Sunday, February 19, 2012
قلت ذنوبهم ، فعرفوا من أين يؤتون
عن عبد الله بن السرى قال : قال ابن سيرين : إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو ؛ قلت لرجل من أربعين سنة : يا مفلس ؛ فحدث به أبا سليمان الداراني فقال : قلت ذنوبهم ، فعرفوا من أين يؤتون ؛ وكثرت ذنوبنا وذنوبك ، فليس ندري من أين نؤتى .
Saturday, February 18, 2012
تعدد الزوجات لك أن تطالبي زوجك في كل شيء إلا المحبة والجماع
تعدد الزوجات لك أن تطالبي زوجك في كل شيء إلا المحبة والجماع
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الزاد (38/1) :
صح عنه من حديث أنس أنه صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة هذا لفظ الحديث ومن رواه حبب إليّ من دنياكم ثلاث فقد وهم ولم يقل صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ثلاث والصلاة ليست من أمور الدنيا التي يضاف إليها وكان النساء والطيب أحب شيء إليه وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره وأباح الله له من ذلك ما لم يبحه لأحد من أمته وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة وأما المحبة فكان يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك فقيل هو الحب والجماع ولا يجب التسوية في ذلك لأنه مما لا يملك ) ا.ه
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الزاد (38/1) :
صح عنه من حديث أنس أنه صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة هذا لفظ الحديث ومن رواه حبب إليّ من دنياكم ثلاث فقد وهم ولم يقل صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ثلاث والصلاة ليست من أمور الدنيا التي يضاف إليها وكان النساء والطيب أحب شيء إليه وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره وأباح الله له من ذلك ما لم يبحه لأحد من أمته وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة وأما المحبة فكان يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك فقيل هو الحب والجماع ولا يجب التسوية في ذلك لأنه مما لا يملك ) ا.ه
Thursday, February 16, 2012
الرد على ابراهيم الرحيلي - الشيخ أحمد بن عمر بازمول
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=5TPcmgFApOU
وقفات مع الدكتور إبراهيم الرحيلي حول بحثه "تأصيل المسائل"(القسم الأول
وقفات مع الدكتور إبراهيم الرحيلي حول بحثه "تأصيل المسائل"(القسم الأول)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فقد اطلعت على بحث نشره الدكتور إبراهيم الرحيلي حول ما نشر عنه من جواب عن الدراسة عند من لا يبدع بعض المبتدعة فرأيت في جوابه بعض الملاحظات والأغلاط
وسأذكر بعضها مع التنبيه إلى أني لم أقف عند كل ملحظ عندي فإنها كثيرة وإنما سأذكر جملة من أهمها
الملاحظة الأولى: تقسيمه التبديع إلى قسمين (بحق أو بباطل) ثم تقسيم حال العامة من هذا التبديع بين مختلف فيه ومجمع عليه !
فإذا كان التبديع كما وصفه الدكتور إبراهيم الرحيلي: (تبديع صحيح وبحق وهو تبديع من دل الدليل على أنه مبتدع من المنتسبين للفرق المبتدعة كالباطنية ووو إلى أن قال: وكذا من ابتدع بدعة تخرجه من دائرة أهل السنة ولو لم ينتسب إلى أهل البدع وحكم العلماء المحققون المنصفون بأنه مبتدع فهو كذلك)
وذكر أن القسم الثاني : تبديع غير صحيح وباطل ..
فإذا كان التبديع صحيحاً وبحق فكيف يكون مثار خلاف بين العلماء؟
وهل تبديع مشايخ السنة كالشيخ ربيع والشيخ أحمد النجمي والشيخ عبيد الجابري والشيخ زيد المدخلي والشيخ صالح السحيمي ومشايخ أهل السنة في اليمن وغيرها من البلدان لأبي الحسن المأربي صحيح وبحق أم غير صحيح وبباطل؟
لأجل بدعه الكثيرة وتأصيلاته الفاسدة وتحريفاته الباطلة، ودفاعه عن أهل حرية الأديان وأخوة اِِلأديان فهل يعتد بخلاف من يخالفهم ؟ أو لم ينص على ما نصوا عليه؟
فإذا كان صحيحاً وبحق فلماذا لم يذعن له الدكتور إبراهيم الرحيلي؟
الملاحظة الثانية: ذكر أن الحكم على الشخص بأنه مبتدع إما أن يكون خلافياً بين المجتهدين وإما أن يكون إجماعياً فذكر أن الصواب هو في الإجماعي وأما الخلافي فميعه وألزم العلماء أنفسهم إما بالترجيح أو التوقف أما العامة فسيأتي ما قرره من بدعة حادثة في ذلك
وهذا التقسيم الإجمالي (حيث ذكر الخلافي ووصفه بأنه اجتهادي دون تفريق بين مسائل الخلاف ومسائل الاجتهاد) هو من الأمور التي وقع فيها علي الحلبي وأشباهه من أهل الباطل الذين ميعوا أصول السنة والسلفية في الحكم على أهل البدع والانحراف
فإذا كان العلماء المنصفون المحققون اختلفوا في رجل بأنه مبتدع فهل الذين بدعوه يكون تبديعهم من القسم الذي بحق أم من القسم الذي بالباطل؟
فإن كان من الأول وجب قبوله وإذا كان من الثاني وجب رده كما هو ظاهر
أما أن تميع القضية ونشكك الناس في أحكام العلماء ما دام أنهم اختلفوا فيبقى المبتدع نائيا عن هذا الخلاف وفي أمن واطمئنان من جهة الدكتور إبراهيم الرحيلي ومن يوافقه !
وهذا هو نفسه الذي كان يريده المأربي والحلبي وأشباههما من أهل السنة أن تبدعوا وأن لا نبدع والعامة تتخبط ولا يؤمرون بالرجوع إلى أهل العلم والاختصاص في هذا الباب بل يبقى المجال مفتوحا أمام المبتدع ليحظى بتعظيم العامة والجهال
فالحق أن يذكر هنا التقعيدات السلفية من رجوع العامة إلى المتخصصين، وكذلك الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم والعبرة بالدليل
ثم لم يذكر لنا الدكتور إبراهيم الرحيلي ما هو موقف طلاب العلم من هذا الاختلاف هل يقلدوا كالعوام أم يطلبوا الحق بدليله؟
هذا مما مشى عنه الدكتور ولم يعره اهتماً في بحثه
أما العامة فقد تسلط عليهم الدكتور وأوقعهم في الحيرة والتيه وحرم عليهم متابعة العلماء في تبديعهم سواء كان ما أجمعوا عليه أو ترجح لديهم بالدليل والبرهان بحق وعلم وهدى وبينة وبرهان [وسيأتي مزيد بيان]
فما رأيت أضر على العامة والمبتدئين في حكم مما ذكره الدكتور إبراهيم الرحيلي حيث حرم عليهم ما أوجبه الله على الذين لا يعلمون فقال جل وعلا: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، وقال تعالى: { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} فإذا كان سبيل علماء المؤمنين وإجماعهم تبديع فلان أو تكفيره أو تفسيقه فيأتي الدكتور إبراهيم الرحيلي ليحرم على العامة والمبتدئين تقليد علماء المؤمنين!!
فانظر إلى هذا القول ما أفسده من قول وما أسوأه من تقعيد
الملاحظة الثالثة: من عجائب ما وقع فيه الدكتور إبراهيم الرحيلي من قول مخالف لما عليه الكتاب والسنة وسلف الأمة قوله في بيان موقف العامة من مسائل تنزيل الأحكام من التكفير والتفسيق والتبديع على المعينين
حيث زعم هداه الله ص15 أنه لا يجوز للعامة تقليد العلماء في ذلك وأتى بكلام موهم قد يفهمه البعض أنهم لا يقلدون في أحكامهم التي اتفقوا فيها على تبديع فلان أو فرقة وأن الله لم يشرع لهم فيه عبادة أي بتقليدهم لعلمائهم في تكفير أو تفسيق أو تبديع !
فإن كان هذا ضمن مراد الدكتور إبراهيم فهذا والله عين الباطل إذ العامة تبع لعلمائهم في هذا الباب والواجب عليهم أن يكونوا مع علمائهم {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فهل يتوقف العامة في تبديع الجهم بن صفوان والجعد بن درهم يا شيخ إبراهيم؟
وهل يتوقف العامة في تكفير اليهود والنصارى يا دكتور لأن الله لم يتعبدهم بمسائل الأسماء والأحكام؟
وهل يتوقف العامة ولا يتعبدوا بتكفير الروافض والباطنية؟
وهل يتوقف العامة ولا يتعبدوا بتبديع الصوفية وجماعة الإخوان والتبليغ؟
ما هذا الكلام الفاسد الذي تقوله يا دكتور؟
هداك الله وبصرك بالحق
ومما يزيد في الإيهام أنه لما ذكر القسم الأول وفيه مسائل الطهارة والصلاة فهل يقصد أن يجتهد العامة في معرفة الأحكام الشرعية ويقلدوا العلماء في الاستنباط أم يقلدوا العلماء فيما اجتهدوا فيه أو أجمعوا عليه في تلك المسائل؟
هذا سؤال يجيب عنه الدكتور
أما إن كان مقصوده أن لا يشرع للعامة تنزيل الأحكام على المعينين مطلقاً فهذا عين الباطل أيضاً، فهذا إنما يكون في المسائل الخفية لا في المسائل الجلية
فلا يتردد العامي في تكفير من يعتزي إلى اليهودية والنصرانية والمجوسية ويقوم بأعمالهم التعبدية
ولا يتردد العامي في تبديع من انتسب إلى الرافضة أو الصوفية
بل هذا مما يؤصل عليه العامة ويحذروا من أهل البدع حتى لا يفسدوا عليهم دينهم
أما المسائل الدقيقة فهذا الذي من اختصاص العلماء
فتنبه لهذا ولا تخلط يا دكتور
الملاحظة الرابعة: قول الدكتور هداه الله (والمقصود تنبيه السائل إلى أن التبديع من مسائل الأسماء والأحكام التي يكون النظر فيها للعلماء وليس من مسائل العبادات كسائر الطاعات التي خوطب بها عامة المسلمين وهذا السائل ليس من العلماء فلن يسأل عما لم يؤمر به)
وهذا من تخبط الدكتور ومخالفته لمنهج السلف الصالح
فتقليد العلماء في تنزيل أحكامهم على أهل الكفر أو البدع أو الفسق هو من مسائل الدين ومن العبادات التي هي كسائر الطاعات ولا فرق وهو من الولاء والبراء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله" أليس هذا للعامة والعلماء؟
أليس هذا من العبادات؟
وهل البراءة والمعاداة إلا فرع عن تقليد العامة للعلماء في أحكامهم وإذاعتها بين الناس؟
وهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواضح إذا كان العامي يقلد فيه العلماء أليس هذا مما أمر به؟ ومما يتعبد به؟
ومن أين للدكتور أن العبد لا يسأل في قبره عن هذا الأمر العظيم المتعلق بأصل من أصول الدين ألا وهو الولاء والبراء؟
أليس هذا من التألي على الله ؟
فهذا مما يؤكد تخبط الدكتور في هذا الباب وأنه لم يحسنه وأنه يجادل بالباطل
فأنصح الدكتور أن يتوب إلى الله وأن يثوب إلى رشده
الملاحظة الخامسة: تناقضه ووضعه كلام الشيخ العلامة صالح الفوزان في غير موضعه
الدكتور إبراهيم الرحيلي قرر تقريراً جديداً وفصل تفصيلاً مبتدعاً وأراد أن يسند هذه البدعة إلى إمام من أئمة السلفيين
فلما قسم الدكتور إبراهيم الرحيلي موقف العامة مما أجمع عليه العلماء (بغض النظر الآن عما اختلفوا فيه مع أنه يلزمه أيضاً وعليه فيه مأخذ سبق ذكره) مما حكموا فيه على الأعيان بالتكفير والتبديع والتفسيق فحرم على العامة تقليد العلماء في الأسماء، والأحكام في الدنيا مع تقريره أنهم يقلدون العلماء في الأحكام المترتبة على تلك الأحكام (حيث حرم الأصل وأجاز الفرع) تناقض في تعليله تحريم الأول وهو الحكم على الأعيان تبعاً للعلماء حيث جعل من أسباب تحريمه الأحكام المترتبة عليه والجانب العملي منه والذي جعله مما يتعبد به العامي وجاء ليستدل بكلام للشيخ الفوزان على تعليله العليل
فمما علل به الرحيلي تحريم خوض العامة في الحكم على المعين بالكفر والبدعة والفسق تبعاً لما أجمع عليه العلماء قوله (6- أن خوض العامة في هذا يؤدي إلى تفرقهم واختلافهم وتنازعهم لأنهم إن أطلقوا هذه الأسماء فلابد أن يخوضوا في الأحكام المتعلقة بهؤلاء المعينين الذين كفروهم أو بدعوهم وهذا علم دقيق خفي على بعض العلماء فإذا خاض فيه العامة اختلفوا وإذا اختلفوا تنازعوا وتفرقوا ولربما كفر بعضهم بعضاً واعتدى بعضهم على بعض) ثم ذكر كلام الشيخ صالح الفوزان فقال: وقد أشار إلى هذا فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان بقوله: "أولاً : لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع، وأيضًا هذا يحدث العداوة والبغضاء بينهم"
فهنا يقرر الدكتور إبراهيم الرحيلي أن من أسباب تحريم تقليد العامة للعلماء في تبديعهم وتكفيرهم للمعينين فيما اتفقوا على تبديعه أو تكفيره بأن هذا التقليد يؤدي إلى الخوض في الأحكام المتعلقة بهؤلاء المعينين
مع أنه قال بعد هذا الكلام بأسطر : (القسم الثاني: ما للعامي به تعلق وعبادة وهو معاملته لهؤلاء بحيث يعلم كيفية معاملة الكافر والمبتدع إذا ابتلي بمخالطتهم ومجاورتهم فهذا القسم يجب على العامي تقليد العلماء فيه والاعتداد بتوجيهاتهم وإرشاداتهم تجاهه)
فانظروا إلى هذا التناقض العجيب
لأن العامة إذا لم يقلدوا العالم في تبديعه فلماذا يأخذون بتوجيهات العالم في معاملته لذاك الذي بدعه العالم أو كفره؟
فهل يجوز للعامي أن يبغض شخصاً قد كفره العالم بدون أن يعتقد العامي كفر ذلك المعين؟
وإذا بدع العالم شخصاً فبناء على قول الرحيلي لا يجوز للعامي أن يبدعه! ومع ذلك يجب على هذا العامي المسكين أن يسأل الرحيلي عن تعامله مع هذا الشخص الذي لا يجوز للعامي أن يقلد العالم في تبديعه !
فعلى العامي عند الدكتور إبراهيم أن يأخذ بتوجيه العالم بهجر ذلك المبتدع في الوقت الذي يحرم الدكتور إبراهيم الرحيلي على العامي أن يقلد العالم في تبديعه لذلك المبتدع!!
فبناء على كلام الدكتور الرحيلي فإن خوض العامة في تعاملاتهم مع الكفار والمبتدعة لا يؤدي إلى تنازع ولا خلاف ولا شقاق! ولكن تقليدهم للعالم في تبديعه لفلان أو تكفيره هو الذي يسبب الشقاق والنزاع والخلاف والمضاربات والاعتداءات!!!
ثم ينزل كلام الشيخ الفوزان على تقليد العلماء في الحكم على الأعيان دون تنزيله على كيفية التعامل مع تلك الأعيان مع تلازمها وعدم انفكاكها إلا في مخيلة الدكتور الرحيلي عافاه الله وهداه
وكلام الشيخ صالح الفوزان في واد وتقسيمات وفلسفات الدكتور إبراهيم الرحيلي في واد آخر
فكلام الشيخ صالح الفوزان حول انفراد العامة والمبتدئين الذين لا دراية لهم بأحكام التبديع والتفسيق فيحصل بسبب جهلهم الفتن والشرور وهذا محمول على المسائل الخفية التي لا تظهر للعامة والمبتدئين أما المسائل الجلية كتكفير اليهود وتبديع الجهمية والروافض فهذا مما يجب تعليمه للناس وتفهيمه لهم
أما تقليد العامة لعلمائهم في الحكم على الأعيان بالكفر أو البدعة أو الفسق فمما لم يتطرق له الشيخ العلامة الفوزان بل هذا من تخليط الدكتور الرحيلي وسوء فهمه
أصلحه الله وألهمه رشده
والله أعلم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فقد اطلعت على بحث نشره الدكتور إبراهيم الرحيلي حول ما نشر عنه من جواب عن الدراسة عند من لا يبدع بعض المبتدعة فرأيت في جوابه بعض الملاحظات والأغلاط
وسأذكر بعضها مع التنبيه إلى أني لم أقف عند كل ملحظ عندي فإنها كثيرة وإنما سأذكر جملة من أهمها
الملاحظة الأولى: تقسيمه التبديع إلى قسمين (بحق أو بباطل) ثم تقسيم حال العامة من هذا التبديع بين مختلف فيه ومجمع عليه !
فإذا كان التبديع كما وصفه الدكتور إبراهيم الرحيلي: (تبديع صحيح وبحق وهو تبديع من دل الدليل على أنه مبتدع من المنتسبين للفرق المبتدعة كالباطنية ووو إلى أن قال: وكذا من ابتدع بدعة تخرجه من دائرة أهل السنة ولو لم ينتسب إلى أهل البدع وحكم العلماء المحققون المنصفون بأنه مبتدع فهو كذلك)
وذكر أن القسم الثاني : تبديع غير صحيح وباطل ..
فإذا كان التبديع صحيحاً وبحق فكيف يكون مثار خلاف بين العلماء؟
وهل تبديع مشايخ السنة كالشيخ ربيع والشيخ أحمد النجمي والشيخ عبيد الجابري والشيخ زيد المدخلي والشيخ صالح السحيمي ومشايخ أهل السنة في اليمن وغيرها من البلدان لأبي الحسن المأربي صحيح وبحق أم غير صحيح وبباطل؟
لأجل بدعه الكثيرة وتأصيلاته الفاسدة وتحريفاته الباطلة، ودفاعه عن أهل حرية الأديان وأخوة اِِلأديان فهل يعتد بخلاف من يخالفهم ؟ أو لم ينص على ما نصوا عليه؟
فإذا كان صحيحاً وبحق فلماذا لم يذعن له الدكتور إبراهيم الرحيلي؟
الملاحظة الثانية: ذكر أن الحكم على الشخص بأنه مبتدع إما أن يكون خلافياً بين المجتهدين وإما أن يكون إجماعياً فذكر أن الصواب هو في الإجماعي وأما الخلافي فميعه وألزم العلماء أنفسهم إما بالترجيح أو التوقف أما العامة فسيأتي ما قرره من بدعة حادثة في ذلك
وهذا التقسيم الإجمالي (حيث ذكر الخلافي ووصفه بأنه اجتهادي دون تفريق بين مسائل الخلاف ومسائل الاجتهاد) هو من الأمور التي وقع فيها علي الحلبي وأشباهه من أهل الباطل الذين ميعوا أصول السنة والسلفية في الحكم على أهل البدع والانحراف
فإذا كان العلماء المنصفون المحققون اختلفوا في رجل بأنه مبتدع فهل الذين بدعوه يكون تبديعهم من القسم الذي بحق أم من القسم الذي بالباطل؟
فإن كان من الأول وجب قبوله وإذا كان من الثاني وجب رده كما هو ظاهر
أما أن تميع القضية ونشكك الناس في أحكام العلماء ما دام أنهم اختلفوا فيبقى المبتدع نائيا عن هذا الخلاف وفي أمن واطمئنان من جهة الدكتور إبراهيم الرحيلي ومن يوافقه !
وهذا هو نفسه الذي كان يريده المأربي والحلبي وأشباههما من أهل السنة أن تبدعوا وأن لا نبدع والعامة تتخبط ولا يؤمرون بالرجوع إلى أهل العلم والاختصاص في هذا الباب بل يبقى المجال مفتوحا أمام المبتدع ليحظى بتعظيم العامة والجهال
فالحق أن يذكر هنا التقعيدات السلفية من رجوع العامة إلى المتخصصين، وكذلك الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم والعبرة بالدليل
ثم لم يذكر لنا الدكتور إبراهيم الرحيلي ما هو موقف طلاب العلم من هذا الاختلاف هل يقلدوا كالعوام أم يطلبوا الحق بدليله؟
هذا مما مشى عنه الدكتور ولم يعره اهتماً في بحثه
أما العامة فقد تسلط عليهم الدكتور وأوقعهم في الحيرة والتيه وحرم عليهم متابعة العلماء في تبديعهم سواء كان ما أجمعوا عليه أو ترجح لديهم بالدليل والبرهان بحق وعلم وهدى وبينة وبرهان [وسيأتي مزيد بيان]
فما رأيت أضر على العامة والمبتدئين في حكم مما ذكره الدكتور إبراهيم الرحيلي حيث حرم عليهم ما أوجبه الله على الذين لا يعلمون فقال جل وعلا: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، وقال تعالى: { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} فإذا كان سبيل علماء المؤمنين وإجماعهم تبديع فلان أو تكفيره أو تفسيقه فيأتي الدكتور إبراهيم الرحيلي ليحرم على العامة والمبتدئين تقليد علماء المؤمنين!!
فانظر إلى هذا القول ما أفسده من قول وما أسوأه من تقعيد
الملاحظة الثالثة: من عجائب ما وقع فيه الدكتور إبراهيم الرحيلي من قول مخالف لما عليه الكتاب والسنة وسلف الأمة قوله في بيان موقف العامة من مسائل تنزيل الأحكام من التكفير والتفسيق والتبديع على المعينين
حيث زعم هداه الله ص15 أنه لا يجوز للعامة تقليد العلماء في ذلك وأتى بكلام موهم قد يفهمه البعض أنهم لا يقلدون في أحكامهم التي اتفقوا فيها على تبديع فلان أو فرقة وأن الله لم يشرع لهم فيه عبادة أي بتقليدهم لعلمائهم في تكفير أو تفسيق أو تبديع !
فإن كان هذا ضمن مراد الدكتور إبراهيم فهذا والله عين الباطل إذ العامة تبع لعلمائهم في هذا الباب والواجب عليهم أن يكونوا مع علمائهم {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فهل يتوقف العامة في تبديع الجهم بن صفوان والجعد بن درهم يا شيخ إبراهيم؟
وهل يتوقف العامة في تكفير اليهود والنصارى يا دكتور لأن الله لم يتعبدهم بمسائل الأسماء والأحكام؟
وهل يتوقف العامة ولا يتعبدوا بتكفير الروافض والباطنية؟
وهل يتوقف العامة ولا يتعبدوا بتبديع الصوفية وجماعة الإخوان والتبليغ؟
ما هذا الكلام الفاسد الذي تقوله يا دكتور؟
هداك الله وبصرك بالحق
ومما يزيد في الإيهام أنه لما ذكر القسم الأول وفيه مسائل الطهارة والصلاة فهل يقصد أن يجتهد العامة في معرفة الأحكام الشرعية ويقلدوا العلماء في الاستنباط أم يقلدوا العلماء فيما اجتهدوا فيه أو أجمعوا عليه في تلك المسائل؟
هذا سؤال يجيب عنه الدكتور
أما إن كان مقصوده أن لا يشرع للعامة تنزيل الأحكام على المعينين مطلقاً فهذا عين الباطل أيضاً، فهذا إنما يكون في المسائل الخفية لا في المسائل الجلية
فلا يتردد العامي في تكفير من يعتزي إلى اليهودية والنصرانية والمجوسية ويقوم بأعمالهم التعبدية
ولا يتردد العامي في تبديع من انتسب إلى الرافضة أو الصوفية
بل هذا مما يؤصل عليه العامة ويحذروا من أهل البدع حتى لا يفسدوا عليهم دينهم
أما المسائل الدقيقة فهذا الذي من اختصاص العلماء
فتنبه لهذا ولا تخلط يا دكتور
الملاحظة الرابعة: قول الدكتور هداه الله (والمقصود تنبيه السائل إلى أن التبديع من مسائل الأسماء والأحكام التي يكون النظر فيها للعلماء وليس من مسائل العبادات كسائر الطاعات التي خوطب بها عامة المسلمين وهذا السائل ليس من العلماء فلن يسأل عما لم يؤمر به)
وهذا من تخبط الدكتور ومخالفته لمنهج السلف الصالح
فتقليد العلماء في تنزيل أحكامهم على أهل الكفر أو البدع أو الفسق هو من مسائل الدين ومن العبادات التي هي كسائر الطاعات ولا فرق وهو من الولاء والبراء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله" أليس هذا للعامة والعلماء؟
أليس هذا من العبادات؟
وهل البراءة والمعاداة إلا فرع عن تقليد العامة للعلماء في أحكامهم وإذاعتها بين الناس؟
وهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواضح إذا كان العامي يقلد فيه العلماء أليس هذا مما أمر به؟ ومما يتعبد به؟
ومن أين للدكتور أن العبد لا يسأل في قبره عن هذا الأمر العظيم المتعلق بأصل من أصول الدين ألا وهو الولاء والبراء؟
أليس هذا من التألي على الله ؟
فهذا مما يؤكد تخبط الدكتور في هذا الباب وأنه لم يحسنه وأنه يجادل بالباطل
فأنصح الدكتور أن يتوب إلى الله وأن يثوب إلى رشده
الملاحظة الخامسة: تناقضه ووضعه كلام الشيخ العلامة صالح الفوزان في غير موضعه
الدكتور إبراهيم الرحيلي قرر تقريراً جديداً وفصل تفصيلاً مبتدعاً وأراد أن يسند هذه البدعة إلى إمام من أئمة السلفيين
فلما قسم الدكتور إبراهيم الرحيلي موقف العامة مما أجمع عليه العلماء (بغض النظر الآن عما اختلفوا فيه مع أنه يلزمه أيضاً وعليه فيه مأخذ سبق ذكره) مما حكموا فيه على الأعيان بالتكفير والتبديع والتفسيق فحرم على العامة تقليد العلماء في الأسماء، والأحكام في الدنيا مع تقريره أنهم يقلدون العلماء في الأحكام المترتبة على تلك الأحكام (حيث حرم الأصل وأجاز الفرع) تناقض في تعليله تحريم الأول وهو الحكم على الأعيان تبعاً للعلماء حيث جعل من أسباب تحريمه الأحكام المترتبة عليه والجانب العملي منه والذي جعله مما يتعبد به العامي وجاء ليستدل بكلام للشيخ الفوزان على تعليله العليل
فمما علل به الرحيلي تحريم خوض العامة في الحكم على المعين بالكفر والبدعة والفسق تبعاً لما أجمع عليه العلماء قوله (6- أن خوض العامة في هذا يؤدي إلى تفرقهم واختلافهم وتنازعهم لأنهم إن أطلقوا هذه الأسماء فلابد أن يخوضوا في الأحكام المتعلقة بهؤلاء المعينين الذين كفروهم أو بدعوهم وهذا علم دقيق خفي على بعض العلماء فإذا خاض فيه العامة اختلفوا وإذا اختلفوا تنازعوا وتفرقوا ولربما كفر بعضهم بعضاً واعتدى بعضهم على بعض) ثم ذكر كلام الشيخ صالح الفوزان فقال: وقد أشار إلى هذا فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان بقوله: "أولاً : لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع، وأيضًا هذا يحدث العداوة والبغضاء بينهم"
فهنا يقرر الدكتور إبراهيم الرحيلي أن من أسباب تحريم تقليد العامة للعلماء في تبديعهم وتكفيرهم للمعينين فيما اتفقوا على تبديعه أو تكفيره بأن هذا التقليد يؤدي إلى الخوض في الأحكام المتعلقة بهؤلاء المعينين
مع أنه قال بعد هذا الكلام بأسطر : (القسم الثاني: ما للعامي به تعلق وعبادة وهو معاملته لهؤلاء بحيث يعلم كيفية معاملة الكافر والمبتدع إذا ابتلي بمخالطتهم ومجاورتهم فهذا القسم يجب على العامي تقليد العلماء فيه والاعتداد بتوجيهاتهم وإرشاداتهم تجاهه)
فانظروا إلى هذا التناقض العجيب
لأن العامة إذا لم يقلدوا العالم في تبديعه فلماذا يأخذون بتوجيهات العالم في معاملته لذاك الذي بدعه العالم أو كفره؟
فهل يجوز للعامي أن يبغض شخصاً قد كفره العالم بدون أن يعتقد العامي كفر ذلك المعين؟
وإذا بدع العالم شخصاً فبناء على قول الرحيلي لا يجوز للعامي أن يبدعه! ومع ذلك يجب على هذا العامي المسكين أن يسأل الرحيلي عن تعامله مع هذا الشخص الذي لا يجوز للعامي أن يقلد العالم في تبديعه !
