فائدة:
قال عبد الله بن محمد الضعيف – أحد أئمة السلف - : " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج " [رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح]
قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج: " والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك " [((هدي الساري)) ص (483) وانظر (( الإصابة )) عند ترجمة عمران بن حطّان]
قال الإمام الشاطبي في الاعتصام (2/736):
استشهاد الخوارج على كفر الحاكم بقوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة:44] وهذا الاستشهاد ليس وليد عصرنا، بل خوارج عصرنا رووه بالإسناد المتصل إلى شيوخهم الخوارج الأوّلين، الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه { تشابهت قلوبهم ...}
أخرج ابن وهب عن بُكير أنه سأل نافعاً: كيف راي ابن عمر في الحرورية (أي: الخوارج) ؟
قال: ( يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات أُنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين)
فسُّر سعيد بن جبير من ذلك، فقال: ( مما يتّبع الحرورية من المتشابه قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ ويقرنون معها: ﴿ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ فإذا رأو الإمام يحكم بغير الحق قالوا: قد كفر، ومن كفر عدل بربه؛ ومن عدل بربه فقد أشرك، فهذه الأمة مشركون. فيخرجون – أي:الحرورية – فيقتلون ما رأيت، لأنهم يتأولون هذه الآية ).
Tuesday, January 29, 2013
The Three Fundamental Principles in Maghribi Script
The following is a Algerian print of The Three Fundamental Principles by Muhammad ibn Abdul-wahhaab from 1351 a.h.
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=7705
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=7705
Tuesday, January 22, 2013
The Talmud's Stance on God A Masters thesis from Madinah University
http://www.iu.edu.sa/News/Pages/503.aspx
مناقشة رسالة علمية بعنوان التّلمود وموقفه من الإلهيات عرض ونقد
صورة الصفحة
محتوى الصفحة
التّلمود وموقفه من الإلهيّات
عرض ونقد
رِسَالَةٌ عِلمِيَّةٌ مُقَدَّمَةٌ لِنَيلِ دَرَجَةِ العَالِمِيَةِ العَالِيَةِ ( الدّكْتُورَاه)
إِعْدَادُ الطَّالِبِ:
أبو بكر محمّد ثانِي
إشراف فضيلة الأستاذ الدّكتور
سعود بن عبد العزيز الخلف
الأستاذ في قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية
و د/ ف. عبدالرّحيم
المشرف المساعد
العام الجامعي: 1428-1429هـ
مقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده وسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
والحمد الذي أرسل رسوله محمداً ‘صلى الله عليه وسلم’ بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، أكمل الله به الملة وأتم به النعمة ، وأنزل عليه الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ، لا يقبل الله من إنس ولا جن بعد بعثته ديناً إلا ما جاء به ‘صلى الله عليه وسلم’ ، ولا يسمع به يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن به إلا ولج النار خالداً فيها مخلدا( ) .
أما بعد ، فقد أرسل الله تعالى إلى الأمم السابقة رسلاً وأنزل معهم كتباً يبينون بها للأمم شريعته ويدلونهم على سبل نيل مرضاته، فقامت الأنبياء والرسل بالتبليغ حق القيام، فوضحوا لأقوامهم أن لا يستحق العبادة إلا الله ، وأن لا سبيل للنجاة إلا باتباع شريعة الله والاقتداء برسله .
وكانت بنو إسرائيل أكثر الأمم رسلاً وأنبياء( ) ، أرسل الله عز وجل إليهم نبيه موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنزل عليه التوراة التي فيها هدى ونور، وقد أخبرنا الله تعالى في القرآن ما أنعم به عليهم ، وأنه فضلهم على أهل زمانهم، وأنقذهم من أيدي أعدائهم الذين أذلوهم واستعبدوهم ، لكن القوم كذبوا أنبياء الله عز وجل ، وردوا دعوتهم ، بل وقتلوا فريقاً منهم وأهملوا ما أنزل الله من التوراة الموصوفة بالهدى والنور، فضيعوا جزءاً منها، وحرف علماؤهم أكثر ما بقي منها ، وكتبوا كتباً نسبوها إلى الله عز وجل، وقد أخبرنا الله تعالى عن صنيعهم هذا بأصدق تعبير , وأدق وصف ، وتوعدهم بالويل والنكال ، قال الله تعالى : { فَوَيْلٌ للَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتابَ بِأيديهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِمّاَ يَكْسِبُونَ} [البقرة :79] . وقال تعالى : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الكتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمونَ} [آل عمران : 78] .
