُ أَبْصَارُنا وأَصْغَيْنا إِلَيْه بِآذَانِـنَا ) .

هذَا يدُلُّنا علَى أَنَّ مَدْخلَ العِلْمِ مِنْ طَريقَـيْنِ :

مِنَ العَيْنِ ،

ومِنَ الأُذُنِ ،

الطَّالِبُ إِذَا كانَ حاضِرًا بِهاتَـيْنِ الجارِحَتَـيْنِ ، بِحَواسِّه جَمِـيـعِها يَفْهَمُ ويَفْـتَحُ اللهُ علَيْه .

وإِذَا كانَ هذَا في هذَا وهذَا في هذَا ! يكُونُ كما قالَ أَبُوعُبَـيْدةَ ـ كانَ لَهُ مُسْتَمْلٍ بَليدٌ اسْمُهُ كَيْسَان ـ : ( كَيْسانُ يَسْمَعُ غَيْرَ ما أَقُولُ ، ويقُولُ غَيْرَ ما يَسْمَعُ ، ويَكْـتُبُ غَيْرَ ما يَقُولُ ، ويَقْرأُ غَيْرَ ما يَكْـتُبُ ، ويَحْفَظُ غَيْرَ ما يَقْرَأُ ) !! .

كُلَّـهُ !

الشَّيْخُ يَقُولُ كذَا و ....... !

ولِذَلِكَ قالَ بَعْضُهُمْ بِهذَا المعْنَى :

[ الطَّويل ]




أَقُولُ لَه بَـكْرًا ويَسْمَعُ خالِـدًا .......ويَـكْتُـبُـهُ زَيْدًا ويَـقْرأُهُ عَمْرًوا


الشَّيْخُ يَقُولُ : ( بَـكْر ) يقُولُ : أَنا سَمِعْتُ ( خالِـد ) !

ثُمَّ عِندَ الكِتابـةِ غيرُ هذَا ؛ يَـكْتبُ ( زَيْـد ) !

ثُمَّ عندَ القِراءَةِ يَقْرأُها ( عَمْرًوا ) !

مُتَشَـتِّتٌ ، هذَا ما يَسْتَفيدُ ولا يَنْـتَـفِعُ ، الشَّرْطُ : الحضُورُ كلَّ الحضُورِ بِحذَافِـيرِه .

تَعْرِفُونَ الـهِرَّةَ ؟!

إِذَا أَرادَتْ أَنْ تَصِيدَ فأْرَةً رأَتْها يقِفُ كُلُّ شَعْرِها ، شَعْرُها يَنْـتَـفِشُ كذَا ، فإِذَا انْقَضَّتْ علَيْها وأمْسَكَتْ ههُنا كُـلُّهُ لانَ !

هكذَا يكُونُ الطَّالبُ ؛ بِجارِحتِه كُلِّها ؛ فهذَا هُو الَّذِي يَسْتَفيدُ .

ما فَهِمْتُ ! ما فَهْمْتُ ! ما فَهمْنا ! ما فَهِمْنا ! ...

هذِه كُلُّها ماذَا ؟ : .......

اللهُ سُبْحانَه وتَعالَى خَلَقَ لَكَ :

ذِهْنًا ،

ذَاكِرةً ،

وكذلِكَ سَمْعًا ،

وبَصَرًا ،

وما إِلَى ذلِكَ ..

فإِذَا أَنْتَ أَهْملْتَ ذلِكَ مَنْ يكْتَسِبُه لَكَ ؟!

أنتَ تُضَيِّعُ ، وأنتَ الَّذي تَسْتَـفيدُ !

فمَنْ أَقْـبَلَ بِكُلِّـيَّـتِه علَى العِلْمِ يَسْتَفيدُ ..

وهذِه وَصِيَّـتِي ..

بَعْضُ النَّاسِ ما يَفْتَحُ إِلَّا أَنْ تأتي السَّنةُ القادِمةُ ـ إِذَا أَحْيانَا اللهُ ـ ممكِنٌ أَنْ يفْتحَهُ عندَ ذلِكَ !!

الآنَ أَخذْتُمْ هذِه كُلَّها وماذَا ؟

تَحْفظُونَها ،

وتُـرَاجِعُونَها ،

وتُـذاكِـرُونَها ؛

وهكذَا يكُونُ خَـيْرًا كَـثِـيرًا ..

........ ) .



[ من خاتِمةِ شَرْحِ لاميَّـةِ الأفعالِ لابْنِ مالِكٍ رحمهُ اللهُ تعالَى ] ..

No comments:

Post a Comment