فعلى العامي عند الدكتور إبراهيم أن يأخذ بتوجيه العالم بهجر ذلك المبتدع في الوقت الذي يحرم الدكتور إبراهيم الرحيلي على العامي أن يقلد العالم في تبديعه لذلك المبتدع!!
فبناء على كلام الدكتور الرحيلي فإن خوض العامة في تعاملاتهم مع الكفار والمبتدعة لا يؤدي إلى تنازع ولا خلاف ولا شقاق! ولكن تقليدهم للعالم في تبديعه لفلان أو تكفيره هو الذي يسبب الشقاق والنزاع والخلاف والمضاربات والاعتداءات!!!
ثم ينزل كلام الشيخ الفوزان على تقليد العلماء في الحكم على الأعيان دون تنزيله على كيفية التعامل مع تلك الأعيان مع تلازمها وعدم انفكاكها إلا في مخيلة الدكتور الرحيلي عافاه الله وهداه
وكلام الشيخ صالح الفوزان في واد وتقسيمات وفلسفات الدكتور إبراهيم الرحيلي في واد آخر
فكلام الشيخ صالح الفوزان حول انفراد العامة والمبتدئين الذين لا دراية لهم بأحكام التبديع والتفسيق فيحصل بسبب جهلهم الفتن والشرور وهذا محمول على المسائل الخفية التي لا تظهر للعامة والمبتدئين أما المسائل الجلية كتكفير اليهود وتبديع الجهمية والروافض فهذا مما يجب تعليمه للناس وتفهيمه لهم
أما تقليد العامة لعلمائهم في الحكم على الأعيان بالكفر أو البدعة أو الفسق فمما لم يتطرق له الشيخ العلامة الفوزان بل هذا من تخليط الدكتور الرحيلي وسوء فهمه
أصلحه الله وألهمه رشده
والله أعلم
تأملات حول ما قرره الدكتور إبراهيم الرحيلي حول أبي الحسن وأتباعه الدعاة
كلام الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
* قال: (...فأقول إن هذا الرجل بناءً على كلامه هذا زائغٌ منحرفٌ عن الطريق السلفي..) شريط مراحلنا مع أبي الحسن- بيان محمد بن هادي موقع سحاب
* وقال (... وأنصح إخوتي الذين يبلغ إليهم صوتي في أنحاء المعمورة كلها بأنه لا يجوز لهم أن يجلسوا مع هذا الرجل ولا يجوز لهم أن يسمعوا لهذا الرجل ولا يجوز لهم أن يدافعوا عن هذا الرجل ولا يجوز لهم أن يستمعوا إليه في أشرطته لأنه والله قد ضلل على كثير من الناس.) شريط مراحلنا مع أبي الحسن ‑بيان محمد بن هادي - موقع سحاب
* وقال (... وقبل ذلك أعطيكم واحدة في كشف مغالطاته وبيان كذباته وتلبيساته..) شريط كشف حقائق أبي الفتن
* وقال (... مما جعلني أجزم أنه منحرف من زمان إلى هذا اليوم..)
شريط كشف حقائق أبي الفتن
* وقال (… فالرجل عنده لسَن وعنده مغالطات أوتي علماً ولم يؤت فهماً وأوتي ذكاءً ولم يؤتَ زكاءً..) شريط كشف حقائق أبي الفتن.
قال: (وزاد الأمر إلى أن دمعت والله عيناي حينما سمعته يأتي بكل بلية ويذكر كل رزية عن الأخوان المسلمين) أ. هـ.
كلام الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله تعالى
هو كما عليه الشيخ عبيد والشيخ محمد بن هادي كما ذكر ذلك الشيخ عبيد في شريط (مراحلنا مع أبي الحسن) بقوله: (... ونحن على ذلك، محدثكم وكذلك الشيخ صالح بن سعد السحيمي..)
وكما في بيان علماء المدينة الموجه لمشايخ السنة وطلاب العلم في اليمن الصادر بتاريخ 29 جمادى الثانية 1423هـ.
كلام الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
* قال: (وقد كنت أحسن الظن به كغيري من الأخوة والمشايخ، حتى أبان وأظهر ما لديه وما يكنه في ردوده....). الفتح الرباني على أبي الحسن السليماني (1)
* وقال: (حرص أبو الحسن لذا حاول ‑أي أبو الحسن‑ جاهداً زعزعة منزلة أهل العلم ممن رد عليه بأسلوب بعيد عن الأدب مع العلماء الراسخين فيه، من الاستخفاف بهم والتنقص والغمز واللمز وغيرها من الطرائق...). الفتح (2)
* وقال أيضاً: (لكن الرجل معذور، فمن يعلمه الأدب ويؤدبه إذا لم يتلق الأدب على شيخ جلس إليه ودرس عليه وأخذ منه، ولا يقال: أنه يقول: (شيخنا مقبل) (شيخنا الألباني) (شيخنا ابن عثيمين) (شيخنا ابن باز) فهذه مشيخة غير حقيقية... ولقد سألته يوماً هل درست على الشيخ مقبل؟ فأجاب: (لا أنا جئت إلى اليمن وأنا متعلم طالب علم...) وأما الإمام الألباني فكذلك لم يدرس عليه، غاية أمره أسئلة يسألها الشيخ فأجاب الشيخ عنها، ومن سمع الأشرطة يظهر له فيها سوء أدبه مع الشيخ). الفتح (3)
* وقال أيضاً: (الرد على المخالف ‑أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل نزيل مأرب‑ وكشف حيفه وجوره، في مواطن من ردوده....). الفتح (1)
* وقال أيضاً: (ثم إن هذه الفتنة والتي أشعل نارها أبو الحسن
وأججها، مدعياً أنه لم يتكلم مدة من الزمن وهذا غير صحيح...). الفتح (1)
* وقال أيضاً: (إن لأبي الحسن طريقة غير سديدة ولا رشيدة تدل على عدم احترام لمن يرد عليه ولو كان من العلماء...). الفتح (2)
* وقال أيضاً: (إذ الواجب أن يسأل سؤال متعلم لا سؤال متعنت ومراجعة مكابر، وهو الذي يطلب الغلبة بغير علم فهما خلقا سوء دليلان على قله الدين وكثرة الفضول وضعف العقل وقوة السخف...). الفتح (3)
* وكثيراً ما كرر الشيخ البخاري لفظ (المخلوق العجيب) في أكثر من موضع من ردوده على هذا المخلوق.
كلام الشيخ سليمان الرحيلي
قال: والحقيقة أن أبا الحسن رأينا في أسلوبه عجباً فهو يلبس كلامه لباس الأدب، وفيه من سوء الأدب ما لا يجرؤ عليه أحد ويظهر الاحترام ويحشو الكلام ما يسقط كل إنسان... .
وقال: وقد رأيت في أسلوبه أنه يتلاعب في الألفاظ... .
وقال: ولكن عندما رأينا كتابة أبي الحسن وفيها من التجني وما فيها من قواعد باطلة... .
وقال: ورأينا ما يكتب لا يتفق مع منهج السلف وإنما هو يسير على كلام الحزبيين سواء بسواء وإذا وازناه بكلام الحزبيين وجدنا أن الأمر سواء... .
من جلسة مع الشيخ ليلة الأحد الموافق 9/11/1423هـ
ومنشور في شبكة سحاب على الإنترنت
كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في بيته بجدة ثاني يوم عيد الفطر لعام 1423هـ عن أبي الحسن فقال: ( أبوالحسن ليس على منهج السلف، وهو يعلم أن الشيخ ربيع على حق ولكن {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم...} الآية.
وقال: (وهو يحارب المنهج السلفي وأهله... ).
من جلسة في منزل الشيخ بتاريخ 14/11/1423هـ
في شبكة سحاب على الإنترنت
كلام الشيخ محمد بن عمر بازمول
قال: فإن الرجل صار يخالط أهل البدع وصار ينافح في أن لا يخرج الأخوان المسلمين من أهل السنة... .
وقال: وكذلك نقول في مسألة أبي الحسن الذين جرحوا أبا الحسن إنما جرحوه جرحاً مفسراً... .
وقال: والموقف الصحيح ممن يدافع عن أبي الحسن هو الموقف ممن يدافع عن أهل البدع... .
وقال: ونحن نقول أبوالحسن كما وصفه الشيخ ربيع وغيره من المشايخ صاحب بدعة ومن المشايخ من تبين له ابتداعه وأنه يعاند الحق ويكابر في قبول الحق فيوصف بأنه مبتدع على الاصطلاح الذي قررناه... .
من شريط أسئلة منهجية من ليبيا عبر الهاتف للشيخ محمد بازمول بتأريخ 29/12/2002م
كلام الشيخ علي رضا
قال: فقد كنت كتبت نصيحة لأبي الحسن أدعوه فيها إلى توبته من ضلالاته العقدية والمنهجية وأعرض عليه أن يسأل العلماء الربانيين فيما أشكل عليه، لكني والله ما كنت أظن أن يظل هذا الرجل في غيه وافترائه وكذبه بعدما أقيمت عليه الحجج والبراهين الدامغة الدالة على ضلاله وكونه مبتدع ... .
وقال: هذا سيد قطب الضال المضل ومن بعده أذياله من التكفيريين مروراً بجماعة التكفير والهجرة وحتى الوصول إلى سفر وسلمان وعبدالرحمن عبدالخالق والحداد وغيرهم من أئمة الضلال وانتهاء بأبي الحسن المأربي المصري... .
وقال: وإني من هذا المنبر أؤكد على تبديع أبي الحسن وضلاله وأدعو كافة العلماء وطلاب العلم إلى أن يبدعوه ويضللوه فيما ذهب إليه من الأباطيل والبدع؛ فقد قامت عليه الحجة وظهرت لديه المحجة لكنه أصر وعاند فلا بد من التحذير منه ومن كتبه وأشرطته ومحاضراته حتى لا يضل به الناس... .
من مذكرة للشيخ علي نشرت عبر الانترنت موقع سحاب WWW.SAHAB.NET
كلام الشيخ عبدالسلام البرجس رحمه الله
افترى أبوالحسن على الشيخ محمد بن هادي أنه قال: (لا يوجد سلفي في الرياض إلا عبدالسلام برجس) فسئل الشيخ عبدالسلام برجس عن هذه المقولة فقال: (هذا خبيث يريد أن يضرب بعضنا ببعض... .
وقد ردّ عليه الشيخ عبد الله البخاري والشيخ أبو عمر العتيبي في كتابين بيّنا فيهما ضلاله وأكاذيبه وخياناته.
قلت : فكيف يصح بعد هذا . كلام الدكتور عن أبي الحسن " أنه رجل من أهل السنة واختلف الناس فيه وعنده أخطاء ورد عليه الناس ومن الناس من بدعه ومن الناس من لم يبدعه ! تلزم الناس وتترك الدروس من أجل هذه !! يا إخوان ارجعوا إلى عقولكم !! "
فأين الإنصاف واتباع الحق المؤيد بالبراهين؟ وأين منهج السلف؟
أقول : إن أبا الحسن لا يكون من أهل السنة إلا إذا كان على قاعدة المنهج الواسع الأفيح ، كيف ترمي أقوال أهل السنة لأن فلان مابدعه فهل جنح الدكتور إلى التقليد وهو المنادي على نفسه أن من يأتيه يعلمه التأصيل ، فيجعل قول من لم يبدع أبا الحسن هو الحجة ! وقول أهل السنة الذين بينوا بالحجة ليس بحجة !
قال الحافظ بن رجب في جامع العلوم والحكم " وهاهنا أمرٌ خفيٌّ ينبغي التَّفطُّن له ، وهو أنَّ كثيراً من أئمَّةِ الدِّينِ قد يقولُ قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه ، مأجوراً على اجتهاده فيه ، موضوعاً عنه خطؤه فيهِ ، ولا يكونُ المنتصِرُ لمقالته تلك بمنْزلته في هذه الدَّرجة ؛ لأنَّه قد لا ينتصِرُ لهذا القولِ إلاَّ لكونِ متبوعه قد قاله ، بحيث أنَّه لو قاله غيرُه من أئمَّة الدِّينِ ، لما قبِلَهُ ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنَّه إنَّما انتصر للحقِّ بمنْزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإنَّ متبوعه إنَّما كان قصدُه الانتصارَ للحقِّ ، وإنْ أخطأ في اجتهاده ، وأمَّا هذا التَّابعُ ، فقد شابَ انتصارَه لما يظنُّه الحقَّ إرادة علوِّ متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ ، فافهم هذا ، فإنَّه فَهْمٌ عظيم ، والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم "
وقبل أن أختم ما أردت كتابته أنقل ما قرره الدكتور قبلُ من كتابه "موقف أهل السنة والجماعة" ليتبين مدى الفرق بين كلامه القديم والحديث وكأن الدكتور يرد على نفسه أم أنه غيَّر ما يعتقده في هذه المسألة فهو رد من الرحيلي على الرحيلي
إلى أن قال " وأما مسألة تلقي العلم عن المبتدعين غير رواية كشرح النصوص وتفسيرها واستنباط الأحكام منها وتقريرها ، فالأمر في ذلك يختلف عن الرواية وأحكامها [6] فقد لا ينظر في هذه المسألة إلى صدق المبتدع أو عدمه بقدر ما ينظر إلى تأثر التلاميذ به في بدعته أو عدمه . ونوع العلم الذي يدرسه هل هو متعلق ببدعته أو لا .
ومن هنا أفردت كل واحدة من المسألتين بفصل مستقل نظراً لاختلاف الحكم فيهما وإن كان قد تقدم تقرير الحكم في رواية المبتدع : فهذا أوان بيان حكم تلقي العلم عنه عند أهل السنة وحكم استخدامه في التدريس والتعليم .
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقول (( انظروا عمن تأخذون هذا العلم فإنما هو دين )) [7]
وقد نقل هذا الأثر عن جملة من السلف منهم ابن سيرين والضحاك بن مزاحم وغيرهما .
وعن عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال (( دينك دينك إنما هو لحمك ودمك فانظر عمن تأخذ خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا )) [8]
فقد أرشد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون من بعدهم إلى أخذ العلم عن أهل العدل والاستقامة ، وحذروا من أخذه من أهل الجور والزيغ ، ومن أهل الزيغ أهل البدع فإنهم زاغوا عن الدين وانحرفوا عنه بتلك البدع ، فلا يجوز أخذ العلم عنهم [9] لأن العلم دين وإنما يدرس للعمل به ، فإن أخذ عن مبتدع فالمبتدع لا يؤصل ويقرر من المسائل إلا ما يتدين به من البدع فيؤثر في تلاميذه علما وعملا وينشأون على البدع ويصعب رجوعهم بعد ذلك عنها ، خصوصا وإن كان التلقي عن المبتدع في سن صغير فإن أثره يبقى ولا يذهب مدى الحياة "
وقال – وفقه الله للصواب – " والواقع يشهد بهذا فكم هلك من هلك من الخلق بسبب مصاحبة أهل البدع وأخذ العلم عنهم ولذا كان السلف يحذرون أشد التحذير من مجالسة أهل البدع ومصاحبتهم والسماع منهم – على ما تقدم نقل الآثار في ذلك عن السلف في فصلي ( مجالسة أهل البدع ومناظرتهم ) من الباب الثالث فكيف بتلقي العلم عنهم وسماع شبههم والأخذ بأقوالهم فلا شك أنه من أعظم أسباب الضلال والهلاك كما صرح بذلك الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه "
وقال – وفقه الله للصواب – " وكما نهى السلف من الصحابة والتابعين عن تلقي العلم عن أهل البدع فإن أقوال أهل العلم من بعدهم جاءت مصرحة بالنهي عن أخذ العلم عن أهل البدع والتحذير من ذلك "
وبعد أن ساق كلام النووي الذي ذكرناها أعلاه قال " فدل كلام النووي على أنه لا ينبغي أخذ العلم عن أهل البدع ، ولذا أبيحت غيبة المبتدع عند من يتردد عليه بقصد طلب العلم وهو لا يعرف حاله ، فكأن المعروف عندهم عدم جواز أخذ العلم عن أهل البدع ، وإنما قد يحصل ممن لا يعرف حالهم فيجب حينئذ تعريفه "
إلى أن قال " فثبت عن طريق هذه النقول عن سلف الأمة المتقدمين ومن بعدهم من أهل العلم والتحقيق : عدم جواز تلقي العلم عن أهل البدع ، للأضرار العظيمة والمفاسد الجسيمة المترتبة على تلقي العلم عنهم .
وبناء على ذلك فلا يجوز تنصيب المبتدعة معلمين لأبناء أهل السنة واستخدامهم في وظائف التعليم الخاص أو العام ، لما يترتب على ذلك من إفساد العقائد الطلاب الدراسين عليهم ، وانتشار للبدع في مجتمعات أهل السنة
يقول الشيخ حمود التويجري (( وقد صار تقريب أهل البدع وتوليتهم في وظائف التعليم والوثوق بهم في ذلك سبباً في إفساد عقائد كثير من المتعلمين وأخلاقهم فتراهم لا يبالون بترك المأمورات ولا بارتكاب المنهيات فلاحول ولا قوة إلا بالله )) .
وهذا الذي تقرر هنا من عدم جواز استخدام أهل البدع في التعليم والتدريس إنما هو في حال السعة أما في حال الضرورة فاستخدامهم جائز " انتهى المراد من كلامه
فأي ضرورة تبيح لنا الآن أخذ العلم عنهم ، بل هم عيالٌ على أهل السنة في هذا الباب . وأعجب من قول الدكتور (( لن تسأل في قبرك عن أبي الحسن هل هو مبتدع أو غير مبتدع ، أنا أضمن لك الآن أنك لن تسأل عن فلان إنما تسأل عن دينك وعن نبيك وعن ربك وهذا الرجل سواء أنت أصبت أو أخطأت ما دمت مجتهدا أنت إن شاء الله على خير بارك الله فيك )) فكيف يضمن الدكتور لنا هذا أليس هذا من علم الغيب ؟ أوليس قد جاء في الحديث يقول ((هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي)) ، ثم أليس أهل البدع علمهم مشوب بالحق والباطل ! ، أما تخشى إذا تلقيت العلم عن أهل البدع أن تحير جواباً أو تقول: " هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي"؛ لأنهم لم يكونوا متبعين لنبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة وهذا من أسباب عدم التوفيق في الإجابة .
أليس هذا من التهوين من شأن البدعة وأهلها ، وهل يراد بهذا الكلام أن لا نتكلم في المبتدعة ونترك لهم الساحة يجولون ويصولون لأننا لن نسأل في قبورنا عنهم !
كيف يعطي الدكتور أهلية الاجتهاد في مسألة مثل هذه إلى شباب قد شهدوا على أنفسهم أنهم لا يحفظون الأصول الثلاثة حتى ! أليس من الأجدر به أن يرشدهم إلى كلام العلماء في هذه الفتنة ، ثم ينصحهم بالإقبال على طلب العلم
ثم وقفت على سؤال وجه للرحيلي حول مسألة تلقي العلم عن أهل البدع في حال الضرورة فأجاب بما يناقض ما قرره في كتابه موقف أهل السنة ولهذا السائل الليبي وهذا نص الكلام مفرغا
لتحميل السؤال والجواب صوتيا قم بالضغط على الرابط التالي
http://www.islamup.com/download.php?id=93966
السؤال : في حال الضرورة في التلقي عن أهل البدع في من منطقة من المناطق ألا يكون الأفضل التلقي عن طريق الأشرطة والكتب لأهل السنة ؟
أجاب الدكتور بقوله :
" إذًا ما وجدت الضرورة ! إذا أمكن التلقي عن أهل السنة ماوجدت الضرورة ، أين الضرورة ؟ الضرورة أن لا يمكن التلقي إلا عن هؤلاء أما إذا أمكن التلقي عن أهل السنة والأشرطة فيها خير والتلقي عن الأشرطة كالتلقي عن المشايخ في الدروس إنما يفوت السامع لهذه الاشرطة الأسئلة والاستدراك والاستفصال عن ما أشكل عليهم فيمكن التلقي عن الأشرطة لأهل العلم لكن ينبغي التنبه لِمَا قد يشكل فلا ينبغي الاستعجال في تقرير أمر مشكل على السامع فينسبه لذلك المتكلم فلم توجد الضرورة عندما يمكن التلقي عن أهل العلم حتى لو كان عن طريق الأشرطة . "
هذا ما تيسر في هذا المقام و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
تنبيه : وقد نقل الدكتور عن النووي كلاما لفقه حيث نقل من شرح مسلم والأذكار وعبارة النووي في الموضعين مختلفة فلفق بينهما فأحببت التنبيه لهذا فقد رأيت من نقل هذا الكلام عن الدكتور دون التنبيه لهذا أنبه عليها هنا :
فقد نقل عن النووي قوله في موقف أهل السنة ( 2/688) ط مكتبة العلوم والحكم
(( ومنها إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم و خاف أن يتضرر المتفقه بذلك فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة ))
1- نقل قوله ( إذا رأى ) وصوابه ( رأيت ) ، كما في شرح مسلم (8/259) والأذكار ( 303)
2- نقله ( مبتدع أو فاسق ) وجاء في شرح مسلم ( فاسق أو مبتدع )
3- نقله ( يأخذ عنه العلم ) وفي شرح مسلم ( يأخذ عنه علما )
4- نقله ( وخاف ) صوابه ( وخفت ) ، كما في شرح مسلم والأذكار
5- نقله ( أن يتضرر المتفقه بذلك ) ، وهي ليست في شرح مسلم
6- نقله ( فعليه ) في شرح مسلم والأذكار ( فعليك )
7- نقله ( بشرط أن يقصد ) ، وهي ليست في شرح مسلم ، وجاءت في الأذكار بلفظ ( ويشترط )
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
[1] - من الذي لا يخطىء !
[2] - كذا.
[3] - صححه شيخنا مقبل بن هادي في الصحيح المسند ( 2/94 ) عن عمران بن حصين رضي الله عنه به
[4] قدمنا كلام علماء اليمن من باب قول علماء الجرح والتعديل: أن أهل البلد كلامهم مقدم في الرجل على غيرهم.
[5] - وقد ناصح أبا الحسن اثنا عشر عالماً من علماء السنة، فأسقطهم، وجرأ عليهم السفهاء، فلا يرفعون رأساً بهم ولا بمنهجهم ولا بأقوالهم.
[6] - قلت سبحان الله ! انظر ما قرره هنا من التفريق بين الرواية وشرح النصوص وماذا قال مؤخرا وكيف قاس الرواية على غيرها
[7] - أخرجه الخطيب في الكفاية وفيه الفضل بن مختار قال ابن أبي حاتم هو مجهول وأحاديثه منكرة وفيه مجاشع بن قطبة ذكره ابن مأكوله في الإكمال ولم يذكر عنه راويا غير الفضل بن مختار
[8] - ضعفه الالباني في السلسلة الضعيفة (3/257) وأخرجه الخطيب في الكفاية (1/368)
[9] - وانظر إلى كلام الدكتور في المفرغ أعلاه وقارن وكيف قال تلقى العلم عند أهل البدع مشروع اللهم سلم سلم !
كتبه/
أبو الفضل محمد بن عمر الليبي
* قال: (...فأقول إن هذا الرجل بناءً على كلامه هذا زائغٌ منحرفٌ عن الطريق السلفي..) شريط مراحلنا مع أبي الحسن- بيان محمد بن هادي موقع سحاب
* وقال (... وأنصح إخوتي الذين يبلغ إليهم صوتي في أنحاء المعمورة كلها بأنه لا يجوز لهم أن يجلسوا مع هذا الرجل ولا يجوز لهم أن يسمعوا لهذا الرجل ولا يجوز لهم أن يدافعوا عن هذا الرجل ولا يجوز لهم أن يستمعوا إليه في أشرطته لأنه والله قد ضلل على كثير من الناس.) شريط مراحلنا مع أبي الحسن ‑بيان محمد بن هادي - موقع سحاب
* وقال (... وقبل ذلك أعطيكم واحدة في كشف مغالطاته وبيان كذباته وتلبيساته..) شريط كشف حقائق أبي الفتن
* وقال (... مما جعلني أجزم أنه منحرف من زمان إلى هذا اليوم..)
شريط كشف حقائق أبي الفتن
* وقال (… فالرجل عنده لسَن وعنده مغالطات أوتي علماً ولم يؤت فهماً وأوتي ذكاءً ولم يؤتَ زكاءً..) شريط كشف حقائق أبي الفتن.
قال: (وزاد الأمر إلى أن دمعت والله عيناي حينما سمعته يأتي بكل بلية ويذكر كل رزية عن الأخوان المسلمين) أ. هـ.
كلام الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله تعالى
هو كما عليه الشيخ عبيد والشيخ محمد بن هادي كما ذكر ذلك الشيخ عبيد في شريط (مراحلنا مع أبي الحسن) بقوله: (... ونحن على ذلك، محدثكم وكذلك الشيخ صالح بن سعد السحيمي..)
وكما في بيان علماء المدينة الموجه لمشايخ السنة وطلاب العلم في اليمن الصادر بتاريخ 29 جمادى الثانية 1423هـ.
كلام الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
* قال: (وقد كنت أحسن الظن به كغيري من الأخوة والمشايخ، حتى أبان وأظهر ما لديه وما يكنه في ردوده....). الفتح الرباني على أبي الحسن السليماني (1)
* وقال: (حرص أبو الحسن لذا حاول ‑أي أبو الحسن‑ جاهداً زعزعة منزلة أهل العلم ممن رد عليه بأسلوب بعيد عن الأدب مع العلماء الراسخين فيه، من الاستخفاف بهم والتنقص والغمز واللمز وغيرها من الطرائق...). الفتح (2)
* وقال أيضاً: (لكن الرجل معذور، فمن يعلمه الأدب ويؤدبه إذا لم يتلق الأدب على شيخ جلس إليه ودرس عليه وأخذ منه، ولا يقال: أنه يقول: (شيخنا مقبل) (شيخنا الألباني) (شيخنا ابن عثيمين) (شيخنا ابن باز) فهذه مشيخة غير حقيقية... ولقد سألته يوماً هل درست على الشيخ مقبل؟ فأجاب: (لا أنا جئت إلى اليمن وأنا متعلم طالب علم...) وأما الإمام الألباني فكذلك لم يدرس عليه، غاية أمره أسئلة يسألها الشيخ فأجاب الشيخ عنها، ومن سمع الأشرطة يظهر له فيها سوء أدبه مع الشيخ). الفتح (3)
* وقال أيضاً: (الرد على المخالف ‑أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل نزيل مأرب‑ وكشف حيفه وجوره، في مواطن من ردوده....). الفتح (1)
* وقال أيضاً: (ثم إن هذه الفتنة والتي أشعل نارها أبو الحسن
وأججها، مدعياً أنه لم يتكلم مدة من الزمن وهذا غير صحيح...). الفتح (1)
* وقال أيضاً: (إن لأبي الحسن طريقة غير سديدة ولا رشيدة تدل على عدم احترام لمن يرد عليه ولو كان من العلماء...). الفتح (2)
* وقال أيضاً: (إذ الواجب أن يسأل سؤال متعلم لا سؤال متعنت ومراجعة مكابر، وهو الذي يطلب الغلبة بغير علم فهما خلقا سوء دليلان على قله الدين وكثرة الفضول وضعف العقل وقوة السخف...). الفتح (3)
* وكثيراً ما كرر الشيخ البخاري لفظ (المخلوق العجيب) في أكثر من موضع من ردوده على هذا المخلوق.