وأشنع تحريفاتهم ما افتروه على الله تعالى وادعوا أنه أنزله على موسى عليه السلام وأعطاه إياه مما سموه توراة شفهية بإزاء التوراة المكتوبة ، وهي أقوالهم وتفاسيرهم المنحرفة للتوراة التي بأيديهم ، على ما فيها من تناقضات واضطرابات ، فزعموا أنها منزلة من عند الله تعالى على طور سيناء . وهذه الأقوال هي التي كتبوها وسموها المشناه والتلمود .
واستبدلوا هذه الكتب بما أنزل الله تعالى ، وصارت أكثر تأثيراً فيهم ، في معتقدهم عن الله تعالى ، وعن أنبيائه وملائكته وكتبه، وأشد تأثيراً فيهم في سلوكهم ومواقفهم تجاه غيرهم من الأمم . كما صار التلمود أكبر مرجع ديني لديهم، بل يعدونه أعظم من التوراة المكتوبة . والكتاب ليس موضوعاً لبيان العقائد أصالةً، بل هو مصدر يعتقد كتَّابُه أنه شرح للتوراة التي بأيديهم ، أوردوا فيه مناقشات علمائهم عبر القرون في تفسير شريتعهم في مسائل فقهية كثيرة من الطقوس والعبادات والمعاملات من بيع ونكاح وطلاق وزراعة وقضاء وغير ذلك، يتخلل كل ذلك كلام في العقائد تحدثوا فيه عن الله تعالى بوصفه بإثباتٍ مُتَلَطِّخٍ بالتشبيه والتمثيل ، ونسبوا إليه تعالى من النقائص والعيوب ما يتنزه عنه المخلوق المربوب .
وقد اخترت أن أكتب رسالة علمية تتعلق بهذا الكتاب أتقدم بها إلى قسم العقيدة بالجامعة الإٍسلامية بالمدينة المنورة لنيل شهادة العالِمية العالية الدكتواره في العقيدة ، أدرس فيها الجانب العقدي من العلوم التي أودعها اليهود في هذا السفر الكبير المتعلق فيه بالله عز وجل ، وجعلت عنوانها بـ : "التلمود وموقفه من الإلهيات – عرض ونقد" .
وليس المراد بالإلهيات ما اصطلح عليه أهل الكلام من تقسيم علوم العقائد إلى إلهياتٍ ونبواتٍ ومعادٍ ، وإنما المقصود العلوم المتعلقة بالله تعالى في باب ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .
ولم أقف على كتاب التلمود مترجماً إلى اللغة العربية ، لكنه ترجم إلى العديد من لغات العالم، منها الإنجليزية، فلذا بنيت هذا البحث على الترجمة الإنجليزية التي طبعت بمطبعة Soncino سنسينو اليهودية بلندن ، وهي ترجمة معتمدة من قبل اليهود ، قام بها مجموعة من علماء اليهود وباحثيهم ، وهي مكونة من سبعة عشر مجلداً بالإضافة إلى جزء واحد للفهارس . وقد وقفت على نسخة من هذه الترجمة في مكتبة قسم الاستشراق بكلية الدعوة لفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ، وهي الآن تابعة لجامعة طيبة بالمدينة المنورة ، وهي التي عملت عليها في هذا البحث .
أهمية الموضوع وأسباب اختياره
اخترت الكتابة في هذا الموضوع للأسباب التالية :
1.أن هذا الكتاب أوسع وأجمع كتاب حوى بين مجلداته الضخمة ما يمثل الأصول العقدية والمبادئ التشريعية لليهود.