كلام الشيخ سليمان الرحيلي
قال: والحقيقة أن أبا الحسن رأينا في أسلوبه عجباً فهو يلبس كلامه لباس الأدب، وفيه من سوء الأدب ما لا يجرؤ عليه أحد ويظهر الاحترام ويحشو الكلام ما يسقط كل إنسان... .
وقال: وقد رأيت في أسلوبه أنه يتلاعب في الألفاظ... .
وقال: ولكن عندما رأينا كتابة أبي الحسن وفيها من التجني وما فيها من قواعد باطلة... .
وقال: ورأينا ما يكتب لا يتفق مع منهج السلف وإنما هو يسير على كلام الحزبيين سواء بسواء وإذا وازناه بكلام الحزبيين وجدنا أن الأمر سواء... .
من جلسة مع الشيخ ليلة الأحد الموافق 9/11/1423هـ
ومنشور في شبكة سحاب على الإنترنت
كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في بيته بجدة ثاني يوم عيد الفطر لعام 1423هـ عن أبي الحسن فقال: ( أبوالحسن ليس على منهج السلف، وهو يعلم أن الشيخ ربيع على حق ولكن {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم...} الآية.
وقال: (وهو يحارب المنهج السلفي وأهله... ).
من جلسة في منزل الشيخ بتاريخ 14/11/1423هـ
في شبكة سحاب على الإنترنت
كلام الشيخ محمد بن عمر بازمول
قال: فإن الرجل صار يخالط أهل البدع وصار ينافح في أن لا يخرج الأخوان المسلمين من أهل السنة... .
وقال: وكذلك نقول في مسألة أبي الحسن الذين جرحوا أبا الحسن إنما جرحوه جرحاً مفسراً... .
وقال: والموقف الصحيح ممن يدافع عن أبي الحسن هو الموقف ممن يدافع عن أهل البدع... .
وقال: ونحن نقول أبوالحسن كما وصفه الشيخ ربيع وغيره من المشايخ صاحب بدعة ومن المشايخ من تبين له ابتداعه وأنه يعاند الحق ويكابر في قبول الحق فيوصف بأنه مبتدع على الاصطلاح الذي قررناه... .
من شريط أسئلة منهجية من ليبيا عبر الهاتف للشيخ محمد بازمول بتأريخ 29/12/2002م
كلام الشيخ علي رضا
قال: فقد كنت كتبت نصيحة لأبي الحسن أدعوه فيها إلى توبته من ضلالاته العقدية والمنهجية وأعرض عليه أن يسأل العلماء الربانيين فيما أشكل عليه، لكني والله ما كنت أظن أن يظل هذا الرجل في غيه وافترائه وكذبه بعدما أقيمت عليه الحجج والبراهين الدامغة الدالة على ضلاله وكونه مبتدع ... .
وقال: هذا سيد قطب الضال المضل ومن بعده أذياله من التكفيريين مروراً بجماعة التكفير والهجرة وحتى الوصول إلى سفر وسلمان وعبدالرحمن عبدالخالق والحداد وغيرهم من أئمة الضلال وانتهاء بأبي الحسن المأربي المصري... .
وقال: وإني من هذا المنبر أؤكد على تبديع أبي الحسن وضلاله وأدعو كافة العلماء وطلاب العلم إلى أن يبدعوه ويضللوه فيما ذهب إليه من الأباطيل والبدع؛ فقد قامت عليه الحجة وظهرت لديه المحجة لكنه أصر وعاند فلا بد من التحذير منه ومن كتبه وأشرطته ومحاضراته حتى لا يضل به الناس... .
من مذكرة للشيخ علي نشرت عبر الانترنت موقع سحاب WWW.SAHAB.NET
كلام الشيخ عبدالسلام البرجس رحمه الله
افترى أبوالحسن على الشيخ محمد بن هادي أنه قال: (لا يوجد سلفي في الرياض إلا عبدالسلام برجس) فسئل الشيخ عبدالسلام برجس عن هذه المقولة فقال: (هذا خبيث يريد أن يضرب بعضنا ببعض... .
وقد ردّ عليه الشيخ عبد الله البخاري والشيخ أبو عمر العتيبي في كتابين بيّنا فيهما ضلاله وأكاذيبه وخياناته.
قلت : فكيف يصح بعد هذا . كلام الدكتور عن أبي الحسن " أنه رجل من أهل السنة واختلف الناس فيه وعنده أخطاء ورد عليه الناس ومن الناس من بدعه ومن الناس من لم يبدعه ! تلزم الناس وتترك الدروس من أجل هذه !! يا إخوان ارجعوا إلى عقولكم !! "
فأين الإنصاف واتباع الحق المؤيد بالبراهين؟ وأين منهج السلف؟
أقول : إن أبا الحسن لا يكون من أهل السنة إلا إذا كان على قاعدة المنهج الواسع الأفيح ، كيف ترمي أقوال أهل السنة لأن فلان مابدعه فهل جنح الدكتور إلى التقليد وهو المنادي على نفسه أن من يأتيه يعلمه التأصيل ، فيجعل قول من لم يبدع أبا الحسن هو الحجة ! وقول أهل السنة الذين بينوا بالحجة ليس بحجة !
قال الحافظ بن رجب في جامع العلوم والحكم " وهاهنا أمرٌ خفيٌّ ينبغي التَّفطُّن له ، وهو أنَّ كثيراً من أئمَّةِ الدِّينِ قد يقولُ قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه ، مأجوراً على اجتهاده فيه ، موضوعاً عنه خطؤه فيهِ ، ولا يكونُ المنتصِرُ لمقالته تلك بمنْزلته في هذه الدَّرجة ؛ لأنَّه قد لا ينتصِرُ لهذا القولِ إلاَّ لكونِ متبوعه قد قاله ، بحيث أنَّه لو قاله غيرُه من أئمَّة الدِّينِ ، لما قبِلَهُ ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنَّه إنَّما انتصر للحقِّ بمنْزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإنَّ متبوعه إنَّما كان قصدُه الانتصارَ للحقِّ ، وإنْ أخطأ في اجتهاده ، وأمَّا هذا التَّابعُ ، فقد شابَ انتصارَه لما يظنُّه الحقَّ إرادة علوِّ متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ ، فافهم هذا ، فإنَّه فَهْمٌ عظيم ، والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم "
وقبل أن أختم ما أردت كتابته أنقل ما قرره الدكتور قبلُ من كتابه "موقف أهل السنة والجماعة" ليتبين مدى الفرق بين كلامه القديم والحديث وكأن الدكتور يرد على نفسه أم أنه غيَّر ما يعتقده في هذه المسألة فهو رد من الرحيلي على الرحيلي
إلى أن قال " وأما مسألة تلقي العلم عن المبتدعين غير رواية كشرح النصوص وتفسيرها واستنباط الأحكام منها وتقريرها ، فالأمر في ذلك يختلف عن الرواية وأحكامها [6] فقد لا ينظر في هذه المسألة إلى صدق المبتدع أو عدمه بقدر ما ينظر إلى تأثر التلاميذ به في بدعته أو عدمه . ونوع العلم الذي يدرسه هل هو متعلق ببدعته أو لا .
ومن هنا أفردت كل واحدة من المسألتين بفصل مستقل نظراً لاختلاف الحكم فيهما وإن كان قد تقدم تقرير الحكم في رواية المبتدع : فهذا أوان بيان حكم تلقي العلم عنه عند أهل السنة وحكم استخدامه في التدريس والتعليم .
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقول (( انظروا عمن تأخذون هذا العلم فإنما هو دين )) [7]
وقد نقل هذا الأثر عن جملة من السلف منهم ابن سيرين والضحاك بن مزاحم وغيرهما .
وعن عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال (( دينك دينك إنما هو لحمك ودمك فانظر عمن تأخذ خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا )) [8]
فقد أرشد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون من بعدهم إلى أخذ العلم عن أهل العدل والاستقامة ، وحذروا من أخذه من أهل الجور والزيغ ، ومن أهل الزيغ أهل البدع فإنهم زاغوا عن الدين وانحرفوا عنه بتلك البدع ، فلا يجوز أخذ العلم عنهم [9] لأن العلم دين وإنما يدرس للعمل به ، فإن أخذ عن مبتدع فالمبتدع لا يؤصل ويقرر من المسائل إلا ما يتدين به من البدع فيؤثر في تلاميذه علما وعملا وينشأون على البدع ويصعب رجوعهم بعد ذلك عنها ، خصوصا وإن كان التلقي عن المبتدع في سن صغير فإن أثره يبقى ولا يذهب مدى الحياة "
وقال – وفقه الله للصواب – " والواقع يشهد بهذا فكم هلك من هلك من الخلق بسبب مصاحبة أهل البدع وأخذ العلم عنهم ولذا كان السلف يحذرون أشد التحذير من مجالسة أهل البدع ومصاحبتهم والسماع منهم – على ما تقدم نقل الآثار في ذلك عن السلف في فصلي ( مجالسة أهل البدع ومناظرتهم ) من الباب الثالث فكيف بتلقي العلم عنهم وسماع شبههم والأخذ بأقوالهم فلا شك أنه من أعظم أسباب الضلال والهلاك كما صرح بذلك الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه "
وقال – وفقه الله للصواب – " وكما نهى السلف من الصحابة والتابعين عن تلقي العلم عن أهل البدع فإن أقوال أهل العلم من بعدهم جاءت مصرحة بالنهي عن أخذ العلم عن أهل البدع والتحذير من ذلك "
وبعد أن ساق كلام النووي الذي ذكرناها أعلاه قال " فدل كلام النووي على أنه لا ينبغي أخذ العلم عن أهل البدع ، ولذا أبيحت غيبة المبتدع عند من يتردد عليه بقصد طلب العلم وهو لا يعرف حاله ، فكأن المعروف عندهم عدم جواز أخذ العلم عن أهل البدع ، وإنما قد يحصل ممن لا يعرف حالهم فيجب حينئذ تعريفه "
إلى أن قال " فثبت عن طريق هذه النقول عن سلف الأمة المتقدمين ومن بعدهم من أهل العلم والتحقيق : عدم جواز تلقي العلم عن أهل البدع ، للأضرار العظيمة والمفاسد الجسيمة المترتبة على تلقي العلم عنهم .
وبناء على ذلك فلا يجوز تنصيب المبتدعة معلمين لأبناء أهل السنة واستخدامهم في وظائف التعليم الخاص أو العام ، لما يترتب على ذلك من إفساد العقائد الطلاب الدراسين عليهم ، وانتشار للبدع في مجتمعات أهل السنة
يقول الشيخ حمود التويجري (( وقد صار تقريب أهل البدع وتوليتهم في وظائف التعليم والوثوق بهم في ذلك سبباً في إفساد عقائد كثير من المتعلمين وأخلاقهم فتراهم لا يبالون بترك المأمورات ولا بارتكاب المنهيات فلاحول ولا قوة إلا بالله )) .
وهذا الذي تقرر هنا من عدم جواز استخدام أهل البدع في التعليم والتدريس إنما هو في حال السعة أما في حال الضرورة فاستخدامهم جائز " انتهى المراد من كلامه
فأي ضرورة تبيح لنا الآن أخذ العلم عنهم ، بل هم عيالٌ على أهل السنة في هذا الباب . وأعجب من قول الدكتور (( لن تسأل في قبرك عن أبي الحسن هل هو مبتدع أو غير مبتدع ، أنا أضمن لك الآن أنك لن تسأل عن فلان إنما تسأل عن دينك وعن نبيك وعن ربك وهذا الرجل سواء أنت أصبت أو أخطأت ما دمت مجتهدا أنت إن شاء الله على خير بارك الله فيك )) فكيف يضمن الدكتور لنا هذا أليس هذا من علم الغيب ؟ أوليس قد جاء في الحديث يقول ((هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي)) ، ثم أليس أهل البدع علمهم مشوب بالحق والباطل ! ، أما تخشى إذا تلقيت العلم عن أهل البدع أن تحير جواباً أو تقول: " هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي"؛ لأنهم لم يكونوا متبعين لنبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة وهذا من أسباب عدم التوفيق في الإجابة .
أليس هذا من التهوين من شأن البدعة وأهلها ، وهل يراد بهذا الكلام أن لا نتكلم في المبتدعة ونترك لهم الساحة يجولون ويصولون لأننا لن نسأل في قبورنا عنهم !
كيف يعطي الدكتور أهلية الاجتهاد في مسألة مثل هذه إلى شباب قد شهدوا على أنفسهم أنهم لا يحفظون الأصول الثلاثة حتى ! أليس من الأجدر به أن يرشدهم إلى كلام العلماء في هذه الفتنة ، ثم ينصحهم بالإقبال على طلب العلم
ثم وقفت على سؤال وجه للرحيلي حول مسألة تلقي العلم عن أهل البدع في حال الضرورة فأجاب بما يناقض ما قرره في كتابه موقف أهل السنة ولهذا السائل الليبي وهذا نص الكلام مفرغا
لتحميل السؤال والجواب صوتيا قم بالضغط على الرابط التالي
http://www.islamup.com/download.php?id=93966
السؤال : في حال الضرورة في التلقي عن أهل البدع في من منطقة من المناطق ألا يكون الأفضل التلقي عن طريق الأشرطة والكتب لأهل السنة ؟
أجاب الدكتور بقوله :
" إذًا ما وجدت الضرورة ! إذا أمكن التلقي عن أهل السنة ماوجدت الضرورة ، أين الضرورة ؟ الضرورة أن لا يمكن التلقي إلا عن هؤلاء أما إذا أمكن التلقي عن أهل السنة والأشرطة فيها خير والتلقي عن الأشرطة كالتلقي عن المشايخ في الدروس إنما يفوت السامع لهذه الاشرطة الأسئلة والاستدراك والاستفصال عن ما أشكل عليهم فيمكن التلقي عن الأشرطة لأهل العلم لكن ينبغي التنبه لِمَا قد يشكل فلا ينبغي الاستعجال في تقرير أمر مشكل على السامع فينسبه لذلك المتكلم فلم توجد الضرورة عندما يمكن التلقي عن أهل العلم حتى لو كان عن طريق الأشرطة . "
هذا ما تيسر في هذا المقام و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
تنبيه : وقد نقل الدكتور عن النووي كلاما لفقه حيث نقل من شرح مسلم والأذكار وعبارة النووي في الموضعين مختلفة فلفق بينهما فأحببت التنبيه لهذا فقد رأيت من نقل هذا الكلام عن الدكتور دون التنبيه لهذا أنبه عليها هنا :
فقد نقل عن النووي قوله في موقف أهل السنة ( 2/688) ط مكتبة العلوم والحكم
(( ومنها إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم و خاف أن يتضرر المتفقه بذلك فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة ))
1- نقل قوله ( إذا رأى ) وصوابه ( رأيت ) ، كما في شرح مسلم (8/259) والأذكار ( 303)
2- نقله ( مبتدع أو فاسق ) وجاء في شرح مسلم ( فاسق أو مبتدع )
3- نقله ( يأخذ عنه العلم ) وفي شرح مسلم ( يأخذ عنه علما )
4- نقله ( وخاف ) صوابه ( وخفت ) ، كما في شرح مسلم والأذكار
5- نقله ( أن يتضرر المتفقه بذلك ) ، وهي ليست في شرح مسلم
6- نقله ( فعليه ) في شرح مسلم والأذكار ( فعليك )
7- نقله ( بشرط أن يقصد ) ، وهي ليست في شرح مسلم ، وجاءت في الأذكار بلفظ ( ويشترط )
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
[1] - من الذي لا يخطىء !
[2] - كذا.
[3] - صححه شيخنا مقبل بن هادي في الصحيح المسند ( 2/94 ) عن عمران بن حصين رضي الله عنه به
[4] قدمنا كلام علماء اليمن من باب قول علماء الجرح والتعديل: أن أهل البلد كلامهم مقدم في الرجل على غيرهم.
[5] - وقد ناصح أبا الحسن اثنا عشر عالماً من علماء السنة، فأسقطهم، وجرأ عليهم السفهاء، فلا يرفعون رأساً بهم ولا بمنهجهم ولا بأقوالهم.
[6] - قلت سبحان الله ! انظر ما قرره هنا من التفريق بين الرواية وشرح النصوص وماذا قال مؤخرا وكيف قاس الرواية على غيرها
[7] - أخرجه الخطيب في الكفاية وفيه الفضل بن مختار قال ابن أبي حاتم هو مجهول وأحاديثه منكرة وفيه مجاشع بن قطبة ذكره ابن مأكوله في الإكمال ولم يذكر عنه راويا غير الفضل بن مختار
[8] - ضعفه الالباني في السلسلة الضعيفة (3/257) وأخرجه الخطيب في الكفاية (1/368)
[9] - وانظر إلى كلام الدكتور في المفرغ أعلاه وقارن وكيف قال تلقى العلم عند أهل البدع مشروع اللهم سلم سلم !
كتبه/
أبو الفضل محمد بن عمر الليبي
Wednesday, February 15, 2012
Ibn Taymiyyah on the Nusayrites
Ibn Taymiyyah states about the Nusayrees " They are exactly as the scholars have said about them: from the outside their sect appears to be raafidah shiah but their reality is pure disbelief."
http://ia600208.us.archive.org/12/items/waq102519/102519.pdf
http://ia600208.us.archive.org/12/items/waq102519/102519.pdf
Tuesday, February 14, 2012
رسالة عبّاد الشامي إلى من انتحل السنّة
قال أبو محمّد عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ السمرقنديّ الحافظ في مقدّمة السنن [ص 258 ، رقم 671 ، ط دار الآثار ] :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأنْطَاكِيُّ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْخَوَّاصِ الشَّامِيِّ أَبِي عُتْبَةَ، قَالَ :
(( أَمَّا بَعْدُ :
اعقلوا ! وَ الْعَقْلُ نِعْمَةٌ ، فَرُبَّ ذِي عَقْلٍ قَدْ شُغِلَ قَلْبُهُ بِالتَّعَمُّقِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ عَنِ الإنْتِفَاعِ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، حَتَّى صَارَ عَنْ ذَلِكَ سَاهِيًا ، وَ مِنْ فَضْلِ عَقْلِ الْمَرْءِ تَرْكُ النَّظَرِ فِيمَا لا نَظَرَ فِيهِ ، حَتَّى لا يَكُونَ فَضْلُ عَقْلِهِ وَبَالا عَلَيْهِ فِي تَرْكِ مُنَافَسَةِ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، أَوْ رَجُلٍ شُغِلَ قَلْبُهُ بِبِدْعَةٍ قَلَّدَ فِيهَا دِينَهُ رِجَالا دُونَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ اكْتَفَى بِرَأْيِهِ فِيمَا لا يَرَى الْهُدَى إِلاّ فِيهَا ، وَ لا يَرَى الضَّلالَةَ إِلاّ بِتَرْكِهَا ، يَزْعُمُ أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَى فِرَاقِ الْقُرْآنِ ! أَفَمَا كَانَ لِلْقُرْآنِ حَمَلَةٌ قَبْلَهُ وَقَبْلَ أَصْحَابِهِ ؟ يَعْمَلُونَ بِمُحْكَمِهِ وَيُؤْمِنُونَ بِمُتَشَابِهِهِ ، وَكَانُوا مِنْهُ عَلَى مَنَارٍ كَوَضَحِ الطَّرِيقِ .
فَكَانَ الْقُرْآنُ إِمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِمَامًا لأصْحَابِهِ ، وَ كَانَ أَصْحَابُهُ أَئِمَّةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ ، رِجَالٌ مَعْرُوفُونَ مَنْسُوبُونَ فِي الْبُلْدَانِ ، مُتَّفِقُونَ فِي الرَّدِّ عَلَى أَصْحَابِ الأهْوَاءِ ، مَعَ مَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الاخْتِلافِ ، وَ تَسَكَّعَ أَصْحَابُ الأهْوَاءِ بِرَأْيِهِمْ فِي سُبُلٍ مُخْتَلِفَةٍ جَائِرَةٍ عَنِ الْقَصْدِ ، مُفَارِقَةٍ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فَتَوَّهَتْ بِهِمْ أَدِلاؤُهُمْ فِي مَهَامِهَ مُضِلَّةٍ ، فَأَمْعَنُوا فِيهَا مُتَعَسِّفِينَ فِي تِيهِهِمْ ، كُلَّمَا أَحْدَثَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ بِدْعَةً فِي ضَلالَتِهِمُ انْتَقَلُوا مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا ، لأنَّهُمْ لَمْ يَطْلُبُوا أَثَرَ السَّالِفِينَ وَ لَمْ يَقْتَدُوا بِالْمُهَاجِرِينَ ، وَ قَدْ ذُكِرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِزِيَادٍ : هَلْ تَدْرِي مَا يَهْدِمُ الإسْلامَ ؟ زَلَّةُ عَالِمٍ ، وَ جِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ ، وَ أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ .
اتَّقُوا اللَّهَ ، وَ مَا حَدَثَ فِي قُرَّائِكُمْ وَ أَهْلِ مَسَاجِدِكُمْ مِنَ الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْمَشْيِ بَيْنَ النَّاسِ بِوَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ ، وَ قَدْ ذُكِرَ أَنَّ مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي النَّارِ ، يَلْقَاكَ صَاحِبُ الْغِيبَةِ فَيَغْتَابُ عِنْدَكَ مَنْ يَرَى أَنَّكَ تُحِبُّ غِيبَتَهُ ، وَ يُخَالِفُكَ إِلَى صَاحِبِكَ فَيَأْتِيهِ عَنْكَ بِمِثْلِهِ ، فَإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا حَاجَتَهُ ، وَ خَفِيَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا أُتِيَ بِهِ عِنْدَ صَاحِبِهِ ، حُضُورُهُ عِنْدَ مَنْ حَضَرَهُ حُضُورُ الإخْوَانِ ، وَ غَيْبَتُهُ عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهُ غَيْبَةُ الأعْدَاءِ ، مَنْ حَضَرَ مِنْهُمْ كَانَتْ لَهُ الأثَرَةُ ، وَمَنْ غَابَ مِنْهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حُرْمَةٌ ، يَفْتِنُ مَنْ حَضَرَهُ بِالتَّزْكِيَةِ ، وَيَغْتَابُ مَنْ غَابَ عَنْهُ بِالْغِيبَةِ ، فَيَا لَعِبَادَ اللَّهِ ! أَمَا فِي الْقَوْمِ مِنْ رَشِيدٍ وَلامُصْلِحٍ يَقْمَعُ هَذَا عَنْ مَكِيدَتِهِ وَيَرُدُّهُ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ؟ بَلْ عَرَفَ هَوَاهُمْ فِيمَا مَشَى بِهِ إِلَيْهِمْ ، فَاسْتَمْكَنَ مِنْهُمْ وَ أَمْكَنُوهُ مِنْ حَاجَتِهِ ، فَأَكَلَ بِدِينِهِ مَعَ أَدْيَانِهِمْ ، فَاللَّهَ اللَّهَ ، ذُبُّوا عَنْ حُرَمِ أَغْيَابِكُمْ ، وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنْهُمْ إِلا مِنْ خَيْرٍ .
وَ نَاصِحُوا اللَّهَ فِي أُمَّتِكُمْ إِذْ كُنْتُمْ حَمَلَةَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ ، فَإِنَّ الْكِتَابَ لا يَنْطِقُ حَتَّى يُنْطَقَ بِهِ ، وَ إِنَّ السُّنَّةَ لا تَعْمَلُ حَتَّى يُعْمَلَ بِهَا ، فَمَتَى يَتَعَلَّمُ الْجَاهِلُ إِذَا سَكَتَ الْعَالِمُ ، فَلَمْ يُنْكِرْ مَا ظَهَرَ ، وَ لَمْ يَأْمُرْ بِمَا تُرِكَ ؟ وَ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ .
اتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ رَقَّ فِيهِ الْوَرَعُ ، وَقَلَّ فِيهِ الْخُشُوعُ ، وَ حَمَلَ الْعِلْمَ مُفْسِدُوهُ ، فَأَحَبُّوا أَنْ يُعْرَفُوا بِحَمْلِهِ ، وَكَرِهُوا أَنْ يُعْرَفُوا بِإِضَاعَتِهِ ، فَنَطَقُوا فِيهِ بِالْهَوَى لما أَدْخَلُوا فِيهِ مِنَ الْخَطَإِ ، وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَمَّا تَرَكُوا مِنَ الْحَقِّ إِلَى مَا عَمِلُوا بِهِ مِنْ بَاطِلٍ ، فَذُنُوبُهُمْ ذُنُوبٌ لا يُسْتَغْفَرُ مِنْهَا ، وَتَقْصِيرُهُمْ تَقْصِيرٌ لا يُعْتَرَفُ بِهِ ، كَيْفَ يَهْتَدِي الْمُسْتَدِلُّ الْمُسْتَرْشِدُ إِذَا كَانَ الدَّلِيلُ حَائِرًا ؟ أَحَبُّوا الدُّنْيَا وَ كَرِهُوا مَنْزِلَةَ أَهْلِهَا ، فَشَارَكُوهُمْ فِي الْعَيْشِ ، وَ زَايَلُوهُمْ بِالْقَوْلِ ، وَ دَافَعُوا بِالْقَوْلِ عَنِ أنْفُسِهِمْ أَنْ يُنْسَبُوا إِلَى عَمَلِهِمْ ، فَلَمْ يَتَبَرَّءُوا مِمَّا انْتَفَوْا مِنْهُ ، وَ لَمْ يَدْخُلُوا فِيمَا نَسَبُوا إِلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ ، لأنَّ الْعَامِلَ بِالْحَقِّ مُتَكَلِّمٌ وَ إِنْ سَكَتَ ! وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلامِ الْحَكِيمِ أَتَقَبَّلُ ، وَلَكِنِّي أَنْظُرُ إِلَى هَمِّهِ وَهَوَاهُ ، فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ لِي ، جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا وَوَقَارًا لِي وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ . وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا ) : لَمْ يَعْمَلُوا بِهَا ( كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ) : كُتُبًا . وَ قَالَ ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ) ، قَالَ : الْعَمَلُ بِمَا فِيهِ .
وَ لا تَكْتَفُوا مِنَ السُّنَّةِ بِانْتِحَالِهَا بِالْقَوْلِ دُونَ الْعَمَلِ بِهَا ، فَإِنَّ انْتِحَالَ السُّنَّةِ دُونَ الْعَمَلِ بِهَا كَذِبٌ بِالْقَوْلِ مَعَ إِضَاعَةِ الْعَمَلِ ، وَ لا تَعِيبُوا بِالْبِدَعِ تَزَيُّنًا بِعَيْبِهَا ، فَإِنَّ فَسَادَ أَهْلِ الْبِدَعِ لَيْسَ بِزَائِدٍ فِي صَلاحِكُمْ ، وَ لا تَعِيبُوهَا بَغْيًا عَلَى أَهْلِهَا ، فَإِنَّ الْبَغْيَ مِنْ فَسَادِ أَنْفُسِكُمْ ، وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلطَّبِيبِ أَنْ يُدَاوِيَ الْمَرْضَى بِمَا يُبَرِّئُهُمْ وَ يُمْرِضُهُ ، فَإِنَّهُ إِذَا مَرِضَ اشْتَغَلَ بِمَرَضِهِ عَنْ مُدَاوَاتِهِمْ ، وَ لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَلْتَمِسَ لِنَفْسِهِ الصِّحَّةَ لِيَقْوَى بِهِ عَلَى عِلَاجِ الْمَرْضَى ، فَلْيَكُنْ أَمْرُكُمْ فِيمَا تُنْكِرُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ نَظَرًا مِنْكُمْ لأنْفُسِكُمْ ، وَنَصِيحَةً مِنْكُمْ لِرَبِّكُمْ ، وَشَفَقَةً مِنْكُمْ عَلَى إِخْوَانِكُمْ ، وَأَنْ تَكُونُوا مَعَ ذَلِكَ بِعُيُوبِ أَنْفُسِكُمْ أَعْنَى مِنْكُمْ بِعُيُوبِ غَيْرِكُمْ ، وَ أَنْ يَسْتَطْعِمَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا النَّصِيحَةَ ، وَ أَنْ يَحْظَى عِنْدَكُمْ مَنْ بَذَلَهَا لَكُمْ وَقَبِلَهَا مِنْكُمْ ، وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي .
تُحِبُّونَ أَنْ تَقُولُوا فَيُحْتَمَلَ لَكُمْ ، وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ مِثْلُ الَّذِي قُلْتُمْ غَضِبْتُمْ ، تَجِدُونَ عَلَى النَّاسِ فِيمَا تُنْكِرُونَ مِنَ امُورِهِمْ ، وَتَأْتُونَ مِثْلَ ذَلِكَ فَلا تُحِبُّونَ أَنْ يُوجَدَ عَلَيْكُمُ ، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ وَرَأْيَ أَهْلِ زَمَانِكُمْ ، وَ تَثَبَّتُوا قَبْلَ أَنْ تَكَلَّمُوا ، وَتَعَلَّمُوا قَبْلَ أَنْ تَعْمَلُوا ، فَإِنَّهُ يَأْتِي زَمَانٌ يَشْتَبِهُ فِيهِ الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ ، وَيَكُونُ الْمَعْرُوفُ فِيهِ مُنْكَرًا وَالْمُنْكَرُ فِيهِ مَعْرُوفًا ، فَكَمْ مِنْ مُتَقَرِّبٍ إِلَى اللَّهِ بِمَا يُبَاعِدُهُ ، وَمُتَحَبِّبٍ إِلَيْهِ بِمَا يُغْضِبُهُ عَلَيْهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ) الْآيَةَ ، فَعَلَيْكُمْ بِالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ ، حَتَّى يَبْرُزَ لَكُمْ وَاضِحُ الْحَقِّ بِالْبَيِّنَةِ ، فَإِنَّ الدَّاخِلَ فِيمَا لا يَعْلَمُ بِغَيْرِ عِلْمٍ آثِمٌ ، وَمَنْ نَظَرَ لِلَّهِ نَظَرَ اللَّهُ لَهُ ، عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَأْتَمُّوا بِهِ وَ أُمُّوا بِهِ ، وَ عَلَيْكُمْ بِطَلَبِ أَثَرِ الْمَاضِينَ فِيهِ .
وَ لَوْ أَنَّ الأحْبَارَ وَ الرُّهْبَانَ لَمْ يَتَّقُوا زَوَالَ مَرَاتِبِهِمْ وَ فَسَادَ مَنْزِلَتِهِمْ بِإِقَامَةِ الْكِتَابِ وَتِبْيَانِهِ ، مَا حَرَّفُوهُ وَ لا كَتَمُوهُ ، وَ لَكِنَّهُمْ لَمَّا خَالَفُوا الْكِتَابَ بِأَعْمَالِهِمُ ، الْتَمَسُوا أَنْ يَخْدَعُوا قَوْمَهُمْ عَمَّا صَنَعُوا ، مَخَافَةَ أَنْ تَفْسُدَ مَنَازِلُهُمْ ، وَأَنْ يَتَبَيَّنَ لِلنَّاسِ فَسَادُهُمْ ، فَحَرَّفُوا الْكِتَابَ بِالتَّفْسِيرِ ، وَمَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا تَحْرِيفَهُ كَتَمُوهُ ، فَسَكَتُوا عَنْ صَنِيعِ أَنْفُسِهِمْ إِبْقَاءً عَلَى مَنَازِلِهِمْ ، وَسَكَتُوا عَمَّا صَنَعَ قَوْمُهُمْ مُصَانَعَةً لَهُمْ ، وَ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ ، بَلْ مَالَئُوا عَلَيْهِ وَرَقَّقُوا لَهُمْ فِيهِ )) .
انتهت الرّسالة ، [ و بدأ تدبّرها و العمل بها إن شاء الله ] .
شرح بعض الألفاظ و المعاني الغريبة الواردة في الرسالة :
تسكّع : تمادى في الباطل .
توّهت : التوْه : الهلاك و الذهاب ، و توّه فلان فلانا : أهلكه
مهامه : جمع مهْمهة ، وهي المفازة البعيدة و البلد المقفِر أي الخالي .
أمعنوا : أمعن في الأمر أي أبعد .
متعسّفين : عسف عن الطريق أي مال و عدل ، و التعسّف : التخبّط من غير هداية .
التيه : يأتي لمعانٍ ، و المراد به هنا : الضلال و الحيرة ، و في سورة المائدة عن بني إسرائيل : ( أربعين سنة يتيهون في الأرض ) .
فانظر رحمك الله ماذا يفعل الأئمّة المضلّون بأصحابهم ، و أصحاب الأهواء بأتباعهم ، والمساكين يحسبون أنّهم يدلّونهم على الطريق ، نعوذ بالله من الزيغ ، ومن الإنحراف عن الصراط المستقيم .
فزايلوهم بالقول : المزايلة المفارقة و المباينة ، والمعنى أنّهم يشاركون الناس في التكالب على الدنيا ، و يتميزون عنهم بالكلام في أمور الدين و الوعظ و إظهار التنسك ، من باب : يقولون ما لا يفعلون .
أن يستطعم بعضكم بعضا النصيحة : العرب تقول : اسْتَطْعَمْتُه الـحديث أَي طلبت منه أَن يحدّثني ، وأَن يذيقني طَعْمَ حديثه . كأنّه شبّّه الحاجة إلى النّصيحة كالحاجة إلى الطعام .
يحظى عندكم : من الحظوة و هي المكانة والمنزلة ، والمعنى : فليكن لمن يبذل لكم النصيحة و يقبلها منكم منزلة ومكانة في قلوبكم و قرّبوه منكم .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأنْطَاكِيُّ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْخَوَّاصِ الشَّامِيِّ أَبِي عُتْبَةَ، قَالَ :
(( أَمَّا بَعْدُ :
اعقلوا ! وَ الْعَقْلُ نِعْمَةٌ ، فَرُبَّ ذِي عَقْلٍ قَدْ شُغِلَ قَلْبُهُ بِالتَّعَمُّقِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ عَنِ الإنْتِفَاعِ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، حَتَّى صَارَ عَنْ ذَلِكَ سَاهِيًا ، وَ مِنْ فَضْلِ عَقْلِ الْمَرْءِ تَرْكُ النَّظَرِ فِيمَا لا نَظَرَ فِيهِ ، حَتَّى لا يَكُونَ فَضْلُ عَقْلِهِ وَبَالا عَلَيْهِ فِي تَرْكِ مُنَافَسَةِ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، أَوْ رَجُلٍ شُغِلَ قَلْبُهُ بِبِدْعَةٍ قَلَّدَ فِيهَا دِينَهُ رِجَالا دُونَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ اكْتَفَى بِرَأْيِهِ فِيمَا لا يَرَى الْهُدَى إِلاّ فِيهَا ، وَ لا يَرَى الضَّلالَةَ إِلاّ بِتَرْكِهَا ، يَزْعُمُ أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَى فِرَاقِ الْقُرْآنِ ! أَفَمَا كَانَ لِلْقُرْآنِ حَمَلَةٌ قَبْلَهُ وَقَبْلَ أَصْحَابِهِ ؟ يَعْمَلُونَ بِمُحْكَمِهِ وَيُؤْمِنُونَ بِمُتَشَابِهِهِ ، وَكَانُوا مِنْهُ عَلَى مَنَارٍ كَوَضَحِ الطَّرِيقِ .
فَكَانَ الْقُرْآنُ إِمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِمَامًا لأصْحَابِهِ ، وَ كَانَ أَصْحَابُهُ أَئِمَّةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ ، رِجَالٌ مَعْرُوفُونَ مَنْسُوبُونَ فِي الْبُلْدَانِ ، مُتَّفِقُونَ فِي الرَّدِّ عَلَى أَصْحَابِ الأهْوَاءِ ، مَعَ مَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الاخْتِلافِ ، وَ تَسَكَّعَ أَصْحَابُ الأهْوَاءِ بِرَأْيِهِمْ فِي سُبُلٍ مُخْتَلِفَةٍ جَائِرَةٍ عَنِ الْقَصْدِ ، مُفَارِقَةٍ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فَتَوَّهَتْ بِهِمْ أَدِلاؤُهُمْ فِي مَهَامِهَ مُضِلَّةٍ ، فَأَمْعَنُوا فِيهَا مُتَعَسِّفِينَ فِي تِيهِهِمْ ، كُلَّمَا أَحْدَثَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ بِدْعَةً فِي ضَلالَتِهِمُ انْتَقَلُوا مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا ، لأنَّهُمْ لَمْ يَطْلُبُوا أَثَرَ السَّالِفِينَ وَ لَمْ يَقْتَدُوا بِالْمُهَاجِرِينَ ، وَ قَدْ ذُكِرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِزِيَادٍ : هَلْ تَدْرِي مَا يَهْدِمُ الإسْلامَ ؟ زَلَّةُ عَالِمٍ ، وَ جِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ ، وَ أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ .
اتَّقُوا اللَّهَ ، وَ مَا حَدَثَ فِي قُرَّائِكُمْ وَ أَهْلِ مَسَاجِدِكُمْ مِنَ الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْمَشْيِ بَيْنَ النَّاسِ بِوَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ ، وَ قَدْ ذُكِرَ أَنَّ مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي النَّارِ ، يَلْقَاكَ صَاحِبُ الْغِيبَةِ فَيَغْتَابُ عِنْدَكَ مَنْ يَرَى أَنَّكَ تُحِبُّ غِيبَتَهُ ، وَ يُخَالِفُكَ إِلَى صَاحِبِكَ فَيَأْتِيهِ عَنْكَ بِمِثْلِهِ ، فَإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا حَاجَتَهُ ، وَ خَفِيَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا أُتِيَ بِهِ عِنْدَ صَاحِبِهِ ، حُضُورُهُ عِنْدَ مَنْ حَضَرَهُ حُضُورُ الإخْوَانِ ، وَ غَيْبَتُهُ عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهُ غَيْبَةُ الأعْدَاءِ ، مَنْ حَضَرَ مِنْهُمْ كَانَتْ لَهُ الأثَرَةُ ، وَمَنْ غَابَ مِنْهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حُرْمَةٌ ، يَفْتِنُ مَنْ حَضَرَهُ بِالتَّزْكِيَةِ ، وَيَغْتَابُ مَنْ غَابَ عَنْهُ بِالْغِيبَةِ ، فَيَا لَعِبَادَ اللَّهِ ! أَمَا فِي الْقَوْمِ مِنْ رَشِيدٍ وَلامُصْلِحٍ يَقْمَعُ هَذَا عَنْ مَكِيدَتِهِ وَيَرُدُّهُ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ؟ بَلْ عَرَفَ هَوَاهُمْ فِيمَا مَشَى بِهِ إِلَيْهِمْ ، فَاسْتَمْكَنَ مِنْهُمْ وَ أَمْكَنُوهُ مِنْ حَاجَتِهِ ، فَأَكَلَ بِدِينِهِ مَعَ أَدْيَانِهِمْ ، فَاللَّهَ اللَّهَ ، ذُبُّوا عَنْ حُرَمِ أَغْيَابِكُمْ ، وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنْهُمْ إِلا مِنْ خَيْرٍ .
وَ نَاصِحُوا اللَّهَ فِي أُمَّتِكُمْ إِذْ كُنْتُمْ حَمَلَةَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ ، فَإِنَّ الْكِتَابَ لا يَنْطِقُ حَتَّى يُنْطَقَ بِهِ ، وَ إِنَّ السُّنَّةَ لا تَعْمَلُ حَتَّى يُعْمَلَ بِهَا ، فَمَتَى يَتَعَلَّمُ الْجَاهِلُ إِذَا سَكَتَ الْعَالِمُ ، فَلَمْ يُنْكِرْ مَا ظَهَرَ ، وَ لَمْ يَأْمُرْ بِمَا تُرِكَ ؟ وَ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ .
اتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ رَقَّ فِيهِ الْوَرَعُ ، وَقَلَّ فِيهِ الْخُشُوعُ ، وَ حَمَلَ الْعِلْمَ مُفْسِدُوهُ ، فَأَحَبُّوا أَنْ يُعْرَفُوا بِحَمْلِهِ ، وَكَرِهُوا أَنْ يُعْرَفُوا بِإِضَاعَتِهِ ، فَنَطَقُوا فِيهِ بِالْهَوَى لما أَدْخَلُوا فِيهِ مِنَ الْخَطَإِ ، وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَمَّا تَرَكُوا مِنَ الْحَقِّ إِلَى مَا عَمِلُوا بِهِ مِنْ بَاطِلٍ ، فَذُنُوبُهُمْ ذُنُوبٌ لا يُسْتَغْفَرُ مِنْهَا ، وَتَقْصِيرُهُمْ تَقْصِيرٌ لا يُعْتَرَفُ بِهِ ، كَيْفَ يَهْتَدِي الْمُسْتَدِلُّ الْمُسْتَرْشِدُ إِذَا كَانَ الدَّلِيلُ حَائِرًا ؟ أَحَبُّوا الدُّنْيَا وَ كَرِهُوا مَنْزِلَةَ أَهْلِهَا ، فَشَارَكُوهُمْ فِي الْعَيْشِ ، وَ زَايَلُوهُمْ بِالْقَوْلِ ، وَ دَافَعُوا بِالْقَوْلِ عَنِ أنْفُسِهِمْ أَنْ يُنْسَبُوا إِلَى عَمَلِهِمْ ، فَلَمْ يَتَبَرَّءُوا مِمَّا انْتَفَوْا مِنْهُ ، وَ لَمْ يَدْخُلُوا فِيمَا نَسَبُوا إِلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ ، لأنَّ الْعَامِلَ بِالْحَقِّ مُتَكَلِّمٌ وَ إِنْ سَكَتَ ! وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلامِ الْحَكِيمِ أَتَقَبَّلُ ، وَلَكِنِّي أَنْظُرُ إِلَى هَمِّهِ وَهَوَاهُ ، فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ لِي ، جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا وَوَقَارًا لِي وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ . وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا ) : لَمْ يَعْمَلُوا بِهَا ( كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ) : كُتُبًا . وَ قَالَ ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ) ، قَالَ : الْعَمَلُ بِمَا فِيهِ .
وَ لا تَكْتَفُوا مِنَ السُّنَّةِ بِانْتِحَالِهَا بِالْقَوْلِ دُونَ الْعَمَلِ بِهَا ، فَإِنَّ انْتِحَالَ السُّنَّةِ دُونَ الْعَمَلِ بِهَا كَذِبٌ بِالْقَوْلِ مَعَ إِضَاعَةِ الْعَمَلِ ، وَ لا تَعِيبُوا بِالْبِدَعِ تَزَيُّنًا بِعَيْبِهَا ، فَإِنَّ فَسَادَ أَهْلِ الْبِدَعِ لَيْسَ بِزَائِدٍ فِي صَلاحِكُمْ ، وَ لا تَعِيبُوهَا بَغْيًا عَلَى أَهْلِهَا ، فَإِنَّ الْبَغْيَ مِنْ فَسَادِ أَنْفُسِكُمْ ، وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلطَّبِيبِ أَنْ يُدَاوِيَ الْمَرْضَى بِمَا يُبَرِّئُهُمْ وَ يُمْرِضُهُ ، فَإِنَّهُ إِذَا مَرِضَ اشْتَغَلَ بِمَرَضِهِ عَنْ مُدَاوَاتِهِمْ ، وَ لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَلْتَمِسَ لِنَفْسِهِ الصِّحَّةَ لِيَقْوَى بِهِ عَلَى عِلَاجِ الْمَرْضَى ، فَلْيَكُنْ أَمْرُكُمْ فِيمَا تُنْكِرُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ نَظَرًا مِنْكُمْ لأنْفُسِكُمْ ، وَنَصِيحَةً مِنْكُمْ لِرَبِّكُمْ ، وَشَفَقَةً مِنْكُمْ عَلَى إِخْوَانِكُمْ ، وَأَنْ تَكُونُوا مَعَ ذَلِكَ بِعُيُوبِ أَنْفُسِكُمْ أَعْنَى مِنْكُمْ بِعُيُوبِ غَيْرِكُمْ ، وَ أَنْ يَسْتَطْعِمَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا النَّصِيحَةَ ، وَ أَنْ يَحْظَى عِنْدَكُمْ مَنْ بَذَلَهَا لَكُمْ وَقَبِلَهَا مِنْكُمْ ، وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي .
تُحِبُّونَ أَنْ تَقُولُوا فَيُحْتَمَلَ لَكُمْ ، وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ مِثْلُ الَّذِي قُلْتُمْ غَضِبْتُمْ ، تَجِدُونَ عَلَى النَّاسِ فِيمَا تُنْكِرُونَ مِنَ امُورِهِمْ ، وَتَأْتُونَ مِثْلَ ذَلِكَ فَلا تُحِبُّونَ أَنْ يُوجَدَ عَلَيْكُمُ ، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ وَرَأْيَ أَهْلِ زَمَانِكُمْ ، وَ تَثَبَّتُوا قَبْلَ أَنْ تَكَلَّمُوا ، وَتَعَلَّمُوا قَبْلَ أَنْ تَعْمَلُوا ، فَإِنَّهُ يَأْتِي زَمَانٌ يَشْتَبِهُ فِيهِ الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ ، وَيَكُونُ الْمَعْرُوفُ فِيهِ مُنْكَرًا وَالْمُنْكَرُ فِيهِ مَعْرُوفًا ، فَكَمْ مِنْ مُتَقَرِّبٍ إِلَى اللَّهِ بِمَا يُبَاعِدُهُ ، وَمُتَحَبِّبٍ إِلَيْهِ بِمَا يُغْضِبُهُ عَلَيْهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ) الْآيَةَ ، فَعَلَيْكُمْ بِالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ ، حَتَّى يَبْرُزَ لَكُمْ وَاضِحُ الْحَقِّ بِالْبَيِّنَةِ ، فَإِنَّ الدَّاخِلَ فِيمَا لا يَعْلَمُ بِغَيْرِ عِلْمٍ آثِمٌ ، وَمَنْ نَظَرَ لِلَّهِ نَظَرَ اللَّهُ لَهُ ، عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَأْتَمُّوا بِهِ وَ أُمُّوا بِهِ ، وَ عَلَيْكُمْ بِطَلَبِ أَثَرِ الْمَاضِينَ فِيهِ .
وَ لَوْ أَنَّ الأحْبَارَ وَ الرُّهْبَانَ لَمْ يَتَّقُوا زَوَالَ مَرَاتِبِهِمْ وَ فَسَادَ مَنْزِلَتِهِمْ بِإِقَامَةِ الْكِتَابِ وَتِبْيَانِهِ ، مَا حَرَّفُوهُ وَ لا كَتَمُوهُ ، وَ لَكِنَّهُمْ لَمَّا خَالَفُوا الْكِتَابَ بِأَعْمَالِهِمُ ، الْتَمَسُوا أَنْ يَخْدَعُوا قَوْمَهُمْ عَمَّا صَنَعُوا ، مَخَافَةَ أَنْ تَفْسُدَ مَنَازِلُهُمْ ، وَأَنْ يَتَبَيَّنَ لِلنَّاسِ فَسَادُهُمْ ، فَحَرَّفُوا الْكِتَابَ بِالتَّفْسِيرِ ، وَمَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا تَحْرِيفَهُ كَتَمُوهُ ، فَسَكَتُوا عَنْ صَنِيعِ أَنْفُسِهِمْ إِبْقَاءً عَلَى مَنَازِلِهِمْ ، وَسَكَتُوا عَمَّا صَنَعَ قَوْمُهُمْ مُصَانَعَةً لَهُمْ ، وَ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ ، بَلْ مَالَئُوا عَلَيْهِ وَرَقَّقُوا لَهُمْ فِيهِ )) .
انتهت الرّسالة ، [ و بدأ تدبّرها و العمل بها إن شاء الله ] .
شرح بعض الألفاظ و المعاني الغريبة الواردة في الرسالة :
تسكّع : تمادى في الباطل .
توّهت : التوْه : الهلاك و الذهاب ، و توّه فلان فلانا : أهلكه
مهامه : جمع مهْمهة ، وهي المفازة البعيدة و البلد المقفِر أي الخالي .
أمعنوا : أمعن في الأمر أي أبعد .
متعسّفين : عسف عن الطريق أي مال و عدل ، و التعسّف : التخبّط من غير هداية .
التيه : يأتي لمعانٍ ، و المراد به هنا : الضلال و الحيرة ، و في سورة المائدة عن بني إسرائيل : ( أربعين سنة يتيهون في الأرض ) .
فانظر رحمك الله ماذا يفعل الأئمّة المضلّون بأصحابهم ، و أصحاب الأهواء بأتباعهم ، والمساكين يحسبون أنّهم يدلّونهم على الطريق ، نعوذ بالله من الزيغ ، ومن الإنحراف عن الصراط المستقيم .
فزايلوهم بالقول : المزايلة المفارقة و المباينة ، والمعنى أنّهم يشاركون الناس في التكالب على الدنيا ، و يتميزون عنهم بالكلام في أمور الدين و الوعظ و إظهار التنسك ، من باب : يقولون ما لا يفعلون .
أن يستطعم بعضكم بعضا النصيحة : العرب تقول : اسْتَطْعَمْتُه الـحديث أَي طلبت منه أَن يحدّثني ، وأَن يذيقني طَعْمَ حديثه . كأنّه شبّّه الحاجة إلى النّصيحة كالحاجة إلى الطعام .
يحظى عندكم : من الحظوة و هي المكانة والمنزلة ، والمعنى : فليكن لمن يبذل لكم النصيحة و يقبلها منكم منزلة ومكانة في قلوبكم و قرّبوه منكم .
أَوَهَّابِيَّة أَمْ سَلَفِيَّة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
!!
رسالة العلامة محمد المكّي بن عزّوز الجزائري إلى الشّيخ عبد الرزاق البيطار
الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه دُرَّة مُضيَّة، وجوهرة بهيّة؛ تنير سبيل السالك، وتضيء حندس الحوالك، بقول صادق، وأسلوب رائق، وصَوْغٍ فائق، فارتوى الـمـُـغْتَذي بأزاخِرِ علومه، واقْتَنَصَ الـمُحْتَذي من غوالي دُرَرِهِ وفُهومه، فأنار سبيله في الآفاق، وغدا منارَ هَدى يتجلَّى به الأفاضل الحذَّاق. خطَّها بإتحاف، ونسجها بعناية وإرهاف، فأكسبها بهاءً، وأورثها سناءً؛ تلكم العبارات الرَّشيدة، والإلزامات السَّديدة، والإفحامات الشَّديدة، في الاحتجاج على المتنصل الرَّدي، وإزهاق مزعمه البذي.
تلكم هي رسالة الشَّيخ العلامة محمد المكي بن عزوز العالم النّحرير، إلى الشيخ عبد الرزاق البيطار؛ يستنصحه فيها ويَسْتَرْشِدُهُ حول السّلفيين؛ وما يثار على دعوتهم من أراجيف، وما يحاك حولها من تزييف،ممتطيا جواد الرَّشاد في التِمَاسِ الحقائق، مقتديا بخير العباد في التزامِ أقْوَمِ الطرائق، فوفقه الله إلى الهداية، ورعاه في السنة خير رعاية.
أبان فيها الشيخ المكي -رحمه الله- عن سديد معتقده، ورد على شانِئِهِ ومنتقِدِه؛ ببراعة وإفصاح، واقتدار على حسن الإيضاح.
فها أنا ذا ألتقط شوارده، وأستجمع موارده، وأتقصَّى شواهده؛ أقدِّمها للقارئ الكريم في زيِّها المأمول، وسبكها المصقول، فتصغى له الألباب والعقول، والسَّيف من حصوله مسلول...
هذا وقد ضَمَّن كتاب الشّيخ المكي الأستاذ جمال الدين القاسمي، في رسالته إلى الشّيخ محمود شكري الألوسي؛ يزفُّ له خبر توبة الشيخ محمد المكي بن عزوز ورجوعه إلى مذهب السّلف([1]).
نصُّ رسالة الشّيخ جمال الدين القاسمي إلى الشّيخ محمود شكري الألوسي
بسم الله الرحمن الرحيم
سيّدي إمام عصره، وفريد دَهره، نَفَعَ المولى بعلومه الأَنام، وأعاد علينا من مَعارفه على الدَّوام.
أُهدي المقام السّامي من السّلام أَعطرَه، ومن الشَّوق أَوفَرَه، وأرجو أن لا تنسوني من دعواتكم المَرضية في الأوقات السَّنية. ثم قبلُ؛ قد قدمت للسِّيادَة كتابا عن وصول نموذجات صديقنا الشابندر([2])، والآن رأيت تقديم هذا الكتاب لتَبشير مولانا بما يَسُرُّه ويَسُرُّنا.
وهو أن حَضرة العالم النِّحرير، سليلُ العلماء الأفاضل السيّد محمد المكي بن عزوز التونسي([3]) نزيل الآسِتانة([4]) كان من أشدّ المتعصّبين للجهميّين والقبوريين، ثم بَصَّرَهُ الله تعالى الحقَّ فاعتَنَقَهُ، وأصبحَ يدافع عنه.
وهذا الفاضل لشهرةِ بَيتهِ ونباهةِ أمرهِ يُعَدُّ بألوف، وقد هاجر من نحو اثني عشر عاما من تونس إلى الآسِتانة ، وكان ردَّ على الصَّيادي([5]) فيٍ تأليف سماه »السَّيف الرَّباني في الرّد على القَرْماني«والقرماني اسم بلا مسمى انتحله الصّيادي، وعزا له كتابا كان لفَّقَهُ على عادته -عليه ما يستحق- في الافتراء والاختلاق، وكان أعظم حال على أماني السيد ابن عزوز.
ثم إنّ الأستاذ الكبير صفينا البيطار لما زار الآسِتانة هذا العام مع الوفد الدمشقي زار السّيد وجرَّ البحث إلى مسائل سَلَفية، ثم إنّ الأستاذ كاتَبَهُ من شهر فأجابه الآن بجواب نقلت محل الشَّاهد منه، وأشرت إلى طالب عندنا فنَقَلَ صورة ما نقلتُه وتَروه طيّ هذا الكتاب.