2.أن اليهود يهتمون بهذا الكتاب أكثر من أي كتاب آخر حتى التوراة المحرّفة، بل يعدُّونه أعظم قداسة منها . ثم إن المتأمِّل في كلام الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم عن اليهود وأخلاقهم يجد أن أكبر مصدر لوجود تلك الأخلاق والتصرفات هو التلمود وأنه أعظم الكتب تأثيراً فيهم ، بل هو أظهر في ذلك من تأثير التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام حتى بعد تحريفها .
3.أن الدراسات عن هذا الكتاب باللغة العربية قليلة وشحيحة جداً . ثم إنه بجانب قلتها وندرتها، فإن كثيراً منها غير مؤصل، ولم تكن مأخوذة مباشرة من الكتاب، بل إن معظم من تكلم عن التلمود لم تقع عينه على نسخة واحدة منه . ثم إن تلك الدراسات لم تبرز الجانب الأهم – وهو الجانب العقدي مما يحتويه الكتاب - . وجل مَن كتب عن التلمود يقتصر على بيان خطورته على الأمم والشعوب غير اليهودية كما يتصف أسلوب كثير منهم بالخلو من منهج البحث العلمي وتغلب عليه العواطف ، الأمر الذي يبعدهم من الإنصاف في بعض مواقفهم من الكتاب ومن أهله . كما يركز بعضهم على ما فيه من سبٍ وشتمٍ للأنبياء وعلى وجه الخصوص المسيح عيسى بن مريم عليه السلام واعتقاد اليهود السيئ تجاه غير اليهود، الإضافة إلى إشارة يسيرة إلى بعض عقائدهم في الرب تعالى والأنبياء وغير ذلك . وهذا أدى إلى خفاء أهم ما يبرز حقيقة اليهود – وهو العقيدة - على كثير من الناس .
4.أن تخصيص دراسة جانب الإلهيات من كتاب التلمود إضافة متميزة في خدمة دراسة الأديان وخصوصاً ما يتعلق باليهود .
5.أن ما سطره الأحبار في هذا الكتاب يبرز بكل جلاء صدق ما حكى الله تعالى عن اليهود في القرآن ، فما من خصلة من خصال اليهود نبه الله تعالى عليها في كتابه إلا وهي واضحة في هذا الكتاب .
6.أن كتاب التلمود ليس في متناول أيدي الناس – بل حتى الباحثين – بسهولة .
7.هذا الكتاب لا يوجد له – حسب علمي – ترجمة إلى اللغة العربية، بل لم يعرفه القارئ أو الباحث العربي إلا من خلال ما كتبه غير اليهود عن الكتاب ، على قلّته لأن كل ما كتب أو غالبه نقل بالواسطة .
خطة البحث
يتكون البحث من مقدمة وتمهيد وأربعة أبواب وخاتمة وفهارس
أما المقدمة فقد بينتُ فيها أهمية الموضوع وسبب اختياري له ، وخطة البحث ومنهجي فيه.
وأما التمهيد فيشتمل على تعريف موجز باليهود وتاريخهم وبيان فرقهم ، وبيان تحريفهم لدينهم .
أما الباب الأول : فهو عن التعريف بكتاب التلمود وبيان مجمل عقائد اليهود فيه ، وفيه تمهيد وخمسة فصول :
وفي التمهيد بينتُ معنى التلمود
أما الفصل الأول ، في التعريف بالمشناه ، وفيه أربعة عشر مبحثاً :
المبحث الأول : تعريف المشناه
المبحث الثاني : تاريخ المشناه وقضية الروايات الشفوية
المبحث الثالث : أصل المشناه وكيفية جمعها .
المبحث الرابع : مرحلة السفوريم .
المبحث الخامس : طريقة المدراش
المبحث السادس : مرحلة الأزواج
المبحث السابع : عصر التنائيم
المبحث الثامن : تراجم وجهود رجال المشناه وواضعيها ، وفيه خمسة مطالب :
المطلب الأول : الجيل الأول
المطلب الثاني : الجيل الثاني .