وإذا كان لمولانا أيّده الله أصدقاء في الآسِتانة يُكاتبهم فلا بأس بمكاتبة السَّيد المنوَّه به، وإني في هذا البريد سأكتب له بما أرسلتُ لفضيلتكم من كلامه، وأُعرِّفه بسامي مقامكم، عساه يزداد بصيرة ونورا، فالحمد لله على توفيق هذا السَّيد وهدايته لما هُدي له.
هذا وقد زارني في هذا العيد صديقنا الشيخ مصطفى الغلاييني([6]) صاحب مجلة »النبراس«([7])،وجرّ الحدث إلى ما ألفه النبهاني([8]) جديدا من كتابه المسمى »جواهر البحار في فضل المختار«([9])،وذكره منامات ابنته عائشة له،وتسميته إيّاها بالمبشرات؟ فقال لي الغلاييني: لو أنّا نردّ عليه بمثل ما يَستدلّ لذَكَرنا مناما لأحد صالحي بيروت، بل من لا يختلف أحد منهم في صلاحه، وهو: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إني لست براض عن النّبهاني، أو ما بمعناه.
ثم زارني أحد الكاملين([10])، وكان سبق له وظيفة في بيروت، فسمَّى لي الرجل وأنه حسن فتح الله، وقد وعدني هذا الكامل بأن يذكر لي ترجمة حال النّبهاني الصحيحة التي يعلمها، وأنه يستقدمها لنا ونقدمها للسّيادة.
وقد بلغني أن الحاج مقبل الذّكير([11]) كان طبع هو والشيخ قاسم بن ثاني كُتُبًا وقفا منها:»المقنع«([12])، ومنها: »الدين الخالص«([13]) وغيرهما. ومن الغريب أن لم نتحف بشيء منها، فإن كان لهما وكيل أو صديق يكاتبهما أو سيادة مولانا؛ فالمأمول إرسال صندوق منها للشام. وقد كان السّناني([14]) عليه الرّحمة كتب إلى الحاج مقبل على إثر طبعه »شرح الإقناع«([15]) بإرسال صندوق منه فوفّى ووزع على من انتفع به الانتفاع التام.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في 02 ذي الحجة سنة 1328. الفقير جمال الدين القاسمي
نص رسالة الشيخ المكي بن عزوز إلى الشيخ عبد الرزاق البيطار:
[قال الأستاذ جمال الدِّين القاسمي]: اطلعتُ على رسالة بخط العلامة الفاضل السّيد محمد المكي بن عزوز التونسي نزيل الآسِتانة الآن، ضمن كتاب راسل به الأستاذ العلامة الشيخ عبد الرزاق البيطار([16])، وهذا نصّ رسالته:
كتبتُ إلى حبيب لي في المدينة المنورة([17]) ما نصُّهُ:
سؤالٌ خصوصي: أخبِرني بإنصاف، واعلم أنك مسؤول في عَرصات القيامة([18]) عن ذلك، أخبرني عن الوهابية([19]) الذين تَرَوْن: معاملتهم، وحالتهم مع السّنة، والحضرة النّبوِية، فأنا إلى الآن ما اجتمعتُ بوهّابي، وقد تناقضت عندي المسموعات بالأذن والمرئيات في الكتب بالأعين! وبيان التناقض نُقرِّرُهُ لك يا حبيب لتعرف كيف تجيبني، فإن المقام خطير:
بعض الناس يقولون الوهابية يحقِّرون المقام النّبوي، ولا يرون فرقا بينه وبين بقعة خالية في الأرض، ويقولون لمن شرب الدّخان أشركتَ بالله، وهذا لا معنى له، ويضلّلون من أثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنارة، ويكفِّرون من زار قبرا ودعا الله عنده ويستحلون دمه([20]).
وهؤلاء القادحون فيهم يقولون على سبيل القدح: هم تابعون ابن تيمية أحمد تقي الدين!،فهنا جاء التّناقض، فإن ابن تيمية إمام في السّنة كبير،وطود عظيم من أطواد العرفان،حافظ للسنة النبوية، ومذهب السّلف،يذبُّ عن الدِّين،ويقمع المارقين؛ كالمعتزلة([21]) والقدرية([22])، والرافضة([23]) الجهمية([24])،ما فارق سبيل الصَّحابة والتَّابعين والأيمة الأربعة قَيْدَ أنملة،وإن كان حنبليا في الفروع،فهو في أصول الدّين جامع لمذاهب الأربعة الأيمة،والأربعة الخلفاء الراشدين ومن سلك سبيلهم.
فإن كان الوَّهابية حقيقة على منهج ابن تيمية وابن القيم ونحوهما من فقهاء الحنابلة السّنية فهم أسعد الناس بالشريعة! لأن ابن تيمية وأصحابَه لم يُسِئ القولَ فيهم إلا القاصرون عن درجاتهم، علما وتحقيقا، والراسخون في العلم شهدوا بعلوِّ مكانتهم.
وإن كان الوهابية متّصفين بالصّفات الذّميمة المشار إليها أولا، فأول خصم لهم ابن تيمية ونظراؤه من أيمة الحنابلة، فليسوا بتابعيه.
- وبعض الناس يقولون: الوهابية هم القائمون بالسنة، المتجنّبون للبدع، المتبعون للحديثالشريف، وعلى مذهب أحمد بن حنبل وطريقة السّلف في الاعتقاد.
وقد كنت طالعت الرسائل المؤلفة من محمد بن عبد الوهاب وأصحابه، ورأيت ما كتبه الجبرتي([25]) في »تاريخه«([26]) من عقائدهم وسيرتهم، فما هي إلا طريق السنة ليس فيها ما ينكر.
ورأيتُ رسائل القادحين فيهم ينسبون لهم الدواهي والعظائم، والوهابية يَنفون ذلك عن أنفسهم، لا يَحتجون لحسن تلك القبائح.
تَنَبَّه للفرق بين قول المتنَصِّل مما نُسِبَ إليه وقولِ مُحسِّنِ ما نسب إليه:
فالأول منسلخٌ من اعتقادِ ذلك وفعلِهِ، معترفٌ بقبحِهِ، مكذِّبٌ لمن وَصَفَهُ به.
و الثاني معترف باتِّصافِهِ.
- تأمّل هذه النقطة، وفي الحقيقة (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[البقرة 134].
فأنا أسألك عن الوهابية الحاضرين في عصرنا، فإن رجلا أخبرني أنهم يكونون مقيمين في المدينة، ويأتون إلى المسجد ولا يَقِفون على القبر الشّريف يسلّمون عليه وعلى الصّاحبين ونحو ذلك، فإن صَحَّ هذا فما أقبحَ هذا الجفاء بالعداوة لصاحب القبر الشريف([27]).
فأريد منك أن تجتمع بفلان وفلان في محل لا رابع لكم إلا الله، فإن زدتم آخر تعرفونه مثلكم فيما ألاحظه منكم،فذلك عُهْدَتُهُ عليكم،و تقرؤون كتابي هذا بتأمُّل،وتجيبونني بما تَحَصَّلَ لكم،ذاكرين قوله تعالى:(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)[الأنعام 152].
واعلموا أن من البلايا المتسلّطة على الدّين، وإيمان المسلمين؛ أنه صار الذي يصدع بالحديث النبوي الصحيح مقدما له على عصارة المتفقهين يقال له: أنت وهابي.
وأحكي لكم لطيفة: كنت سألت بعض متفقهة مكة الحنفية عن رجل أعرفه من أكبر الفضلاء، قلت له: كيف حال فلان؟ فقال لي: ذلك وهّابي. فقلت له: كيف وهابي؟ قال: يتّبع البخاري! فلما حكيتها للسيد عبد الرحمن الجَزولي([28]) عليه الرحمة والرضوان-وأنا نزيلٌ عنده إذ ذاك- ضحك وقال: هل البخاري شيخ الوهابية؟!!
وقد سمعتُ كثيرا من الناس يقولون: من يتبع الحديث فهو وهابي، ومن يعتقد عقيدة السّلف فهو وهابي، فقلت لهم أنا لا أعرف الوهابية، وكلامكم يدل على أنهم سنيون صرفا؛ فقد مدحتموهم مدحا كبيرا من حيث قدحتم فيهم، نتمنى أن يكون مقلّدة المذاهب كلهم هكذا إن كنتم صادقين فيما تقولون، لكن الجاهل يَهْرِفُ بما لا يعرف، ولذلك يقال له: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)[القصص: 55]، وقال تعالى:(وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الأعراف 199].
وليكن في جوابكم بما شاهدتموه لا بما نقله المغفلون والأعداء المتعصّبون، هدانا الله وإياكم إلى القول السّديد. انتهى كلامه.
وجاء في كتاب السّيد محمد المكي المنوه به للعلامة البيطار ما مثاله:
وما أشرتم إليه في مكتوبكم من السَّير على منهاج الكتاب والسّنة وعقيدة السّلف،فَأَنْفُثُ نَفْثَةَ مَصْدُورٍ، مُغْتَمِّ القلبِ بما يرى ويسمع من قلب حقائقِ الأمور.
أنتم مَنَّ الله عليكم بجلساء موافقين لِمَشْرَبكُم في التِمَاسِ الحقائق، والتزامِ أقْوَمِ الطرائق،ذَوْقٌ وإنصاف،واتِّصافٌ بأجمل الأوصاف،كرفقائكم الذين شرَّفوا منزلنا معكم،وأكرمونا بتلك الأخلاق الكريمة، وكالأستاذ الجمال القاسمي وغيرهم ممن لم نحظ برؤيتهم فبلغوهم سلامي، وخلوص غرامي، وأما الحقير هنا - أي في الآسِتانة - فكما قال القائل:
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم *** الله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها *** على كثير ولكن لا أرى أحدا([29])
فلا أجد من أطارحه مسائل العلم الصحيح؛ لأن الناس بالنّظر إلى هذا المقام على قسمين:
جاهل لم يزاول العلم أصلا،فهو لا يفقه ما نقول،وحسبه إن سأل أن أجيبه بزبدة الحكم،وهو أحبُّ إليَّ ممن عَرَفَ بعضَ العلم إن لم يَفْتِنْهُ فاتِن، لأنه وإن لم أستفد منه مذاكرةً تَفَكّهَ عَقلي، وتَنَقَّحَ نَقلي، فقد أفادني من الله أجرا، وقد يكون لغيره سلسبيل تلك الإفادة أجرى.
والقسم الثاني: طالب علم زاول العلم فشمّ رائحته، وجَمَدَ على ما عهد من شيخ مثله،فهذا أحسن أخلاقه أن لا يسمع لقولك ولا يتحدث بما يؤذي،وإنما قلت أحسن،لأن غيره من أهل العناد الحمقى يضلّلون من خالف ما اعتادوه.
سُئِلتُ مرةً في مجلسٍ: هل تجوز الاستغاثة بأولياء الله؟ فقلت: لا يستغاث إلا بالله. وفي المجلس شيخ كبير ممن يعاني تدريس العلم: عارضني بأنه يجوز، فقلت له: ما دليلك؟ فقام مُغْضَبًا قائلا وهو ذاهب: دليلي قول اللُّقَّاني:
و أثبتن للأوليا الكرامه *** ومن نفاها فانبذن كلامه([30])
فانظروا الدَّليلَ وتنزيلَه على الاعتراض، هؤلاء لا يفرقون بين معنى الاستغاثة([31])، ومعنى الكرامة([32])، وهو من الضَّروريات.
و مما أتعجب منه وأتأسف، ما رأيته في نتائج مخالطاتي لأهل العلم ومناظراتي ومذاكراتي: أني أجد الشّبَّان والطَّلبة الصِّغار أقرب قبولا للحق، وذوقا للصّواب، وسرورا بالدّليل من الشّيوخ، وأكثرُ الشّيوخ جامدون على ما ألفوه، ومن أحبارهم ورهبانهم عرفوه، ولا أدري: هل ذلك لطول قعودهم في أرض التّقليد صاروا كمن وُقِّتَ له أوتاد والتحمت تلك الأوتاد بالأرض، فلا يستطيعون النّهوض منها؟ أم لأن غالب الشيوخ أكبر منّي سنّا؟ فهم يأنفون من أن يستفيدوا ممن هو أصغر منهم؟ أم كيف الحال!؟([33])
وعلى كل حال أتذكر عند ذلك قول الشاعر:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولن تلين إذا كانت من الخشب([34])
وإني أحمد الله تعالى على أن أنقذني من أسر التقليد، وصرت إذا رأيت تعنتهم واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أتلو قوله تعالى مذكرا لنفسي آلاء الله:(كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ) [النساء 94] ، لأني كنت أرى قول فقيه: «المعتمد كذا ، أو استظهر شيخنا كذا»؛ كأنه بين دفتي المصحف،والله بل آكد - أستغفر الله - لأني أقول: الآية لا أفهمها مثله، ونظن كل كلمة قالها مالكي فهي من مقولات مالك، أو حنفي فأبوحنيفة أو شافعي . . . إلخ والخروج عن الأربعة كالكفر ولو أيَّده ألف حديث. والحمد الله الذي عافانا مع بقاء احترامهم ومحبتهم في قلوبنا([35]).
وأخبركم أني لما بدأت في الاستضاءة بنور الحديث ووزن خلافات الأئمة والفقهاء بالأدلة،وصرت أصلّي بالقبض و الرفع. . . إلخ،وذلك سنة ستّ عشرة وثلاثمائة وألف، أُلقيَ لي في المنام قوله تعالى: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[البقرة 142]، وقمت بها من المنام على لساني.
و لا تنسونا من الدعاء، و دمتم بخير و السَّلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
في ذي الحجة سنة 1327
حافظ ودكم
محمد المكي بن عزوز التونسي
_________________
([1])انظر الرسائل المتبادلة بين القاسمي والألوسي للأستاذ محمد العجمي (101-110).
([2]) محمود حلبي بن محمد سعيد الشابندر أحد أقارب الألوسي، أنشأ مطبعة عرفت بمطبعة الشابندر طبع فيها نفائس التراث بإشارة من الألوسي.
([3])أبو عبد الله محمد المكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الشريف البرجي النفطي المالكي؛ المصلح المجاهد، السّلفي البصير النّاقد، الأصولي الفقيه، والمحدّث النّبيه، له عناية بالأسانيد والرواية، ورعاية بالفقه والدراية، واليد الطولى في العلوم العقلية والنقلية، والراحة البيضاء في تعاطي أنواع التعاليم الشرعية، الرَّحَّال الأديب، الشاعر اللّغوي الأريب، بلغت مؤلفاته الآفاق، وضربت لها الأكباد والأعناق، من أجَلِّ ما كتب: هيئة الناسك في أن القبض في الصلاة هو مذهب الإمام مالك-ط، العقيدة الإسلامية الصغرى والكبرى-ط، الأجوبة المكية على الأسئلة الحجازية-ط، توفي بالآستانة سنة 1334هــ.انظر ترجمته في شجرة النور الزكية (/1423)، فهرس الفهارس للكتاني (2/856)، الأعلام للزركلي(7/109)، معجم المؤلفين (12/49)، ترجمة المكي بن عزوز لعبد الرحمن الجيلالي مجلة الشهاب (6/216).
([4])إسطنبول حاليا.
([5]) محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي الحسيني المتوفى سنة 1327، من شيوخ الصوفية، انظر الأعلام للزركلي(6/94).
([6]) هو الشيخ مصطفى بن محمد الغلاييني، خطيب مصلح، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، تولى رئاسة المجلس الإسلامي ببيروت،له مؤلفات منها: نظرات في اللغة و الأدب-ط، لباب الخيار في سيرة النبي المختار توفي سنة 1364. انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي(7/244).
([7]) مجلة النبراس أصدرها الشيخ مصطفى الغلاييني ببيروت لمدة سنتين في العهد العثماني.
([8]) أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل النبهاني البيروتي صوفي قبوري، من بديع ما كتب!: شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق!!
([9]) ذكر بعنوان جواهر البحار في فضل النبي المختار. انظر فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات لعبد الحي الكتاني (2/1110).
([10]) لابد من تقييد الكمال بما امتدح الله به الإنسان: كالعلم، والجود، والاستقامة، أما الكمال المطلق في جميع الصفات فهو لله وحده لا شريك له، قال تعالى: (قل هو الله أحد).
([11])أحد تجار نجد وأعيانها المقيمين في البحرين، انظر «مشاهير علماء نجد وغيرهم» لعبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ (3/64).
([12]) كتاب المقنع في الفقه الحنبلي تأليف الإمام موفق الدين ابن قدامة المتوفى سنة 620.
([13]) الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق؛ كتاب فقهي من تأليف محمود محمد خطاب السبكي المالكي المتوفى سنة 1352، والكتاب مطبوع في تسعة أجزاء بالمكتبة المحمودية السبكية
([14]) جمال الدين السناني.
([15]) «الإقناع في حل ألفاظ أبي الشجاع» كتاب في الفقه الشافعي من تأليف الخطيب الشربيني.
([16]) عبد الرزاق بن حسن بن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي: عالم بالدين، ضليع في الأدب والتاريخ، حفظ القرآن في صباه، وتمهر في علومه. وكان حسن الصوت به، و اشتغل بالأدب مدة، واقتصر في آخر أمره على علمي الكتاب والسنة. وكان من دعاة الإصلاح سلفي العقيدة، وقورا، حسن المفاكهة، طيب النفس. من كتبه «حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ط» ترجم به معاصريه، و«الرحلة» اشتمل على عدة رحلات إحداها القدسية والثانية البعلية. وله بضع عشرة رسالة في الأدب والتاريخ.
([17]) الأولى أن يطلب اللفظ الشرعي وقد جاءت في القرآن باسم المدينة، وسماها العلماء المدينة النبوية حتى تحوز الشرف، فإن كل مدينة دخلها الإسلام فهي منورة. انظر الشريط رقم (172) من سلسلة لقاء الباب المفتوح.
([18]) قال شيخ الإسلام في الواسطية: (يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة). والعرصات جمع عرصة وهي الموضع الواسع الذي لا بناء فيه، وعرصات القيامة: مواقف الحساب.
([19]) أطلق بعض الأدباء! اسم الوهابية على من وافق معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي؛ تعمية للحق، وتضليلا للخلق، ولا يزال أهل الزيغ يرمون الصالحين من عباد الله بأبشع الأوصاف تزهيدا فيهم وتنفيراعنهم، ولك في الأنبياء عبرة.
([20]) دعاء الله عند القبور بدعة شنيعة ليس لها في الشرع أصل، يشدد على فاعلها سدا لذريعة دعاء المقبور الذي هو شرك بيّن.قال الإمام مالك: لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، ولكن يسلم ويصلي. فقصد الدعاء عند القبر كرهه السلف، متأولين في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا قبري عيدا».
([21]) المعتزلة فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال، تميزت بتقديم العقل على النقل، وبالأصول الخمسة التي تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها، من أسمائها القدرية والوعيدية والعدلية، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق .
([22]) القدرية هم نفاة القدر، الذين يقولون: لا قدر والأمر أُنُف، أي مستأنف، وهذا نفي لعلم الله تعالى السابق، واعتقاد أن الله لا يعلم الأشياء إلا بعد حدوثها.
([23])قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: «والرافضة: هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم».
([24]) الجَهْميَّة فرقة منتسبة إلى الإسلام ظهرت في أواخر دولة بني أمية بعد ظهور القَدَريّة الأولى والمعتزلة. أنشأها جَهْم بن صفوان السمرقندي أبو محرز، من موالي بني راسب المتوفى عام 128هـ، فنسبت إليه.
([25]) عبد الرحمن بن حسن الجبرتي: مؤرخ مصر، ومدون وقائعها وسير رجالها، في عصره.ولد في القاهرة وتعلم في الأزهر، وولي إفتاء الحنفية في عهد محمد علي، توفي سنة 1237هـ.
([26])«عجائب الآثار في التراجم و الأخبار»– ط، ويعرف بتاريخ الجبرتي، ابتدأه بحوادث سنة 1100 هـ وانتهى إلى سنة 1236 هـ، وقد ترجم إلى الفرنسية.
([27]) السُّنَّةُ في ذلك أن يُسَلِّمَ إذا قدم من سفر ونحوه، أما تَقَصُّدُ القبر للسّلام عليه فلا يجوز إذ يدخل في قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تتخذوا قبري عيدا»، فعن نافع قال: كان بن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه. مصنف عبد الرزاق، كتاب الجنائز، باب السلام على قبر النبي صلى الله عليه وسلم برقم (6724).
([28]) عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد التملي، الجزولي، الحشمي أبو زيد المتوفى سنة 1269هـ، فاضل. له مناقب الشيخ أبي عبد الله الخصيكي-ط، انظر معجم المؤلفين (5/151).
([29]) من ديوان الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
([30]) جوهرة التوحيد للُّقَّاني.
([31]) الاستغاثة طلب الغوث، قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
([32]) الكرامة خوارق عادات يجريها الله على يد ولي من أوليائه، تكريما له أو إحقاقا لحق قام به. وأهل السنة يثبتون الكرامات خلافا لغيرهم من فرق الضلال كالمعتزلة ومن شاكلهم.وقد أجاد الشيخ المكي في فتح مغلق هذه المسألة في رسالته للشيخ رشيد رضا التي نشرت في مجلة المنار بعنوان «من بحث الكرامات».
([33])قد شابه قولهم قول قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: (لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم).
([34]) البيت لسابق للبربري، ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، وتمامه:
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل *** وليس ينفع عند الكبرة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولن تلين إذا قومتها الخشب
([35]) لا بد من إضافة تُوَجِّهُ الكلام وجهة سلمية: وهي أن المحبة تجب بقدر الطاعة والامتثال، فنحب أولياء الله ونبغض أعداء الله المناوئين لشرعه، الصادين عن سبيله.وهذا من أوثق عرى الإيمان.
!!
رسالة العلامة محمد المكّي بن عزّوز الجزائري إلى الشّيخ عبد الرزاق البيطار
الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه دُرَّة مُضيَّة، وجوهرة بهيّة؛ تنير سبيل السالك، وتضيء حندس الحوالك، بقول صادق، وأسلوب رائق، وصَوْغٍ فائق، فارتوى الـمـُـغْتَذي بأزاخِرِ علومه، واقْتَنَصَ الـمُحْتَذي من غوالي دُرَرِهِ وفُهومه، فأنار سبيله في الآفاق، وغدا منارَ هَدى يتجلَّى به الأفاضل الحذَّاق. خطَّها بإتحاف، ونسجها بعناية وإرهاف، فأكسبها بهاءً، وأورثها سناءً؛ تلكم العبارات الرَّشيدة، والإلزامات السَّديدة، والإفحامات الشَّديدة، في الاحتجاج على المتنصل الرَّدي، وإزهاق مزعمه البذي.
تلكم هي رسالة الشَّيخ العلامة محمد المكي بن عزوز العالم النّحرير، إلى الشيخ عبد الرزاق البيطار؛ يستنصحه فيها ويَسْتَرْشِدُهُ حول السّلفيين؛ وما يثار على دعوتهم من أراجيف، وما يحاك حولها من تزييف،ممتطيا جواد الرَّشاد في التِمَاسِ الحقائق، مقتديا بخير العباد في التزامِ أقْوَمِ الطرائق، فوفقه الله إلى الهداية، ورعاه في السنة خير رعاية.
أبان فيها الشيخ المكي -رحمه الله- عن سديد معتقده، ورد على شانِئِهِ ومنتقِدِه؛ ببراعة وإفصاح، واقتدار على حسن الإيضاح.
فها أنا ذا ألتقط شوارده، وأستجمع موارده، وأتقصَّى شواهده؛ أقدِّمها للقارئ الكريم في زيِّها المأمول، وسبكها المصقول، فتصغى له الألباب والعقول، والسَّيف من حصوله مسلول...
هذا وقد ضَمَّن كتاب الشّيخ المكي الأستاذ جمال الدين القاسمي، في رسالته إلى الشّيخ محمود شكري الألوسي؛ يزفُّ له خبر توبة الشيخ محمد المكي بن عزوز ورجوعه إلى مذهب السّلف([1]).
نصُّ رسالة الشّيخ جمال الدين القاسمي إلى الشّيخ محمود شكري الألوسي
بسم الله الرحمن الرحيم
سيّدي إمام عصره، وفريد دَهره، نَفَعَ المولى بعلومه الأَنام، وأعاد علينا من مَعارفه على الدَّوام.
أُهدي المقام السّامي من السّلام أَعطرَه، ومن الشَّوق أَوفَرَه، وأرجو أن لا تنسوني من دعواتكم المَرضية في الأوقات السَّنية. ثم قبلُ؛ قد قدمت للسِّيادَة كتابا عن وصول نموذجات صديقنا الشابندر([2])، والآن رأيت تقديم هذا الكتاب لتَبشير مولانا بما يَسُرُّه ويَسُرُّنا.
وهو أن حَضرة العالم النِّحرير، سليلُ العلماء الأفاضل السيّد محمد المكي بن عزوز التونسي([3]) نزيل الآسِتانة([4]) كان من أشدّ المتعصّبين للجهميّين والقبوريين، ثم بَصَّرَهُ الله تعالى الحقَّ فاعتَنَقَهُ، وأصبحَ يدافع عنه.
وهذا الفاضل لشهرةِ بَيتهِ ونباهةِ أمرهِ يُعَدُّ بألوف، وقد هاجر من نحو اثني عشر عاما من تونس إلى الآسِتانة ، وكان ردَّ على الصَّيادي([5]) فيٍ تأليف سماه »السَّيف الرَّباني في الرّد على القَرْماني«والقرماني اسم بلا مسمى انتحله الصّيادي، وعزا له كتابا كان لفَّقَهُ على عادته -عليه ما يستحق- في الافتراء والاختلاق، وكان أعظم حال على أماني السيد ابن عزوز.
ثم إنّ الأستاذ الكبير صفينا البيطار لما زار الآسِتانة هذا العام مع الوفد الدمشقي زار السّيد وجرَّ البحث إلى مسائل سَلَفية، ثم إنّ الأستاذ كاتَبَهُ من شهر فأجابه الآن بجواب نقلت محل الشَّاهد منه، وأشرت إلى طالب عندنا فنَقَلَ صورة ما نقلتُه وتَروه طيّ هذا الكتاب.
وإذا كان لمولانا أيّده الله أصدقاء في الآسِتانة يُكاتبهم فلا بأس بمكاتبة السَّيد المنوَّه به، وإني في هذا البريد سأكتب له بما أرسلتُ لفضيلتكم من كلامه، وأُعرِّفه بسامي مقامكم، عساه يزداد بصيرة ونورا، فالحمد لله على توفيق هذا السَّيد وهدايته لما هُدي له.
هذا وقد زارني في هذا العيد صديقنا الشيخ مصطفى الغلاييني([6]) صاحب مجلة »النبراس«([7])،وجرّ الحدث إلى ما ألفه النبهاني([8]) جديدا من كتابه المسمى »جواهر البحار في فضل المختار«([9])،وذكره منامات ابنته عائشة له،وتسميته إيّاها بالمبشرات؟ فقال لي الغلاييني: لو أنّا نردّ عليه بمثل ما يَستدلّ لذَكَرنا مناما لأحد صالحي بيروت، بل من لا يختلف أحد منهم في صلاحه، وهو: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إني لست براض عن النّبهاني، أو ما بمعناه.
ثم زارني أحد الكاملين([10])، وكان سبق له وظيفة في بيروت، فسمَّى لي الرجل وأنه حسن فتح الله، وقد وعدني هذا الكامل بأن يذكر لي ترجمة حال النّبهاني الصحيحة التي يعلمها، وأنه يستقدمها لنا ونقدمها للسّيادة.
وقد بلغني أن الحاج مقبل الذّكير([11]) كان طبع هو والشيخ قاسم بن ثاني كُتُبًا وقفا منها:»المقنع«([12])، ومنها: »الدين الخالص«([13]) وغيرهما. ومن الغريب أن لم نتحف بشيء منها، فإن كان لهما وكيل أو صديق يكاتبهما أو سيادة مولانا؛ فالمأمول إرسال صندوق منها للشام. وقد كان السّناني([14]) عليه الرّحمة كتب إلى الحاج مقبل على إثر طبعه »شرح الإقناع«([15]) بإرسال صندوق منه فوفّى ووزع على من انتفع به الانتفاع التام.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في 02 ذي الحجة سنة 1328. الفقير جمال الدين القاسمي
نص رسالة الشيخ المكي بن عزوز إلى الشيخ عبد الرزاق البيطار:
[قال الأستاذ جمال الدِّين القاسمي]: اطلعتُ على رسالة بخط العلامة الفاضل السّيد محمد المكي بن عزوز التونسي نزيل الآسِتانة الآن، ضمن كتاب راسل به الأستاذ العلامة الشيخ عبد الرزاق البيطار([16])، وهذا نصّ رسالته:
كتبتُ إلى حبيب لي في المدينة المنورة([17]) ما نصُّهُ:
سؤالٌ خصوصي: أخبِرني بإنصاف، واعلم أنك مسؤول في عَرصات القيامة([18]) عن ذلك، أخبرني عن الوهابية([19]) الذين تَرَوْن: معاملتهم، وحالتهم مع السّنة، والحضرة النّبوِية، فأنا إلى الآن ما اجتمعتُ بوهّابي، وقد تناقضت عندي المسموعات بالأذن والمرئيات في الكتب بالأعين! وبيان التناقض نُقرِّرُهُ لك يا حبيب لتعرف كيف تجيبني، فإن المقام خطير:
بعض الناس يقولون الوهابية يحقِّرون المقام النّبوي، ولا يرون فرقا بينه وبين بقعة خالية في الأرض، ويقولون لمن شرب الدّخان أشركتَ بالله، وهذا لا معنى له، ويضلّلون من أثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنارة، ويكفِّرون من زار قبرا ودعا الله عنده ويستحلون دمه([20]).
وهؤلاء القادحون فيهم يقولون على سبيل القدح: هم تابعون ابن تيمية أحمد تقي الدين!،فهنا جاء التّناقض، فإن ابن تيمية إمام في السّنة كبير،وطود عظيم من أطواد العرفان،حافظ للسنة النبوية، ومذهب السّلف،يذبُّ عن الدِّين،ويقمع المارقين؛ كالمعتزلة([21]) والقدرية([22])، والرافضة([23]) الجهمية([24])،ما فارق سبيل الصَّحابة والتَّابعين والأيمة الأربعة قَيْدَ أنملة،وإن كان حنبليا في الفروع،فهو في أصول الدّين جامع لمذاهب الأربعة الأيمة،والأربعة الخلفاء الراشدين ومن سلك سبيلهم.
فإن كان الوَّهابية حقيقة على منهج ابن تيمية وابن القيم ونحوهما من فقهاء الحنابلة السّنية فهم أسعد الناس بالشريعة! لأن ابن تيمية وأصحابَه لم يُسِئ القولَ فيهم إلا القاصرون عن درجاتهم، علما وتحقيقا، والراسخون في العلم شهدوا بعلوِّ مكانتهم.
وإن كان الوهابية متّصفين بالصّفات الذّميمة المشار إليها أولا، فأول خصم لهم ابن تيمية ونظراؤه من أيمة الحنابلة، فليسوا بتابعيه.
- وبعض الناس يقولون: الوهابية هم القائمون بالسنة، المتجنّبون للبدع، المتبعون للحديثالشريف، وعلى مذهب أحمد بن حنبل وطريقة السّلف في الاعتقاد.
وقد كنت طالعت الرسائل المؤلفة من محمد بن عبد الوهاب وأصحابه، ورأيت ما كتبه الجبرتي([25]) في »تاريخه«([26]) من عقائدهم وسيرتهم، فما هي إلا طريق السنة ليس فيها ما ينكر.
ورأيتُ رسائل القادحين فيهم ينسبون لهم الدواهي والعظائم، والوهابية يَنفون ذلك عن أنفسهم، لا يَحتجون لحسن تلك القبائح.
تَنَبَّه للفرق بين قول المتنَصِّل مما نُسِبَ إليه وقولِ مُحسِّنِ ما نسب إليه:
فالأول منسلخٌ من اعتقادِ ذلك وفعلِهِ، معترفٌ بقبحِهِ، مكذِّبٌ لمن وَصَفَهُ به.
و الثاني معترف باتِّصافِهِ.
- تأمّل هذه النقطة، وفي الحقيقة (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[البقرة 134].
فأنا أسألك عن الوهابية الحاضرين في عصرنا، فإن رجلا أخبرني أنهم يكونون مقيمين في المدينة، ويأتون إلى المسجد ولا يَقِفون على القبر الشّريف يسلّمون عليه وعلى الصّاحبين ونحو ذلك، فإن صَحَّ هذا فما أقبحَ هذا الجفاء بالعداوة لصاحب القبر الشريف([27]).
فأريد منك أن تجتمع بفلان وفلان في محل لا رابع لكم إلا الله، فإن زدتم آخر تعرفونه مثلكم فيما ألاحظه منكم،فذلك عُهْدَتُهُ عليكم،و تقرؤون كتابي هذا بتأمُّل،وتجيبونني بما تَحَصَّلَ لكم،ذاكرين قوله تعالى:(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)[الأنعام 152].
واعلموا أن من البلايا المتسلّطة على الدّين، وإيمان المسلمين؛ أنه صار الذي يصدع بالحديث النبوي الصحيح مقدما له على عصارة المتفقهين يقال له: أنت وهابي.
وأحكي لكم لطيفة: كنت سألت بعض متفقهة مكة الحنفية عن رجل أعرفه من أكبر الفضلاء، قلت له: كيف حال فلان؟ فقال لي: ذلك وهّابي. فقلت له: كيف وهابي؟ قال: يتّبع البخاري! فلما حكيتها للسيد عبد الرحمن الجَزولي([28]) عليه الرحمة والرضوان-وأنا نزيلٌ عنده إذ ذاك- ضحك وقال: هل البخاري شيخ الوهابية؟!!
وقد سمعتُ كثيرا من الناس يقولون: من يتبع الحديث فهو وهابي، ومن يعتقد عقيدة السّلف فهو وهابي، فقلت لهم أنا لا أعرف الوهابية، وكلامكم يدل على أنهم سنيون صرفا؛ فقد مدحتموهم مدحا كبيرا من حيث قدحتم فيهم، نتمنى أن يكون مقلّدة المذاهب كلهم هكذا إن كنتم صادقين فيما تقولون، لكن الجاهل يَهْرِفُ بما لا يعرف، ولذلك يقال له: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)[القصص: 55]، وقال تعالى:(وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الأعراف 199].
وليكن في جوابكم بما شاهدتموه لا بما نقله المغفلون والأعداء المتعصّبون، هدانا الله وإياكم إلى القول السّديد. انتهى كلامه.
وجاء في كتاب السّيد محمد المكي المنوه به للعلامة البيطار ما مثاله:
وما أشرتم إليه في مكتوبكم من السَّير على منهاج الكتاب والسّنة وعقيدة السّلف،فَأَنْفُثُ نَفْثَةَ مَصْدُورٍ، مُغْتَمِّ القلبِ بما يرى ويسمع من قلب حقائقِ الأمور.
أنتم مَنَّ الله عليكم بجلساء موافقين لِمَشْرَبكُم في التِمَاسِ الحقائق، والتزامِ أقْوَمِ الطرائق،ذَوْقٌ وإنصاف،واتِّصافٌ بأجمل الأوصاف،كرفقائكم الذين شرَّفوا منزلنا معكم،وأكرمونا بتلك الأخلاق الكريمة، وكالأستاذ الجمال القاسمي وغيرهم ممن لم نحظ برؤيتهم فبلغوهم سلامي، وخلوص غرامي، وأما الحقير هنا - أي في الآسِتانة - فكما قال القائل:
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم *** الله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها *** على كثير ولكن لا أرى أحدا([29])
فلا أجد من أطارحه مسائل العلم الصحيح؛ لأن الناس بالنّظر إلى هذا المقام على قسمين:
جاهل لم يزاول العلم أصلا،فهو لا يفقه ما نقول،وحسبه إن سأل أن أجيبه بزبدة الحكم،وهو أحبُّ إليَّ ممن عَرَفَ بعضَ العلم إن لم يَفْتِنْهُ فاتِن، لأنه وإن لم أستفد منه مذاكرةً تَفَكّهَ عَقلي، وتَنَقَّحَ نَقلي، فقد أفادني من الله أجرا، وقد يكون لغيره سلسبيل تلك الإفادة أجرى.
والقسم الثاني: طالب علم زاول العلم فشمّ رائحته، وجَمَدَ على ما عهد من شيخ مثله،فهذا أحسن أخلاقه أن لا يسمع لقولك ولا يتحدث بما يؤذي،وإنما قلت أحسن،لأن غيره من أهل العناد الحمقى يضلّلون من خالف ما اعتادوه.
سُئِلتُ مرةً في مجلسٍ: هل تجوز الاستغاثة بأولياء الله؟ فقلت: لا يستغاث إلا بالله. وفي المجلس شيخ كبير ممن يعاني تدريس العلم: عارضني بأنه يجوز، فقلت له: ما دليلك؟ فقام مُغْضَبًا قائلا وهو ذاهب: دليلي قول اللُّقَّاني:
و أثبتن للأوليا الكرامه *** ومن نفاها فانبذن كلامه([30])
فانظروا الدَّليلَ وتنزيلَه على الاعتراض، هؤلاء لا يفرقون بين معنى الاستغاثة([31])، ومعنى الكرامة([32])، وهو من الضَّروريات.
و مما أتعجب منه وأتأسف، ما رأيته في نتائج مخالطاتي لأهل العلم ومناظراتي ومذاكراتي: أني أجد الشّبَّان والطَّلبة الصِّغار أقرب قبولا للحق، وذوقا للصّواب، وسرورا بالدّليل من الشّيوخ، وأكثرُ الشّيوخ جامدون على ما ألفوه، ومن أحبارهم ورهبانهم عرفوه، ولا أدري: هل ذلك لطول قعودهم في أرض التّقليد صاروا كمن وُقِّتَ له أوتاد والتحمت تلك الأوتاد بالأرض، فلا يستطيعون النّهوض منها؟ أم لأن غالب الشيوخ أكبر منّي سنّا؟ فهم يأنفون من أن يستفيدوا ممن هو أصغر منهم؟ أم كيف الحال!؟([33])
وعلى كل حال أتذكر عند ذلك قول الشاعر:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولن تلين إذا كانت من الخشب([34])
وإني أحمد الله تعالى على أن أنقذني من أسر التقليد، وصرت إذا رأيت تعنتهم واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أتلو قوله تعالى مذكرا لنفسي آلاء الله:(كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ) [النساء 94] ، لأني كنت أرى قول فقيه: «المعتمد كذا ، أو استظهر شيخنا كذا»؛ كأنه بين دفتي المصحف،والله بل آكد - أستغفر الله - لأني أقول: الآية لا أفهمها مثله، ونظن كل كلمة قالها مالكي فهي من مقولات مالك، أو حنفي فأبوحنيفة أو شافعي . . . إلخ والخروج عن الأربعة كالكفر ولو أيَّده ألف حديث. والحمد الله الذي عافانا مع بقاء احترامهم ومحبتهم في قلوبنا([35]).
وأخبركم أني لما بدأت في الاستضاءة بنور الحديث ووزن خلافات الأئمة والفقهاء بالأدلة،وصرت أصلّي بالقبض و الرفع. . . إلخ،وذلك سنة ستّ عشرة وثلاثمائة وألف، أُلقيَ لي في المنام قوله تعالى: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[البقرة 142]، وقمت بها من المنام على لساني.
و لا تنسونا من الدعاء، و دمتم بخير و السَّلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
في ذي الحجة سنة 1327
حافظ ودكم
محمد المكي بن عزوز التونسي
_________________
([1])انظر الرسائل المتبادلة بين القاسمي والألوسي للأستاذ محمد العجمي (101-110).
([2]) محمود حلبي بن محمد سعيد الشابندر أحد أقارب الألوسي، أنشأ مطبعة عرفت بمطبعة الشابندر طبع فيها نفائس التراث بإشارة من الألوسي.
([3])أبو عبد الله محمد المكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الشريف البرجي النفطي المالكي؛ المصلح المجاهد، السّلفي البصير النّاقد، الأصولي الفقيه، والمحدّث النّبيه، له عناية بالأسانيد والرواية، ورعاية بالفقه والدراية، واليد الطولى في العلوم العقلية والنقلية، والراحة البيضاء في تعاطي أنواع التعاليم الشرعية، الرَّحَّال الأديب، الشاعر اللّغوي الأريب، بلغت مؤلفاته الآفاق، وضربت لها الأكباد والأعناق، من أجَلِّ ما كتب: هيئة الناسك في أن القبض في الصلاة هو مذهب الإمام مالك-ط، العقيدة الإسلامية الصغرى والكبرى-ط، الأجوبة المكية على الأسئلة الحجازية-ط، توفي بالآستانة سنة 1334هــ.انظر ترجمته في شجرة النور الزكية (/1423)، فهرس الفهارس للكتاني (2/856)، الأعلام للزركلي(7/109)، معجم المؤلفين (12/49)، ترجمة المكي بن عزوز لعبد الرحمن الجيلالي مجلة الشهاب (6/216).
([4])إسطنبول حاليا.
([5]) محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي الحسيني المتوفى سنة 1327، من شيوخ الصوفية، انظر الأعلام للزركلي(6/94).
([6]) هو الشيخ مصطفى بن محمد الغلاييني، خطيب مصلح، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، تولى رئاسة المجلس الإسلامي ببيروت،له مؤلفات منها: نظرات في اللغة و الأدب-ط، لباب الخيار في سيرة النبي المختار توفي سنة 1364. انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي(7/244).
([7]) مجلة النبراس أصدرها الشيخ مصطفى الغلاييني ببيروت لمدة سنتين في العهد العثماني.
([8]) أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل النبهاني البيروتي صوفي قبوري، من بديع ما كتب!: شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق!!
([9]) ذكر بعنوان جواهر البحار في فضل النبي المختار. انظر فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات لعبد الحي الكتاني (2/1110).
([10]) لابد من تقييد الكمال بما امتدح الله به الإنسان: كالعلم، والجود، والاستقامة، أما الكمال المطلق في جميع الصفات فهو لله وحده لا شريك له، قال تعالى: (قل هو الله أحد).
([11])أحد تجار نجد وأعيانها المقيمين في البحرين، انظر «مشاهير علماء نجد وغيرهم» لعبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ (3/64).
([12]) كتاب المقنع في الفقه الحنبلي تأليف الإمام موفق الدين ابن قدامة المتوفى سنة 620.
([13]) الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق؛ كتاب فقهي من تأليف محمود محمد خطاب السبكي المالكي المتوفى سنة 1352، والكتاب مطبوع في تسعة أجزاء بالمكتبة المحمودية السبكية
([14]) جمال الدين السناني.
([15]) «الإقناع في حل ألفاظ أبي الشجاع» كتاب في الفقه الشافعي من تأليف الخطيب الشربيني.
([16]) عبد الرزاق بن حسن بن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي: عالم بالدين، ضليع في الأدب والتاريخ، حفظ القرآن في صباه، وتمهر في علومه. وكان حسن الصوت به، و اشتغل بالأدب مدة، واقتصر في آخر أمره على علمي الكتاب والسنة. وكان من دعاة الإصلاح سلفي العقيدة، وقورا، حسن المفاكهة، طيب النفس. من كتبه «حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ط» ترجم به معاصريه، و«الرحلة» اشتمل على عدة رحلات إحداها القدسية والثانية البعلية. وله بضع عشرة رسالة في الأدب والتاريخ.
([17]) الأولى أن يطلب اللفظ الشرعي وقد جاءت في القرآن باسم المدينة، وسماها العلماء المدينة النبوية حتى تحوز الشرف، فإن كل مدينة دخلها الإسلام فهي منورة. انظر الشريط رقم (172) من سلسلة لقاء الباب المفتوح.
([18]) قال شيخ الإسلام في الواسطية: (يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة). والعرصات جمع عرصة وهي الموضع الواسع الذي لا بناء فيه، وعرصات القيامة: مواقف الحساب.
([19]) أطلق بعض الأدباء! اسم الوهابية على من وافق معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي؛ تعمية للحق، وتضليلا للخلق، ولا يزال أهل الزيغ يرمون الصالحين من عباد الله بأبشع الأوصاف تزهيدا فيهم وتنفيراعنهم، ولك في الأنبياء عبرة.
([20]) دعاء الله عند القبور بدعة شنيعة ليس لها في الشرع أصل، يشدد على فاعلها سدا لذريعة دعاء المقبور الذي هو شرك بيّن.قال الإمام مالك: لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، ولكن يسلم ويصلي. فقصد الدعاء عند القبر كرهه السلف، متأولين في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا قبري عيدا».
([21]) المعتزلة فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال، تميزت بتقديم العقل على النقل، وبالأصول الخمسة التي تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها، من أسمائها القدرية والوعيدية والعدلية، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق .
([22]) القدرية هم نفاة القدر، الذين يقولون: لا قدر والأمر أُنُف، أي مستأنف، وهذا نفي لعلم الله تعالى السابق، واعتقاد أن الله لا يعلم الأشياء إلا بعد حدوثها.
([23])قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: «والرافضة: هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم».
([24]) الجَهْميَّة فرقة منتسبة إلى الإسلام ظهرت في أواخر دولة بني أمية بعد ظهور القَدَريّة الأولى والمعتزلة. أنشأها جَهْم بن صفوان السمرقندي أبو محرز، من موالي بني راسب المتوفى عام 128هـ، فنسبت إليه.
([25]) عبد الرحمن بن حسن الجبرتي: مؤرخ مصر، ومدون وقائعها وسير رجالها، في عصره.ولد في القاهرة وتعلم في الأزهر، وولي إفتاء الحنفية في عهد محمد علي، توفي سنة 1237هـ.
([26])«عجائب الآثار في التراجم و الأخبار»– ط، ويعرف بتاريخ الجبرتي، ابتدأه بحوادث سنة 1100 هـ وانتهى إلى سنة 1236 هـ، وقد ترجم إلى الفرنسية.
([27]) السُّنَّةُ في ذلك أن يُسَلِّمَ إذا قدم من سفر ونحوه، أما تَقَصُّدُ القبر للسّلام عليه فلا يجوز إذ يدخل في قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تتخذوا قبري عيدا»، فعن نافع قال: كان بن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه. مصنف عبد الرزاق، كتاب الجنائز، باب السلام على قبر النبي صلى الله عليه وسلم برقم (6724).
([28]) عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد التملي، الجزولي، الحشمي أبو زيد المتوفى سنة 1269هـ، فاضل. له مناقب الشيخ أبي عبد الله الخصيكي-ط، انظر معجم المؤلفين (5/151).
([29]) من ديوان الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
([30]) جوهرة التوحيد للُّقَّاني.
([31]) الاستغاثة طلب الغوث، قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
([32]) الكرامة خوارق عادات يجريها الله على يد ولي من أوليائه، تكريما له أو إحقاقا لحق قام به. وأهل السنة يثبتون الكرامات خلافا لغيرهم من فرق الضلال كالمعتزلة ومن شاكلهم.وقد أجاد الشيخ المكي في فتح مغلق هذه المسألة في رسالته للشيخ رشيد رضا التي نشرت في مجلة المنار بعنوان «من بحث الكرامات».
([33])قد شابه قولهم قول قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: (لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم).
([34]) البيت لسابق للبربري، ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، وتمامه:
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل *** وليس ينفع عند الكبرة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولن تلين إذا قومتها الخشب
([35]) لا بد من إضافة تُوَجِّهُ الكلام وجهة سلمية: وهي أن المحبة تجب بقدر الطاعة والامتثال، فنحب أولياء الله ونبغض أعداء الله المناوئين لشرعه، الصادين عن سبيله.وهذا من أوثق عرى الإيمان.
Monday, February 13, 2012
Muhammad Bin Haadi's Sharh of the Creed of the People of Hadeeth شرح عقيدة السلف للشيخ محمد هادي المدخلي
http://www.scribd.com/aboosuhailah4973/d/77652070-%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81-%D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84%D9%8A
Benefits from Al-Adab Al-Mufrad
9. Being Dutiful to Parents as long as that does not entail disobedience to Allah
18. Abu'd-Darda' said, "The Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace,
recommended nine things to me: 'Do not associate anything with Allah, even if you are cut to pieces or burned. Do not abandon a prescribed prayer deliberately. Anyone who abandons it will forfeit Allah's protection. Do not intake khamr (wine or any other intoxicant in general) - it is the key to every evil. Obey your parents. If they command you to abandon your worldly possessions, then leave them for them. Do not contend with those in power, even if you think that you are in the right. Do not run away from the army when it advances, even if you are killed while your companions run away. Spend on your family out of your means. Do not raise a stick against your family. And instill in them fear for Allah's sake, the Almighty and Exalted.'"
Shaykh Al-Albaani graded this hadeeth with the grading of hasan as we find in "irwaa al-ghaleel" like wise another shorter narration of this hadeeth is to be found in the sunan of Ibn Maajah in the book of Al-Fitan under the chapter heading concerning patience upon hardship hadeeth number 4034.
Al-Albaani in commenting upon the statement "Anyone who abandons it will forfeit
Allah's protection" says "i.e. that everyon has a covenant of protection (from Allah), But if that individual puts his hands forth toward his own destruction, or he commits an act which is haraam upon him, or opposes that which Allah has ordered him with the grace and protection of Allah will be recede from him.
18. Abu'd-Darda' said, "The Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace,
recommended nine things to me: 'Do not associate anything with Allah, even if you are cut to pieces or burned. Do not abandon a prescribed prayer deliberately. Anyone who abandons it will forfeit Allah's protection. Do not intake khamr (wine or any other intoxicant in general) - it is the key to every evil. Obey your parents. If they command you to abandon your worldly possessions, then leave them for them. Do not contend with those in power, even if you think that you are in the right. Do not run away from the army when it advances, even if you are killed while your companions run away. Spend on your family out of your means. Do not raise a stick against your family. And instill in them fear for Allah's sake, the Almighty and Exalted.'"
Shaykh Al-Albaani graded this hadeeth with the grading of hasan as we find in "irwaa al-ghaleel" like wise another shorter narration of this hadeeth is to be found in the sunan of Ibn Maajah in the book of Al-Fitan under the chapter heading concerning patience upon hardship hadeeth number 4034.
Al-Albaani in commenting upon the statement "Anyone who abandons it will forfeit
Allah's protection" says "i.e. that everyon has a covenant of protection (from Allah), But if that individual puts his hands forth toward his own destruction, or he commits an act which is haraam upon him, or opposes that which Allah has ordered him with the grace and protection of Allah will be recede from him.
ذم التجسس والنهي عنه في القرآن والسنة
ذم التجسس والنهي عنه في القرآن الكريم:
- نهى الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن التجسس في آية محكمة وصريحة تدل على حرمة هذا الفعل المشين والخصلة المذمومة, وتبين أثرها السيئ على المجتمع المسلم وعلى تماسكه وترابطه فقال تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات: 12].
قال ابن جرير وهو يتحدث عن تفسير هذه الآية: قوله: (ولا تجسسوا) يقول: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض، ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره وبه فاحمدوا أو ذموا، لا على ما لا تعلمونه من سرائره .. ثم ذكر أثر ابن عباس: (نهى الله المؤمن من أن يتتبع عورات المؤمن) .
وقال الإمام البغوي: (نهى الله تعالى عن البحث عن المستور من أمور الناس وتتبع عوراتهم حتى لا يظهر على ما ستره الله منها) .
- ومن ذلك قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58].
وأي إيذاء أكبر من تتبع عورات الناس, والبحث عن سوءاتهم, والتجسس عليهم, وإظهار ما ستره الله من ذنوبهم.
قال الشيخ ابن عثيمين: (التجسس أذية، يتأذى به المتجسس عليه، ويؤدي إلى البغضاء والعداوة ويؤدي إلى تكليف الإنسان نفسه ما لم يلزمه، فإنك تجد المتجسس والعياذ بالله، مرة هنا ومرة هنا، ومرة هنا، ومرة ينظر إلى هذا ومرة ينظر إلى هذا، فقد أتعب نفسه في أذية عباد الله) .
- وقال تعالى وهو يتحدث عن المنافقين وعن صفاتهم: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [التوبة: 47].
قال مجاهد: معناه وفيكم محبون لهم يؤدون إليهم ما يسمعون منكم، وهم الجواسيس .
وقال الإمام القرطبي: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ أي عيون لهم ينقلون إليهم الأخبار منكم .
ذم التجسس والنهي عنه في السنة النبوية:
ولقد شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في النهي عن التجسس والتحذير منه, وبين أنه مفسد للأخوة, وسبب في تقطيع الأواصر والصلات, وسبيل إلى إفساد الناس:
- فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً)) .
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: (التجسس أن لا تترك عباد الله تحت سترها فتتوصل إلى الاطلاع عليهم والتجسس عن أحوالهم وهتك الستر حتى ينكشف لك ما كان مستورا عنك) .
- وعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَبّع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)) .
قال صاحب عون المعبود: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه): فيه تنبيه على أن غيبة المسلم من شعار المنافق لا المؤمن, (ولا تتبعوا عوراتهم): أي لا تجسسوا عيوبهم ومساويهم.... (يتبع الله عورته): ذكره على سبيل المشاكلة أي يكشف عيوبه وهذا في الآخرة . وقيل: معناه يجازيه بسوء صنيعه, (يفضحه): أي يكشف مساويه, (في بيته): أي ولو كان في بيته مخفياً من الناس) .
- وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم)). فقال أبو الدرداء: (كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها) .
- وفي رواية أخرى عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعرضوا عن الناس، ألم تر أنك إن ابتغيت الريبة في الناس أفسدتهم، أو كدت تفسدهم)) .
قال الإمام المناوي رحمه الله: (أي ولوا عن الناس ولا تتبعوا أحوالهم ولا تبحثوا عن عوراتهم... ألم تعلم أنك إن اتبعت التهمة فيهم لتعلمها وتظهرها أوقعتهم في الفساد أو قاربت أن تفسدهم لوقوع بعضهم في بعض بنحو غيبة أو لحصول تهمة لا أصل لها أو هتك عرض ذوي الهيئات المأمور بإقالة عثراتهم وقد يترتب على التفتيش من المفاسد ما يربو على تلك المفسدة التي يراد إزالتها، والحاصل أن الشارع ناظر إلى الستر مهما أمكن والخطاب لولاة الأمور ومن في معناهم) .
- وعن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم القيامة، ومن أرى عينيه في المنام ما لم ير كلف أن يعقد شعيرة)) .
- وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ وَعَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ وَالْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ وَأَبي أُمَامَةَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ((إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِى النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ)) .
يقول المناوي رحمه الله: (إن الأمير إذا ابتغى الريبة) أي طلب الريبة أي التهمة في الناس بنية فضائحهم أفسدهم وما أمهلهم وجاهرهم بسوء الظن فيها فيؤديهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ورموا به ففسدوا، ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل وعدم تتبع العورات فإن بذلك يقوم النظام ويحصل الانتظام والإنسان قل ما يسلم من عيبه فلو عاملهم بكل ما قالوه أو فعلوه اشتدت عليهم الأوجاع واتسع المجال بل يستر عيوبهم ويتغافل ويصفح ولا يتبع عوراتهم ولا يتجسس عليهم)
- عن ابن عباس في قوله: ولا تجسسوا قال: (نهى الله المؤمن أن يتبع عورات أخيه المؤمن) .