المطلب الثالث : الجيل الثالث .
المطلب الرابع : الجيل الرابع
المطلب الخامس : الجيل الخامس .
المبحث التاسع : طريقة تدوين المشناه ومحتواها
المبحث العاشر : موارد المشناه ومصادرها
المبحث الحادي عشر : تاريخ تدوين المشناه
المبحث الثاني عشر : ترتيب المشناه وتقسيمها وبيان موضوعاتها .
المبحث الثالث عشر : نسخ المشناه والتعليقات عليها وترجماتها وطبعاتها ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : نسخ المشناه
المطلب الثاني : التعليقات على المشناه
المطلب الثالث : ترجمات المشناه
المطلب الرابع : طبعات المشناه
المبحث الرابع عشر : موقف الإسلام والمسلمين من المشناه
الفصل الثاني : التعريف بالجمارا (التلمود) وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف الجمارا (التلمود)
المبحث الثاني : التلمود الفلسطيني ، وفيه ستة مطالب :
المطلب الأول : أصل التلمود الفلسطيني
المطلب الثاني : رجاله ومعلموه
المطلب الثالث : محتواه ووصفه
المطلب الرابع : تحريره وتدوينه
المطلب الخامس : مصادره وموارده
المطلب السادس : نسخه وطبعاته وترجماته
المبحث الثالث : التلمود البابلي ، وفيه سبعة مطالب
المطلب الأول : أصل التلمود البابلي
المطلب الثاني : رجاله ومعلموه
المطلب الثالث : محتواه ووصفه
المطلب الرابع : تحريره وتدوينه
المطلب الخامس : مصادره وموارده
المطلب السادس : إضافات السبورائيم والجاؤونيم
المطلب السابع : نسخه وترجماته والتعليقات عليه
الفصل الثالث : مكانة التلمود وأثره في اليهود وطريقته وأسلوبه ، وفيه أربعة مباحث
المبحث الأول : مكانة التلمود لدى من يعظمه من اليهود
المبحث الثاني : النزاعات حوله وموقف فرق اليهود منه .
المبحث الثالث : أثر التلمود في اليهود
المبحث الرابع : طريقة التلمود وأسلوبه
الفصل الرابع : الدراسات العربية عنه ، والتعريف بالترجمة الإنجليزية ، وفيه مبحثان :
المبحث الأول : الكتابات باللغة العربية عن التلمود
المبحث الثاني : التعريف بالترجمة الإنجليزية التي أعتمد عليها
الفصل الخامس : مجمل عقائد اليهود في التلمود ، وفيه خمسة عشر مبحثاً
المبحث الأول : اعتقادهم في الله تعالى
المبحث الثاني اعتقادهم في الملائكة
البحث الثالث : اعتقادهم في الكتب المتنزلة
المبحث الرابع : اعتقادهم في الأنبياء والرسل
المبحث الخامس : اعتقادهم في اليوم الآخر
المبحث السادس : اعتقادهم في القضاء والقدر
المبحث السابع : اعتقادهم في مجيئ المسيح في المستقبل
المبحث الثامن : اعتقادهم في سائر الأمم
المبحث التاسع : اعتقادهم في العرب
المبحث العاشر : اعتقادهم في الهيكل
المبحث الحادي عشر : اعتقادهم في الغيب
المبحث الثاني عشر : تعظيمهم لأحبارهم
المبحث الثالث عشر : تعظيمهم للخمر
المبحث الرابع عشر : اعتقادهم في أرض إسرائيل
المبحث الخامس عشر : اعتقادهم في السبت
الباب الثاني : قول اليهود في ربوبية الله تعالى من خلال التلمود