- وعن أبي قلابة، أن عمر بن الخطاب، حدث أن أبا محجن الثقفي شرب الخمر في بيته هو وأصحابه، فانطلق عمر حتى دخل عليه فإذا ليس عنده إلا رجل واحد، فقال له أبو محجن يا أمير المؤمنين، إن هذا لا يحل لك، قد نهاك الله عن التجسس، فقال عمر: ما يقول هذا؟ فقال زيد بن ثابت وعبد الله بن الأرقم: صدق يا أمير المؤمنين هذا التجسس. قال: فخرج عمر وتركه. .
- وعن عبد الرحمن بن عوف أنه حرس مع عمر بن الخطاب ليلة المدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فلما دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف: أتدري بيت من هذا قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال: أرى أن قد أتينا ما نهى الله عنه قال الله: ولا تجسسوا فقد تجسسنا فانصرف عنهم وتركهم .
- وعن الشعبي أن عمر بن الخطاب فقد رجلا من أصحابه فقال لابن عوف: انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر فأتيا منزله فوجدا بابه مفتوحا وهو جالس وامرأته تصب له في إناء فتناوله إياه فقال عمر لابن عوف: هذا الذي شغله عنا فقال ابن عوف لعمر وما يدريك ما في الإناء فقال عمر: إنا نخاف أن يكون هذا التجسس قال: بل هو التجسس قال: وما التوبة من هذا قال: لا تعلمه بما اطلعت عليه من أمره ولا يكونن في نفسك إلا خير ثم انصرفا .
- وعن الحسن رضي الله عنه قال: أتى عمر بن الخطاب رجل فقال: إن فلانا لا يصحوا فدخل عليه عمر رضي الله عنه فقال: إني لأجد ريح شراب يا فلان أنت بهذا فقال الرجل: يا ابن الخطاب وأنت بهذا ألم ينهك الله أن تتجسس فعرفها عمر فانطلق وتركه .
- وعن ثور الكندي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل فسمع صوت رجل في بيت يتغنى فتسور عليه فوجد عنده امرأة وعنده خمر فقال: يا عدو الله أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته فقال: وأنت يا أمير المؤمنين لا تعجل على أن أكون عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاث، قال الله: ولا تجسسوا وقد تجسست وقال: (وأتوا البيوت من أبوابها) وقد تسورت علي ودخلت علي بغير إذن وقال الله (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) قال عمر رضي الله عنه: فهل عندك من خير إن عفوت عنك قال: نعم فعفا عنه وخرج وتركه .
- وأتي ابن مسعود رضي الله عنه فقيل: هذا فلان تقطر لحيته خمراً فقال عبد الله: إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به .
- وقال مجاهد في قوله: (ولا تجسسوا) قال: (خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله) .
- وقال قتادة في تفسيرها: هل تدرون ما التجسس أو التجسيس؟ هو أن تتبع، أو تبتغي عيب أخيك لتطلع على سره .
- وقال ابن زيد في تفسيرها أيضاً: قال: حتى أنظر في ذلك وأسأل عنه، حتى أعرف حق هو، أم باطل؟ ; قال: فسماه الله تجسسا، قال: يتجسس كما يتجسس الكلاب .
- وقال الحسن: لا تسأل عن عمل أخيك الحسن والسيئ فإنه من التجسس .
- وقال أبو حاتم: الواجب على العاقل مباينة العام في الأخلاق والأفعال بلزوم ترك التجسس عن عيوب الناس لأن من بحث عن مكنون غيره بحث عن مكنون نفسه وربما طم مكنونه على ما بحث من مكنون غيره وكيف يستحسن مسلم ثلب مسلم بالشيء الذي هو فيه .
- وقال أيضاً: التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب الإيمان .
- وقال: الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه
- نهى الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن التجسس في آية محكمة وصريحة تدل على حرمة هذا الفعل المشين والخصلة المذمومة, وتبين أثرها السيئ على المجتمع المسلم وعلى تماسكه وترابطه فقال تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات: 12].
قال ابن جرير وهو يتحدث عن تفسير هذه الآية: قوله: (ولا تجسسوا) يقول: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض، ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره وبه فاحمدوا أو ذموا، لا على ما لا تعلمونه من سرائره .. ثم ذكر أثر ابن عباس: (نهى الله المؤمن من أن يتتبع عورات المؤمن) .
وقال الإمام البغوي: (نهى الله تعالى عن البحث عن المستور من أمور الناس وتتبع عوراتهم حتى لا يظهر على ما ستره الله منها) .
- ومن ذلك قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58].
وأي إيذاء أكبر من تتبع عورات الناس, والبحث عن سوءاتهم, والتجسس عليهم, وإظهار ما ستره الله من ذنوبهم.
قال الشيخ ابن عثيمين: (التجسس أذية، يتأذى به المتجسس عليه، ويؤدي إلى البغضاء والعداوة ويؤدي إلى تكليف الإنسان نفسه ما لم يلزمه، فإنك تجد المتجسس والعياذ بالله، مرة هنا ومرة هنا، ومرة هنا، ومرة ينظر إلى هذا ومرة ينظر إلى هذا، فقد أتعب نفسه في أذية عباد الله) .
- وقال تعالى وهو يتحدث عن المنافقين وعن صفاتهم: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [التوبة: 47].
قال مجاهد: معناه وفيكم محبون لهم يؤدون إليهم ما يسمعون منكم، وهم الجواسيس .
وقال الإمام القرطبي: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ أي عيون لهم ينقلون إليهم الأخبار منكم .
ذم التجسس والنهي عنه في السنة النبوية:
ولقد شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في النهي عن التجسس والتحذير منه, وبين أنه مفسد للأخوة, وسبب في تقطيع الأواصر والصلات, وسبيل إلى إفساد الناس:
- فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً)) .
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: (التجسس أن لا تترك عباد الله تحت سترها فتتوصل إلى الاطلاع عليهم والتجسس عن أحوالهم وهتك الستر حتى ينكشف لك ما كان مستورا عنك) .
- وعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَبّع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)) .
قال صاحب عون المعبود: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه): فيه تنبيه على أن غيبة المسلم من شعار المنافق لا المؤمن, (ولا تتبعوا عوراتهم): أي لا تجسسوا عيوبهم ومساويهم.... (يتبع الله عورته): ذكره على سبيل المشاكلة أي يكشف عيوبه وهذا في الآخرة . وقيل: معناه يجازيه بسوء صنيعه, (يفضحه): أي يكشف مساويه, (في بيته): أي ولو كان في بيته مخفياً من الناس) .
- وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم)). فقال أبو الدرداء: (كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها) .
- وفي رواية أخرى عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعرضوا عن الناس، ألم تر أنك إن ابتغيت الريبة في الناس أفسدتهم، أو كدت تفسدهم)) .
قال الإمام المناوي رحمه الله: (أي ولوا عن الناس ولا تتبعوا أحوالهم ولا تبحثوا عن عوراتهم... ألم تعلم أنك إن اتبعت التهمة فيهم لتعلمها وتظهرها أوقعتهم في الفساد أو قاربت أن تفسدهم لوقوع بعضهم في بعض بنحو غيبة أو لحصول تهمة لا أصل لها أو هتك عرض ذوي الهيئات المأمور بإقالة عثراتهم وقد يترتب على التفتيش من المفاسد ما يربو على تلك المفسدة التي يراد إزالتها، والحاصل أن الشارع ناظر إلى الستر مهما أمكن والخطاب لولاة الأمور ومن في معناهم) .
- وعن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم القيامة، ومن أرى عينيه في المنام ما لم ير كلف أن يعقد شعيرة)) .
- وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ وَعَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ وَالْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ وَأَبي أُمَامَةَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ((إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِى النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ)) .
يقول المناوي رحمه الله: (إن الأمير إذا ابتغى الريبة) أي طلب الريبة أي التهمة في الناس بنية فضائحهم أفسدهم وما أمهلهم وجاهرهم بسوء الظن فيها فيؤديهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ورموا به ففسدوا، ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل وعدم تتبع العورات فإن بذلك يقوم النظام ويحصل الانتظام والإنسان قل ما يسلم من عيبه فلو عاملهم بكل ما قالوه أو فعلوه اشتدت عليهم الأوجاع واتسع المجال بل يستر عيوبهم ويتغافل ويصفح ولا يتبع عوراتهم ولا يتجسس عليهم)
- عن ابن عباس في قوله: ولا تجسسوا قال: (نهى الله المؤمن أن يتبع عورات أخيه المؤمن) .
- وعن أبي قلابة، أن عمر بن الخطاب، حدث أن أبا محجن الثقفي شرب الخمر في بيته هو وأصحابه، فانطلق عمر حتى دخل عليه فإذا ليس عنده إلا رجل واحد، فقال له أبو محجن يا أمير المؤمنين، إن هذا لا يحل لك، قد نهاك الله عن التجسس، فقال عمر: ما يقول هذا؟ فقال زيد بن ثابت وعبد الله بن الأرقم: صدق يا أمير المؤمنين هذا التجسس. قال: فخرج عمر وتركه. .
- وعن عبد الرحمن بن عوف أنه حرس مع عمر بن الخطاب ليلة المدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فلما دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف: أتدري بيت من هذا قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال: أرى أن قد أتينا ما نهى الله عنه قال الله: ولا تجسسوا فقد تجسسنا فانصرف عنهم وتركهم .
- وعن الشعبي أن عمر بن الخطاب فقد رجلا من أصحابه فقال لابن عوف: انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر فأتيا منزله فوجدا بابه مفتوحا وهو جالس وامرأته تصب له في إناء فتناوله إياه فقال عمر لابن عوف: هذا الذي شغله عنا فقال ابن عوف لعمر وما يدريك ما في الإناء فقال عمر: إنا نخاف أن يكون هذا التجسس قال: بل هو التجسس قال: وما التوبة من هذا قال: لا تعلمه بما اطلعت عليه من أمره ولا يكونن في نفسك إلا خير ثم انصرفا .
- وعن الحسن رضي الله عنه قال: أتى عمر بن الخطاب رجل فقال: إن فلانا لا يصحوا فدخل عليه عمر رضي الله عنه فقال: إني لأجد ريح شراب يا فلان أنت بهذا فقال الرجل: يا ابن الخطاب وأنت بهذا ألم ينهك الله أن تتجسس فعرفها عمر فانطلق وتركه .
- وعن ثور الكندي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل فسمع صوت رجل في بيت يتغنى فتسور عليه فوجد عنده امرأة وعنده خمر فقال: يا عدو الله أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته فقال: وأنت يا أمير المؤمنين لا تعجل على أن أكون عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاث، قال الله: ولا تجسسوا وقد تجسست وقال: (وأتوا البيوت من أبوابها) وقد تسورت علي ودخلت علي بغير إذن وقال الله (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) قال عمر رضي الله عنه: فهل عندك من خير إن عفوت عنك قال: نعم فعفا عنه وخرج وتركه .
- وأتي ابن مسعود رضي الله عنه فقيل: هذا فلان تقطر لحيته خمراً فقال عبد الله: إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به .
- وقال مجاهد في قوله: (ولا تجسسوا) قال: (خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله) .
- وقال قتادة في تفسيرها: هل تدرون ما التجسس أو التجسيس؟ هو أن تتبع، أو تبتغي عيب أخيك لتطلع على سره .
- وقال ابن زيد في تفسيرها أيضاً: قال: حتى أنظر في ذلك وأسأل عنه، حتى أعرف حق هو، أم باطل؟ ; قال: فسماه الله تجسسا، قال: يتجسس كما يتجسس الكلاب .
- وقال الحسن: لا تسأل عن عمل أخيك الحسن والسيئ فإنه من التجسس .
- وقال أبو حاتم: الواجب على العاقل مباينة العام في الأخلاق والأفعال بلزوم ترك التجسس عن عيوب الناس لأن من بحث عن مكنون غيره بحث عن مكنون نفسه وربما طم مكنونه على ما بحث من مكنون غيره وكيف يستحسن مسلم ثلب مسلم بالشيء الذي هو فيه .
- وقال أيضاً: التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب الإيمان .
- وقال: الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه
Saturday, February 11, 2012
تذكرة الغافل بطرق كشف حال المتظاهر بالسنة وهو على سنن أهل السبل . لعبد القادر الجنيد
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=126592
Thursday, February 9, 2012
النُّصيرية في نقاط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
أمَّا بعد:
فهذا تعريف بفرقة من فرق الضلال والكفر –عياذًا بالله- ألا وهم «النُّصيريَّة» الأنجاس، جعلتها على شكل نقاط اسْتَلَلْتُها من جواب لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- على سؤال وجّه إليه –رحمه الله- يجده المُبْتغي لأصل الكلام المختصر في: «مجموع الفتاوى» (35/149-161)، وقد تصرفت فيه قليلاً وحذفت ما لا علاقة له بمقصود هذا المقال، أسأل الله العليَّ القدير أن ينفع به، وأن يفرج عن إخواننا في الشأم ما هم فيه إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
قال شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية الحرانيُّ –رحمه الله-:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الْمُسَمَّوْنَ بالْنُصَيْرِيَّة هُمْ وَسَائِرُ أَصْنَافِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ :
أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ بَلْ وَأَكْفَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ .
وَضَرَرُهُمْ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ مِثْلَ كُفَّارِ التَّتَارِ والفرنج وَغَيْرِهِمْ.
يَتَظَاهَرُونَ عِنْدَ جُهَّالِ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّشَيُّعِ وَمُوَالَاةِ أَهْلِ الْبَيْتِ.
لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِرَسُولِهِ وَلَا بِكِتَابِهِ وَلَا بِأَمْرِ وَلَا نَهْيٍ وَلَا ثَوَابٍ وَلَا عِقَابٍ وَلَا جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ وَلَا بِأَحَدِ مِنْ الْمُرْسَلِينَ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا بِمِلَّةِ مِنْ الْمِلَلِ السَّالِفَةِ.
يَأْخُذُونَ كَلَامَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ الْمَعْرُوفِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى أُمُورٍ يَفْتَرُونَهَا؛ يَدَّعُونَ أَنَّهَا عِلْمُ الْبَاطِنِ.
لَيْسَ لَهُمْ حَدٌّ مَحْدُودٌ فِيمَا يَدَّعُونَهُ مِنْ الْإِلْحَادِ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَآيَاتِهِ وَتَحْرِيفِ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ عَنْ مَوَاضِعِهِ.
مَقْصُودُهُمْ إنْكَارُ الْإِيمَانِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ بِكُلِّ طَرِيقٍ مَعَ التَّظَاهُرِ بِأَنَّ لِهَذِهِ الْأُمُورِ حَقَائِقُ يَعْرِفُونَهَا.
وَمِنْ قَوْلِهِمْ: إنَّ " الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ " مَعْرِفَةُ أَسْرَارِهِمْ.
و " الصِّيَامَ الْمَفْرُوضَ " كِتْمَانُ أَسْرَارِهِمْ .
" وَحَجَّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ " زِيَارَةُ شُيُوخِهِمْ.
وَأَنَّ (يَدَا أَبِي لَهَبٍ) هُمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
وَأَنَّ (النَّبَأَ الْعَظِيمَ وَالْإِمَامَ الْمُبِينَ) هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
وَلَهُمْ فِي مُعَادَاةِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ وَقَائِعُ مَشْهُورَةٌ وَكُتُبٌ مُصَنَّفَةٌ.
فَإِذَا كَانَتْ لَهُمْ مُكْنَةٌ سَفَكُوا دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ.
قَتَلُوا مَرَّةً الْحُجَّاجَ وَأَلْقَوْهُمْ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ!!
وَأَخَذُوا مَرَّةً الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَبَقِيَ عِنْدَهُمْ مُدَّةً.
وَقَتَلُوا مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَمَشَايِخِهِمْ مَا لَا يُحْصِي عَدَدَهُ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
مِنْ الْمَعْلُومِ عِنْدَنَا أَنَّ السَّوَاحِلَ الشَّامِيَّةَ إنَّمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهَا النَّصَارَى مِنْ جِهَتِهِمْ وَهُمْ دَائِمًا مَعَ كُلِّ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ؛ فَهُمْ مَعَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ فَتْحُ الْمُسْلِمِينَ لِلسَّوَاحِلِ وَانْقِهَارُ النَّصَارَى.
وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ.
وَمِنْ أَعْظَمِ أَعْيَادِهِمْ إذَا اسْتَوْلَى - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى - النَّصَارَى عَلَى ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ .
بِسَبَبِهِمْ اسْتَوْلَوْا –أي النصارى- عَلَى الْقُدْسِ الشَّرِيفِ وَغَيْرِهِ.
ثُمَّ إنَّ التَّتَارَ مَا دَخَلُوا بِلَادَ الْإِسْلَامِ وَقَتَلُوا خَلِيفَةَ بَغْدَادَ وَغَيْرَهُ مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ إلَّا بِمُعَاوَنَتِهِمْ وَمُؤَازَرَتِهِمْ.
لَهُمْ " أَلْقَابٌ " مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ منها:
«الْمَلَاحِدَةَ»، «الْقَرَامِطَةَ»، «الْبَاطِنِيَّةَ»، «الْإِسْمَاعِيلِيَّة»، «الْنُصَيْرِيَّة»، «الخرمية»، «الْمُحَمِّرَةَ»، وَهَذِهِ الْأَسْمَاءُ مِنْهَا مَا يَعُمُّهُمْ وَمِنْهَا مَا يَخُصُّ بَعْضَ أَصْنَافِهِمْ.
وَهُمْ كَمَا قَالَ الْعُلَمَاءُ فِيهِمْ: ظَاهِرُ مَذْهَبِهِمْ الرَّفْضُ وَبَاطِنُهُ الْكُفْرُ الْمَحْضُ.
حَقِيقَةُ أَمْرِهِمْ:
لَا يُؤْمِنُونَ بِنَبِيِّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ.
وَلَا بِشَيْءِ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةِ.
وَلَا يُقِرُّونَ بِأَنَّ لِلْعَالَمِ خَالِقًا خَلَقَهُ.
وَلَا بِأَنَّ لَهُ دِينًا أَمَرَ بِهِ.
وَلَا أَنَّ لَهُ دَارًا يَجْزِي النَّاسَ فِيهَا عَلَى أَعْمَالِهِمْ غَيْرَ هَذِهِ الدَّارِ.
وَهُمْ تَارَةً يَبْنُونَ قَوْلَهُمْ عَلَى مَذَاهِبِ الْفَلَاسِفَةِ الطَّبِيعِيِّينَ أَوْ الإلهيين.
وَتَارَةً يَبْنُونَهُ عَلَى قَوْلِ الْمَجُوسِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ النُّورَ.
أَصْحَابُ " رَسَائِلِ إخْوَانِ الصَّفَا " وَنَحْوُهُمْ مِنْ أَئِمَّتِهِمْ.
دَخَلَ كَثِيرٌ مِنْ بَاطِلِهِمْ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَرَاجَ عَلَيْهِمْ حَتَّى صَارَ ذَلِكَ فِي كُتُبِ طَوَائِفَ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْعِلْمِ وَالدِّينِ. وَإِنْ كَانُوا لَا يُوَافِقُونَهُمْ عَلَى أَصْلِ كُفْرِهِمْ.
دَعْوَتِهِمْ الْمَلْعُونَةِ يُسَمُّونَهَا " الدَّعْوَةَ الْهَادِيَةَ " ولها دَرَجَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ.
وَيُسَمُّونَ النِّهَايَةَ " الْبَلَاغَ الْأَكْبَرَ وَالنَّامُوسَ الْأَعْظَمَ ".
وَمَضْمُونُ الْبَلَاغِ الْأَكْبَرِ جَحْدُ الْخَالِقِ تَعَالَى؛ وَالِاسْتِهْزَاءُ بِهِ وَبِمَنْ يُقِرُّ بِهِ. حَتَّى قَدْ يَكْتُبُ أَحَدُهُمْ اسْمَ اللَّهِ فِي أَسْفَلِ رِجْلِهِ.
وَفِيهِ أَيْضًا جَحْدُ شَرَائِعِهِ وَدِينِهِ وَمَا جَاءَ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ. وَدَعْوَى أَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ جِنْسِهِمْ طَالِبِينَ لِلرِّئَاسَةِ فَمِنْهُمْ مِنْ أَحْسَنَ فِي طَلَبِهَا وَمِنْهُمْ مَنْ أَسَاءَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى قُتِلَ وَيَجْعَلُونَ مُحَمَّدًا وَمُوسَى مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ وَيَجْعَلُونَ الْمَسِيحَ مِنْ الْقِسْمِ الثَّانِي.
وَفِيهِ مِنْ الِاسْتِهْزَاءِ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَمِنْ تَحْلِيلِ نِكَاحِ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ وَسَائِرِ الْفَوَاحِشِ: مَا يَطُولُ وَصْفُهُ.
وَلَهُمْ إشَارَاتٌ وَمُخَاطَبَاتٌ يَعْرِفُ بِهَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
وَهُمْ إذَا كَانُوا فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ الَّتِي يَكْثُرُ فِيهَا أَهْلُ الْإِيمَانِ فَقَدْ يَخْفَوْنَ عَلَى مَنْ لَا يَعْرِفُهُمْ وَأَمَّا إذَا كَثُرُوا فَإِنَّهُ يَعْرِفُهُمْ عَامَّةُ النَّاسِ فَضْلًا عَنْ خَاصَّتِهِمْ.
اتَّفَقَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ لَا تَجُوزُ مُنَاكَحَتُهُمْ؛ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ مَوْلَاتِهِ مِنْهُمْ وَلَا يَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ امْرَأَةً.
وَلَا تُبَاحُ ذَبَائِحُهُمْ.
وَأَوَانِيَهُمْ لَا تُسْتَعْمَلُ إلَّا بَعْدَ غَسْلِهَا.
وذَبَائِحَهُمْ مَيْتَةٌ .
وَلَا يَجُوزُ دَفْنُهُمْ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ.
وَلَا يُصَلَّى عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ.
وَاسْتِخْدَامُ مِثْلِ هَؤُلَاءِ فِي ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ حُصُونِهِمْ أَوْ جُنْدِهِمْ مِنْ الْكَبَائِرِ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَسْتَخْدِمُ الذِّئَابَ لِرَعْيِ الْغَنَمِ.
وَهُمْ مِنْ أَغَشِّ النَّاسِ لِلْمُسْلِمِينَ وَلِوُلَاةِ أُمُورِهِمْ.
وَهُمْ أَحْرَصُ النَّاسِ عَلَى فَسَادِ الْمَمْلَكَةِ وَالدَّوْلَةِ.
وَهُمْ شَرٌّ مِنْ الْمُخَامِرِ الَّذِي يَكُونُ فِي الْعَسْكَرِ.
وَهُمْ أَحْرَصُ النَّاسِ عَلَى تَسْلِيمِ الْحُصُونِ إلَى عَدُوِّ الْمُسْلِمِينَ وَعَلَى إفْسَادِ الْجُنْدِ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ وَإِخْرَاجِهِمْ عَنْ طَاعَتِهِ.
وَالْوَاجِبُ عَلَى وُلَاةِ الْأُمُورِ قَطْعُهُمْ مِنْ دَوَاوِينِ الْمُقَاتِلَةِ فَلَا يُتْرَكُونَ فِي ثَغْرٍ وَلَا فِي غَيْرِ ثَغْرٍ.
وأَصْلَ مَذْهَبِهِمْ التَّقِيَّةُ وَكِتْمَانُ أَمْرِهِمْ.
ولَا يُتْرَكُونَ مُجْتَمِعِينَ وَلَا يُمَكَّنُونَ مِنْ حَمْلِ السِّلَاحِ وَلَا أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُقَاتِلَةِ.
وَلَا رَيْبَ أَنَّ جِهَادَ هَؤُلَاءِ وَإِقَامَةَ الْحُدُودِ عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّاعَاتِ وَأَكْبَرِ الْوَاجِبَاتِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ جِهَادِ مَنْ لَا يُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ؛ فَإِنَّ جِهَادَ هَؤُلَاءِ مِنْ جِنْسِ جِهَادِ الْمُرْتَدِّينَ .
وَضَرَرُهُمْ فِي الدِّينِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ الْمُحَارِبِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ.
وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِ أَنْ يَكْتُمَ مَا يَعْرِفُهُ مِنْ أَخْبَارِهِمْ؛ بَلْ يُفْشِيهَا وَيُظْهِرُهَا لِيَعْرِفَ الْمُسْلِمُونَ حَقِيقَةَ حَالِهِمْ وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِ أَنْ يُعَاوِنَهُمْ عَلَى بَقَائِهِمْ فِي الْجُنْدِ والمستخدمين وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِ السُّكُوتُ عَنْ الْقِيَامِ عَلَيْهِمْ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ.
وَالْمُعَاوِنُ عَلَى كَفِّ شَرِّهِمْ وَهِدَايَتِهِمْ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَاتُهُ وَسَلَامُهُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ».
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتب:
أبو موسى الأردني
أحمد بن عياش بن موسى الغرايبة
-غفر الله له ولوالديه-
آمين
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=126644
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
أمَّا بعد:
فهذا تعريف بفرقة من فرق الضلال والكفر –عياذًا بالله- ألا وهم «النُّصيريَّة» الأنجاس، جعلتها على شكل نقاط اسْتَلَلْتُها من جواب لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- على سؤال وجّه إليه –رحمه الله- يجده المُبْتغي لأصل الكلام المختصر في: «مجموع الفتاوى» (35/149-161)، وقد تصرفت فيه قليلاً وحذفت ما لا علاقة له بمقصود هذا المقال، أسأل الله العليَّ القدير أن ينفع به، وأن يفرج عن إخواننا في الشأم ما هم فيه إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
قال شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية الحرانيُّ –رحمه الله-:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الْمُسَمَّوْنَ بالْنُصَيْرِيَّة هُمْ وَسَائِرُ أَصْنَافِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ :
أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ بَلْ وَأَكْفَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ .
وَضَرَرُهُمْ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ مِثْلَ كُفَّارِ التَّتَارِ والفرنج وَغَيْرِهِمْ.
يَتَظَاهَرُونَ عِنْدَ جُهَّالِ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّشَيُّعِ وَمُوَالَاةِ أَهْلِ الْبَيْتِ.
لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِرَسُولِهِ وَلَا بِكِتَابِهِ وَلَا بِأَمْرِ وَلَا نَهْيٍ وَلَا ثَوَابٍ وَلَا عِقَابٍ وَلَا جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ وَلَا بِأَحَدِ مِنْ الْمُرْسَلِينَ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا بِمِلَّةِ مِنْ الْمِلَلِ السَّالِفَةِ.
يَأْخُذُونَ كَلَامَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ الْمَعْرُوفِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى أُمُورٍ يَفْتَرُونَهَا؛ يَدَّعُونَ أَنَّهَا عِلْمُ الْبَاطِنِ.
لَيْسَ لَهُمْ حَدٌّ مَحْدُودٌ فِيمَا يَدَّعُونَهُ مِنْ الْإِلْحَادِ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَآيَاتِهِ وَتَحْرِيفِ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ عَنْ مَوَاضِعِهِ.
مَقْصُودُهُمْ إنْكَارُ الْإِيمَانِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ بِكُلِّ طَرِيقٍ مَعَ التَّظَاهُرِ بِأَنَّ لِهَذِهِ الْأُمُورِ حَقَائِقُ يَعْرِفُونَهَا.
وَمِنْ قَوْلِهِمْ: إنَّ " الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ " مَعْرِفَةُ أَسْرَارِهِمْ.
و " الصِّيَامَ الْمَفْرُوضَ " كِتْمَانُ أَسْرَارِهِمْ .
" وَحَجَّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ " زِيَارَةُ شُيُوخِهِمْ.
وَأَنَّ (يَدَا أَبِي لَهَبٍ) هُمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
وَأَنَّ (النَّبَأَ الْعَظِيمَ وَالْإِمَامَ الْمُبِينَ) هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
وَلَهُمْ فِي مُعَادَاةِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ وَقَائِعُ مَشْهُورَةٌ وَكُتُبٌ مُصَنَّفَةٌ.
فَإِذَا كَانَتْ لَهُمْ مُكْنَةٌ سَفَكُوا دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ.
قَتَلُوا مَرَّةً الْحُجَّاجَ وَأَلْقَوْهُمْ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ!!
وَأَخَذُوا مَرَّةً الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَبَقِيَ عِنْدَهُمْ مُدَّةً.
وَقَتَلُوا مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَمَشَايِخِهِمْ مَا لَا يُحْصِي عَدَدَهُ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
مِنْ الْمَعْلُومِ عِنْدَنَا أَنَّ السَّوَاحِلَ الشَّامِيَّةَ إنَّمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهَا النَّصَارَى مِنْ جِهَتِهِمْ وَهُمْ دَائِمًا مَعَ كُلِّ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ؛ فَهُمْ مَعَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ فَتْحُ الْمُسْلِمِينَ لِلسَّوَاحِلِ وَانْقِهَارُ النَّصَارَى.
وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ.
وَمِنْ أَعْظَمِ أَعْيَادِهِمْ إذَا اسْتَوْلَى - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى - النَّصَارَى عَلَى ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ .
بِسَبَبِهِمْ اسْتَوْلَوْا –أي النصارى- عَلَى الْقُدْسِ الشَّرِيفِ وَغَيْرِهِ.
ثُمَّ إنَّ التَّتَارَ مَا دَخَلُوا بِلَادَ الْإِسْلَامِ وَقَتَلُوا خَلِيفَةَ بَغْدَادَ وَغَيْرَهُ مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ إلَّا بِمُعَاوَنَتِهِمْ وَمُؤَازَرَتِهِمْ.
لَهُمْ " أَلْقَابٌ " مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ منها:
«الْمَلَاحِدَةَ»، «الْقَرَامِطَةَ»، «الْبَاطِنِيَّةَ»، «الْإِسْمَاعِيلِيَّة»، «الْنُصَيْرِيَّة»، «الخرمية»، «الْمُحَمِّرَةَ»، وَهَذِهِ الْأَسْمَاءُ مِنْهَا مَا يَعُمُّهُمْ وَمِنْهَا مَا يَخُصُّ بَعْضَ أَصْنَافِهِمْ.
وَهُمْ كَمَا قَالَ الْعُلَمَاءُ فِيهِمْ: ظَاهِرُ مَذْهَبِهِمْ الرَّفْضُ وَبَاطِنُهُ الْكُفْرُ الْمَحْضُ.
حَقِيقَةُ أَمْرِهِمْ:
لَا يُؤْمِنُونَ بِنَبِيِّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ.
وَلَا بِشَيْءِ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةِ.
وَلَا يُقِرُّونَ بِأَنَّ لِلْعَالَمِ خَالِقًا خَلَقَهُ.
وَلَا بِأَنَّ لَهُ دِينًا أَمَرَ بِهِ.
وَلَا أَنَّ لَهُ دَارًا يَجْزِي النَّاسَ فِيهَا عَلَى أَعْمَالِهِمْ غَيْرَ هَذِهِ الدَّارِ.
وَهُمْ تَارَةً يَبْنُونَ قَوْلَهُمْ عَلَى مَذَاهِبِ الْفَلَاسِفَةِ الطَّبِيعِيِّينَ أَوْ الإلهيين.
وَتَارَةً يَبْنُونَهُ عَلَى قَوْلِ الْمَجُوسِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ النُّورَ.
أَصْحَابُ " رَسَائِلِ إخْوَانِ الصَّفَا " وَنَحْوُهُمْ مِنْ أَئِمَّتِهِمْ.
دَخَلَ كَثِيرٌ مِنْ بَاطِلِهِمْ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَرَاجَ عَلَيْهِمْ حَتَّى صَارَ ذَلِكَ فِي كُتُبِ طَوَائِفَ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْعِلْمِ وَالدِّينِ. وَإِنْ كَانُوا لَا يُوَافِقُونَهُمْ عَلَى أَصْلِ كُفْرِهِمْ.
دَعْوَتِهِمْ الْمَلْعُونَةِ يُسَمُّونَهَا " الدَّعْوَةَ الْهَادِيَةَ " ولها دَرَجَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ.
وَيُسَمُّونَ النِّهَايَةَ " الْبَلَاغَ الْأَكْبَرَ وَالنَّامُوسَ الْأَعْظَمَ ".
وَمَضْمُونُ الْبَلَاغِ الْأَكْبَرِ جَحْدُ الْخَالِقِ تَعَالَى؛ وَالِاسْتِهْزَاءُ بِهِ وَبِمَنْ يُقِرُّ بِهِ. حَتَّى قَدْ يَكْتُبُ أَحَدُهُمْ اسْمَ اللَّهِ فِي أَسْفَلِ رِجْلِهِ.
وَفِيهِ أَيْضًا جَحْدُ شَرَائِعِهِ وَدِينِهِ وَمَا جَاءَ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ. وَدَعْوَى أَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ جِنْسِهِمْ طَالِبِينَ لِلرِّئَاسَةِ فَمِنْهُمْ مِنْ أَحْسَنَ فِي طَلَبِهَا وَمِنْهُمْ مَنْ أَسَاءَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى قُتِلَ وَيَجْعَلُونَ مُحَمَّدًا وَمُوسَى مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ وَيَجْعَلُونَ الْمَسِيحَ مِنْ الْقِسْمِ الثَّانِي.
وَفِيهِ مِنْ الِاسْتِهْزَاءِ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَمِنْ تَحْلِيلِ نِكَاحِ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ وَسَائِرِ الْفَوَاحِشِ: مَا يَطُولُ وَصْفُهُ.
وَلَهُمْ إشَارَاتٌ وَمُخَاطَبَاتٌ يَعْرِفُ بِهَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
وَهُمْ إذَا كَانُوا فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ الَّتِي يَكْثُرُ فِيهَا أَهْلُ الْإِيمَانِ فَقَدْ يَخْفَوْنَ عَلَى مَنْ لَا يَعْرِفُهُمْ وَأَمَّا إذَا كَثُرُوا فَإِنَّهُ يَعْرِفُهُمْ عَامَّةُ النَّاسِ فَضْلًا عَنْ خَاصَّتِهِمْ.
اتَّفَقَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ لَا تَجُوزُ مُنَاكَحَتُهُمْ؛ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ مَوْلَاتِهِ مِنْهُمْ وَلَا يَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ امْرَأَةً.
وَلَا تُبَاحُ ذَبَائِحُهُمْ.
وَأَوَانِيَهُمْ لَا تُسْتَعْمَلُ إلَّا بَعْدَ غَسْلِهَا.
وذَبَائِحَهُمْ مَيْتَةٌ .
وَلَا يَجُوزُ دَفْنُهُمْ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ.
وَلَا يُصَلَّى عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ.
وَاسْتِخْدَامُ مِثْلِ هَؤُلَاءِ فِي ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ حُصُونِهِمْ أَوْ جُنْدِهِمْ مِنْ الْكَبَائِرِ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَسْتَخْدِمُ الذِّئَابَ لِرَعْيِ الْغَنَمِ.
وَهُمْ مِنْ أَغَشِّ النَّاسِ لِلْمُسْلِمِينَ وَلِوُلَاةِ أُمُورِهِمْ.
وَهُمْ أَحْرَصُ النَّاسِ عَلَى فَسَادِ الْمَمْلَكَةِ وَالدَّوْلَةِ.
وَهُمْ شَرٌّ مِنْ الْمُخَامِرِ الَّذِي يَكُونُ فِي الْعَسْكَرِ.
وَهُمْ أَحْرَصُ النَّاسِ عَلَى تَسْلِيمِ الْحُصُونِ إلَى عَدُوِّ الْمُسْلِمِينَ وَعَلَى إفْسَادِ الْجُنْدِ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ وَإِخْرَاجِهِمْ عَنْ طَاعَتِهِ.
وَالْوَاجِبُ عَلَى وُلَاةِ الْأُمُورِ قَطْعُهُمْ مِنْ دَوَاوِينِ الْمُقَاتِلَةِ فَلَا يُتْرَكُونَ فِي ثَغْرٍ وَلَا فِي غَيْرِ ثَغْرٍ.
وأَصْلَ مَذْهَبِهِمْ التَّقِيَّةُ وَكِتْمَانُ أَمْرِهِمْ.
ولَا يُتْرَكُونَ مُجْتَمِعِينَ وَلَا يُمَكَّنُونَ مِنْ حَمْلِ السِّلَاحِ وَلَا أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُقَاتِلَةِ.
وَلَا رَيْبَ أَنَّ جِهَادَ هَؤُلَاءِ وَإِقَامَةَ الْحُدُودِ عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّاعَاتِ وَأَكْبَرِ الْوَاجِبَاتِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ جِهَادِ مَنْ لَا يُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ؛ فَإِنَّ جِهَادَ هَؤُلَاءِ مِنْ جِنْسِ جِهَادِ الْمُرْتَدِّينَ .
وَضَرَرُهُمْ فِي الدِّينِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ الْمُحَارِبِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ.
وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِ أَنْ يَكْتُمَ مَا يَعْرِفُهُ مِنْ أَخْبَارِهِمْ؛ بَلْ يُفْشِيهَا وَيُظْهِرُهَا لِيَعْرِفَ الْمُسْلِمُونَ حَقِيقَةَ حَالِهِمْ وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِ أَنْ يُعَاوِنَهُمْ عَلَى بَقَائِهِمْ فِي الْجُنْدِ والمستخدمين وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِ السُّكُوتُ عَنْ الْقِيَامِ عَلَيْهِمْ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ.
وَالْمُعَاوِنُ عَلَى كَفِّ شَرِّهِمْ وَهِدَايَتِهِمْ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَاتُهُ وَسَلَامُهُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ».
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتب:
أبو موسى الأردني
أحمد بن عياش بن موسى الغرايبة
-غفر الله له ولوالديه-
آمين
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=126644
لا يغلب عُسر يسرين
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/477) قال: أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلّي، نا أبو يوسف محمد بن سفيان، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة الأصبحي، قال سمعت ابن المبارك، عن هشام بن سعد قال سمعت زيد بن أسلم يذكر عن أبيه قال:
بلغ عمر بن الخطاب أن أبا عبيدة حُصر بالشام وتألب عليه العدو فكتب إليه عمر:" سلام، أما بعد فإنه مهما نزل بعبد مؤمن من منزلة شدة، إلا جعل الله تبارك وتعالى بعدها فرجًا، وأن لا يغلب عُسر يسرين، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.أهـ
قال ابن العربي في القبس: وأما حديث عمر: مهما ينزل بعبد مؤمن. إلى آخره، فكلام صحيح فصيح، لا تنزل بعد شدة إلا فرجها الله تعالى؛ إما بزوالها؛ وإما بأفضل من ذلك، وهو لقاء الله تعالى عند الموت. وأما قوله: ولن يغلب عسر يسرين. فإنها فصاحة عربية؛ لأن الله عزّ وجلّ ذكر العسر مرتين بصيغة التعريف، فالأول هو الثاني، وذكر اليسر مرتين بصيغة التنكير، فالثاني غير الأول، حَسَبَ ما تقتضيه اللغة العربيةُ.أهـ
بلغ عمر بن الخطاب أن أبا عبيدة حُصر بالشام وتألب عليه العدو فكتب إليه عمر:" سلام، أما بعد فإنه مهما نزل بعبد مؤمن من منزلة شدة، إلا جعل الله تبارك وتعالى بعدها فرجًا، وأن لا يغلب عُسر يسرين، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.أهـ
قال ابن العربي في القبس: وأما حديث عمر: مهما ينزل بعبد مؤمن. إلى آخره، فكلام صحيح فصيح، لا تنزل بعد شدة إلا فرجها الله تعالى؛ إما بزوالها؛ وإما بأفضل من ذلك، وهو لقاء الله تعالى عند الموت. وأما قوله: ولن يغلب عسر يسرين. فإنها فصاحة عربية؛ لأن الله عزّ وجلّ ذكر العسر مرتين بصيغة التعريف، فالأول هو الثاني، وذكر اليسر مرتين بصيغة التنكير، فالثاني غير الأول، حَسَبَ ما تقتضيه اللغة العربيةُ.أهـ
Tuesday, February 7, 2012
الجَمع الجلي للكـلام الذي يُدين الحلبي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد:
فقد تتبعت ما ينشره الحلبي في منتدياته المسماة كذبا وزورا بـ(كل السلفيين)، كما قرأت مجموعة كبيرة من ردود مَن يتعصبون له ولقواعده التي أحدثها ومنهجه الذي رسمه أخيرا ويسير عليه ويحارب أهل التوحيد والسنة من أجل فرضه عليهم وإرغامهم به، مخالفا ما كان عليه أيام العلماء الكبار : ومنهم الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ الذي يزعم الحلبي بأنه شيخه، لكنه منذ وفاته رأى أهل السنة كيف تحالف مع مجموعة من أهل البدع لحرب المنهج السلفي وأهله..
لا أطيل عليكم أيها الأحبة .. فهذه الأشياء أصبحت ـ عندكم ـ معلومة معروفة مشتهرة .
أقول : في موضوعي هذا الذي تقرأون حروفه .. أردت ـ ومن الله أستمد العون والتوفيق ـ أن أخصصه لنقل كلام الحلبي الذي فيه رد على كلامه الذي يقوله هذه الأيام ويؤيده عليه أنصاره ..
وأريده أن يكون تذكيرا له ..
ولكل متعصب له
الذي يُحب مَن أحبَه الحلبي
يُحب متى أحب الحلبي ،
ويُحب أين يُحب الحلبي ،
ويُحب كيفما يُحب الحلبي ..
يعني ..
يدور حيث دار الحلبي ويتلون كيفما تلون الحلبي
موضوعي هذا هو (عبرة) لكل معتبر ..
وخاصة مَن يدعي (عدم التقليد) ولكنه غارق إلى قمة رأسه في التقليد المذموم ..
آمُل أن يستفيق الحلبي ومَن معه من (سُكرهم)، و(تخذُرهم)
ويفكوا قيود السجن التي وضعوا أنفسهم فيها ..
قال الله تعالى : {وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين}
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : (( ... ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام مَن تبعَه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ))[رواه مسلم]
فال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : (اعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره وأن تنكر ما كنت تعرفه وإياك والتلون فإن دين الله واحد )
قال العلامة السعدي عند تفسيره لقول الله تعالى : { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو رَدُّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمتُه لاتبعتم الشيطانَ إلا قليلا}
قال كما في "تيسير الكريم الرحمن" : (وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى مَن هو أهلٌ لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدّم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ)
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بما نكتب، ويجعل ذلك في ميزان أعمالنا الصالحة، آمين.
كتب
أخوكم
أبوعبدالرحمن عبداللطيف السلفي
الجزائر : الخميس 17 شوال 1432هـ
وأدعكم مع أول نقل ... عنونته :
((01))
الحلبي يدافع عن الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ ويرد على مَن يتهمه بالغلو
وفيه ستقرأون وتسمعون كيف رد الحلبي على من اتهم الشيخ ربيعا ـ حفظه الله بالغلو والتغير والتبدل والانحراف ..
سئل الحلبي ـ هداه الله ـ : ما هو رأي الشيخ في الشيخ ربيع المدخلي والشيخ مقبل الوادعي ؟
الحلبي : مثلي لا يُسأل عنهما، هما يُسألان عني !
ثم سُئل بعده ما نصه : ما رأيكم فيمن يقول عن الشيخ ربيع أنه عنده غلو في مسألة الردود ؟
جواب الحلبي : هذا غير مقبول منه هذا القول وإن كُنت أريد أن أقول يُقبل منه هذا القول بالنسبة لغيره ممّن يُخالف الشيخ ربيعا، لأن الذين يُخالفون الشيخ ربيعا في العادة لا ينتقدون عليه أنه عنده غلو في الردود هذا انتقاد مقبول قد يكون له وجهة نظر وإن كانت باطلة ومردودة وغير مقبولة لمن له تلطفٌ في العبارة وانتقادٌ لا يرجع بالطعن على الشيخ ربيع ـ حفظه الله تعالى ـ ومع ذلك فإن الأمر كما قلتُ هذه تهمةٌ باطلة ومردودة بل إنني أقول كما قال شيخنا رحمه الله "والله لقد وفق الله لهذه الأمّة في هذا الزمن بالشيخ ربيع حتى يُبيِّن حقيقة ما عليه كثير من المنحرفين عن الحق، المخالفين لسنّة سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم؛ ولولا ما وفق الله إليه الشيخ ربيعا في مثل هذه الرّدود لكان كثير من الذين ردّ عليهم لا يزالون عند كثير من النّاس قادة وسادة ومفكرين وحركيين ومفسريين وكبراء ووو إلى آخر هذه الأمور.
الشيخ ربيع كما قال شيخنا فيه هو إمام في الجرح والتعديل في هذا العصر، وقال شيخنا ـ رحمه الله ـ فيه " لم أجد عليه غلطاً منهجيا فيما كتب"هذا ليس يعني بمعصوم هو ليس بمعصوم لا هو يقول عن نفسه بأنه معصوم ولسنا نحن نقول عنه أنه معصوم لكن عندما لا يكون من الإنسان غلط منهجي فإن هذا يدل على وضوحه وعلى ظهوره وعلى بيانه وعلى صلاحه وعلى استقامته أما أن يغلط في مسألة جزئية أو فرعية أو في تركيبة لغوية أو شيء من ذلك فهذا أمرٌ طبيعيّ لا ينجو أحد منه ممّن مسك قلما أو الّف كتابا)) [شريط سمعي مسجل بعنوان : (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله ) تسجيلات مجالس الهدى ـ الجزائرـ ، الوجه : ب ]
ولمن أحب سماع صوت الحلبي ومراجعة التفريغ ..
فهذا رابط يؤدي إلى المرغوب
http://www.4shared.c...jaq/HALABI.html
أما بعد:
فقد تتبعت ما ينشره الحلبي في منتدياته المسماة كذبا وزورا بـ(كل السلفيين)، كما قرأت مجموعة كبيرة من ردود مَن يتعصبون له ولقواعده التي أحدثها ومنهجه الذي رسمه أخيرا ويسير عليه ويحارب أهل التوحيد والسنة من أجل فرضه عليهم وإرغامهم به، مخالفا ما كان عليه أيام العلماء الكبار : ومنهم الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ الذي يزعم الحلبي بأنه شيخه، لكنه منذ وفاته رأى أهل السنة كيف تحالف مع مجموعة من أهل البدع لحرب المنهج السلفي وأهله..
لا أطيل عليكم أيها الأحبة .. فهذه الأشياء أصبحت ـ عندكم ـ معلومة معروفة مشتهرة .
أقول : في موضوعي هذا الذي تقرأون حروفه .. أردت ـ ومن الله أستمد العون والتوفيق ـ أن أخصصه لنقل كلام الحلبي الذي فيه رد على كلامه الذي يقوله هذه الأيام ويؤيده عليه أنصاره ..
وأريده أن يكون تذكيرا له ..
ولكل متعصب له
الذي يُحب مَن أحبَه الحلبي
يُحب متى أحب الحلبي ،
ويُحب أين يُحب الحلبي ،
ويُحب كيفما يُحب الحلبي ..
يعني ..
يدور حيث دار الحلبي ويتلون كيفما تلون الحلبي
موضوعي هذا هو (عبرة) لكل معتبر ..
وخاصة مَن يدعي (عدم التقليد) ولكنه غارق إلى قمة رأسه في التقليد المذموم ..
آمُل أن يستفيق الحلبي ومَن معه من (سُكرهم)، و(تخذُرهم)
ويفكوا قيود السجن التي وضعوا أنفسهم فيها ..
قال الله تعالى : {وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين}
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : (( ... ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام مَن تبعَه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ))[رواه مسلم]
فال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : (اعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره وأن تنكر ما كنت تعرفه وإياك والتلون فإن دين الله واحد )
قال العلامة السعدي عند تفسيره لقول الله تعالى : { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو رَدُّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمتُه لاتبعتم الشيطانَ إلا قليلا}
قال كما في "تيسير الكريم الرحمن" : (وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى مَن هو أهلٌ لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدّم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ)
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بما نكتب، ويجعل ذلك في ميزان أعمالنا الصالحة، آمين.
كتب
أخوكم
أبوعبدالرحمن عبداللطيف السلفي
الجزائر : الخميس 17 شوال 1432هـ
وأدعكم مع أول نقل ... عنونته :
((01))
الحلبي يدافع عن الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ ويرد على مَن يتهمه بالغلو
وفيه ستقرأون وتسمعون كيف رد الحلبي على من اتهم الشيخ ربيعا ـ حفظه الله بالغلو والتغير والتبدل والانحراف ..
سئل الحلبي ـ هداه الله ـ : ما هو رأي الشيخ في الشيخ ربيع المدخلي والشيخ مقبل الوادعي ؟
الحلبي : مثلي لا يُسأل عنهما، هما يُسألان عني !
ثم سُئل بعده ما نصه : ما رأيكم فيمن يقول عن الشيخ ربيع أنه عنده غلو في مسألة الردود ؟
جواب الحلبي : هذا غير مقبول منه هذا القول وإن كُنت أريد أن أقول يُقبل منه هذا القول بالنسبة لغيره ممّن يُخالف الشيخ ربيعا، لأن الذين يُخالفون الشيخ ربيعا في العادة لا ينتقدون عليه أنه عنده غلو في الردود هذا انتقاد مقبول قد يكون له وجهة نظر وإن كانت باطلة ومردودة وغير مقبولة لمن له تلطفٌ في العبارة وانتقادٌ لا يرجع بالطعن على الشيخ ربيع ـ حفظه الله تعالى ـ ومع ذلك فإن الأمر كما قلتُ هذه تهمةٌ باطلة ومردودة بل إنني أقول كما قال شيخنا رحمه الله "والله لقد وفق الله لهذه الأمّة في هذا الزمن بالشيخ ربيع حتى يُبيِّن حقيقة ما عليه كثير من المنحرفين عن الحق، المخالفين لسنّة سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم؛ ولولا ما وفق الله إليه الشيخ ربيعا في مثل هذه الرّدود لكان كثير من الذين ردّ عليهم لا يزالون عند كثير من النّاس قادة وسادة ومفكرين وحركيين ومفسريين وكبراء ووو إلى آخر هذه الأمور.
الشيخ ربيع كما قال شيخنا فيه هو إمام في الجرح والتعديل في هذا العصر، وقال شيخنا ـ رحمه الله ـ فيه " لم أجد عليه غلطاً منهجيا فيما كتب"هذا ليس يعني بمعصوم هو ليس بمعصوم لا هو يقول عن نفسه بأنه معصوم ولسنا نحن نقول عنه أنه معصوم لكن عندما لا يكون من الإنسان غلط منهجي فإن هذا يدل على وضوحه وعلى ظهوره وعلى بيانه وعلى صلاحه وعلى استقامته أما أن يغلط في مسألة جزئية أو فرعية أو في تركيبة لغوية أو شيء من ذلك فهذا أمرٌ طبيعيّ لا ينجو أحد منه ممّن مسك قلما أو الّف كتابا)) [شريط سمعي مسجل بعنوان : (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله ) تسجيلات مجالس الهدى ـ الجزائرـ ، الوجه : ب ]
ولمن أحب سماع صوت الحلبي ومراجعة التفريغ ..
فهذا رابط يؤدي إلى المرغوب
http://www.4shared.c...jaq/HALABI.html
Friday, February 3, 2012
Explanation of Aqeedah at-Tahaawiyyah
An Explanation of Aqeedah at-Tahaawiyyah
From the Works of Shaykh Saalih al-Fawzaan & Shaykh Saalih Aal ash-Shaykh
Translated By Abu ‘Iyaad Amjad Rafiq
http://www.learnaboutislam.co.uk/2011/02/13/explanation-of-aqeedah-at-tahaawiyyah/#.TyxuDMXtvvk
From the Works of Shaykh Saalih al-Fawzaan & Shaykh Saalih Aal ash-Shaykh
Translated By Abu ‘Iyaad Amjad Rafiq
http://www.learnaboutislam.co.uk/2011/02/13/explanation-of-aqeedah-at-tahaawiyyah/#.TyxuDMXtvvk
Wednesday, February 1, 2012
THE ART OF LYING
Spreading Mischief Through
THE ART OF LYING
Allaah's Messenger sallallaahu 'alayhi wa sallam said:
"Indeed truthfulness leads to piety and obedience and piety and obedience lead to Paradise. And a person continues to be truthful until he is recorded with Allaah as a truthful person. And indeed lying leads to wickedness and wickedness lead to the Fire. And a person continues to lie until he is recorded with Allaah as a liar." [Related by al-Bukhaaree (3/30) and Muslim (no.2607), from Ibn Mas'ood radiallaabu 'anhu.]
DESTROYING COMPREHENSIVE BROTHERHOOD
Shaykh al-Albaanee - hafidhahullaah - said in Fiqhul-Waaqi' (pp.13-14), whilst speaking about certain trials that have afflicted the Muslims, destroying their unity, weakening their resolve and splitting their ranks: "Part of this trial has struck at the root of the hearts of a great number of daa'ees (callers to Islaam) and students of knowledge, so that they have - regretfully - become divided between themselves. Some of them speaking ill of others, and the others criticising the remainder and refuting them. These rebuttals on their own, or these criticisms alone will neither harm the one refuting, nor the one refuted, since - with the people of justice - the truth is recognised by its light and its proofs, which is not the case with the people of blind-sectarianism and deviation. However, what will harm them is speech without knowledge, talking without restraint and speaking falsely about the servants of Allaah!"
THE ART OF LYING
Allaah's Messenger sallallaahu 'alayhi wa sallam said:
"Indeed truthfulness leads to piety and obedience and piety and obedience lead to Paradise. And a person continues to be truthful until he is recorded with Allaah as a truthful person. And indeed lying leads to wickedness and wickedness lead to the Fire. And a person continues to lie until he is recorded with Allaah as a liar." [Related by al-Bukhaaree (3/30) and Muslim (no.2607), from Ibn Mas'ood radiallaabu 'anhu.]
DESTROYING COMPREHENSIVE BROTHERHOOD
Shaykh al-Albaanee - hafidhahullaah - said in Fiqhul-Waaqi' (pp.13-14), whilst speaking about certain trials that have afflicted the Muslims, destroying their unity, weakening their resolve and splitting their ranks: "Part of this trial has struck at the root of the hearts of a great number of daa'ees (callers to Islaam) and students of knowledge, so that they have - regretfully - become divided between themselves. Some of them speaking ill of others, and the others criticising the remainder and refuting them. These rebuttals on their own, or these criticisms alone will neither harm the one refuting, nor the one refuted, since - with the people of justice - the truth is recognised by its light and its proofs, which is not the case with the people of blind-sectarianism and deviation. However, what will harm them is speech without knowledge, talking without restraint and speaking falsely about the servants of Allaah!"
Subscribe to:
Posts (Atom)