وفيه تمهيد و فصلان
التمهيد : تقرير توحيد الله عزّ وجلّ في ربوبيته في الرسالات السماوية
الفصل الأول : إقرار اليهود بربوبية الله تعالى، وفيه ثلاثة مباحث
المبحث الأول : ربوبية الله تعالى للعالم
المبحث الثاني : إثبات خلق الله تعالى للعالم
المبحث الثالث : اعتقادهم في أن الله تعالى خالق آدم وحواء
الفصل الثاني : قدحهم في ربوبية الله عزّ وجلّ ، وفيه ثمانية مباحث
المبحث الأول : نسبة العجز والفقر إلى الله تعالى
المبحث الثاني : اعتقادهم بأن الله تعالى ربٌ خاص بإسرائيل
المبحث الثالث : اعتقادهم المنحرف في بدء الخلق
المبحث الرابع : اعتقادهم في أن الله يستشير بعض خلقه في التصرف في شؤون العالم
المبحث الخامس : نسبتهم التعب والإعياء إلى الله تعالى
المبحث السادس : قولهم بتأثير الكواكب في تدبير أمور الخلق
البحث السابع : نسبتهم الندم إلى الله تعالى على خلقه الناس
المبحث الثامن : شركهم في الربوبية
المبحث التاسع : اعتقادهم الحلول في حق الرب تعالى
المبحث العاشر : اعتقادهم أن الشمس والقمر اعترضتا على الرب تعالى
الباب الثالث : قول اليهود في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله في التلمود
وفيه تمهيد وفصلان :
التمهيد ، وفيه مسألتان
المسألة الأولى : بيان اتفاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على الإقرار بأسماء الله وصفاته
المسألة الثانية : عقيدة السلف الصالح في أسماء الله وصفاته .
الفصل الأول : بعض ما ورد في التلمود من الأسماء والصفات ، وفيه مبحثان
المبحث الأول : الأسماء الواردة في التلمود ، ومنها : الرب ، القدوس ، ملك الملوك ، ملك العالم ، الرحيم ، الاسم العظيم ، وغير ذلك .
المبحث الثاني : الصفات الإلهية الواردة في التلمود ، ومنها ، الرحمة ، والرضى، والكلام، الغضب ، اليد ، والوجه ، العينين ، والمحبة والعلوّ وأنه على العرش ، وله كرسي وأنه موضع القدمين، وغير ذلك .
الفصل الثاني : وصف اليهود الله تعالى بأوصاف النقص وتشبيههم إياه بخلقه مع بيان بطلانه ، وفيه تمهيد وثلاثة مباحث :
التمهيد : بيان مجمل قول اليهود في أسماء الله وصفاته ، وبيان مقصود اليهود بالإله أو الرب عند الإطلاق ، وحقيقته كما يصوره أحبارهم في التلمود .
المبحث الأول : وصفهم الله تعالى بالصفات المتعلقة بالذات ، وفيه اثنا عشر مطلباً:
المطلب الأول : نسبتهم الأبوّة والبنوّة لله تعالى
المطلب الثاني : نسبتهم دويّ الصوت لله تعالى
المطلب الثالث : بيان مرادهم بأن الله خلق الإنسان على صورته
المطلب الرابع : نسبتهم النسيان إلى الرب تعالى وبيان مرادهم به
المطلب الخامس : نسبتهم الجهل والبداء إلى الرب تعالى
المطلب السادس : اعتقادهم أن الرب تعالى يحل في الإنسان
المطلب السابع : اعتقادهم أن موسى أحيا الرب (أي أعاد نشاطه) بدعائه
المطلب الثامن : وصفهم الله تعالى بأنه "صخرة" .
المطلب التاسع : وصفهم الله تعالى بالنقص وأنه لا يقدر
المطلب العاشر : تشبيههم ملك الله تعالى بملك خلقه
المطلب الحادي عشر : إطلاقهم لفظ "الرَّجُل" على الرب تعالى
المطلب الثاني عشر : قولهم بأن الرب تعالى يشعر بالألم ويتحسر على معاناة عباده
المبحث الثاني : وصفهم الله تعالى بالأمور المتعلقة بأفعال الله ، وفيه ثمانية وعشرون مطلباً :
المطلب الأول : نسبتهم الزئير كزئير الأسد إلى الله تعالى عن قولهم
المطلب الثاني : وصفهم الله تعالى بأنه ينشد نشيد إسرائيل
المطلب الثالث : وصفهم الله تعالى بأنه "يدخل" معبدهم
المطلب الرابع : وصفهم بأنه تعالى يدعو أو يصلّي في بيت صلاته
المطلب الخامس : وصفهم إياه بأنه يهزّ رأسه تعالى عن قولهم
المطلب السادس : وصفهم الله تعالى بأنه تخاصم مع موسى
المطلب السابع : وصفهم الله تعالى بالضعف والحاجة
المطلب الثامن : نسبتهم البكاء إلى الله تعالى ، وأنه أخرج قطرات من الدموع، تعالى عن قولهم علواً كبيراً
المطلب التاسع : وصفهم إياه بتشبيك يديه والتنهد
المطلب العاشر : وصفهم إياه بأنه لف ساقيه من تحت العرش
المطلب الحادي عشر : وصفهم إياه بأنه تقاسم ذنوب بني إسرائيل هو وإسحاق عليه السلام .
المطلب الثاني عشر : نسبة تاج الملك له تعالى
المطلب الثالث عشر : ادعاؤهم بأن الرب اتّخذ خيمة
المطلب الرابع عشر : نسبتهم إلى الله تعالى أفعالا في الجنة لا تليق به تعالى
المطلب الخامس عشر : اعتقادهم أن الرب تعالى يقسم ساعات يومه ويخصص كل قسم لعمل معين ، ومن تلك الأعمال أنه يلعب بحيوان بحري
المطلب السادس عشر : تشبيه قضاء شمشون بقضاء الله تعالى وأنه دعي باسم الرب
المطلب السابع عشر : ادعاؤهم بأن الرب تعالى أخذ برداء يربعام وسأله أن يتوب .
المطلب الثامن عشر : نسبة التأسّف والقلق والتحسر والندم إلى الرب تعالى
المطلب التاسع عشر : اعتقادهم بأن الرب زار إبراهيم بعد ختانه .
المطلب العشرون : ادعاؤهم بأن موسى عليه السلام يتهم الرب تعالى بعدم احترام إسرائيل المطلب الحادي والعشرون : ادعاؤهم بأن الرب وقف جنب جدارٍ
المطلب الثاني والعشرون : ادعاؤهم بأن الرب دخل مدينة القدس التي في السماء والتي في الأرض .
المطلب الثالث والعشرون : ادعاؤهم بأن الرب قدّم شكوى ضدّ كروش
المطلب الرابع والعشرون : ادعاؤهم بأن الرب وقف معهم عند قراءتهم التوراة ويشاركهم في مناقشة المسائل ودراسة التلمود
المطلب الخامس والعشرون : اعتقادهم أن الرب تعالى يشاركهم في مناقشاتهم ويرجح حكماً فيردون قوله
المطلب السادس والعشرون : اعتقادهم بأن الرب يمشى في خيمة
المطلب السابع والعشرون : اعتقادهم بأن الرب يزور المرضى ويسليهم ويعزّيهم
المطلب الثامن والعشرون : نسبتهم النوم إلى الله تعالى
المبحث الثالث : مسائل متعلقة بالصفات ، وفيه خمسة مطالب
المطلب الأول : اعتقادهم في رؤية الله تعالى
المطلب الثاني : اعتقادهم في أن إبراهيم عليه السلام يجلس عن يمين الرب
المطلب الثالث : قولهم في عرش الرب تبارك وتعالى
المطلب الرابع : ادعاؤهم بأن الرب رُمِيَ – تعالى الله عن قولهم علوّاً كبيراً
المطلب الخامس : ادعاؤهم بأن بلعام يعلم جميع علم الرب ، وأنه يعرف متى يغضب الرب تعالى .
الباب الرابع : قول اليهود في ألوهية الله تعالى وعبادته في كتاب التلمود
وفيه تمهيد وفصلان
التمهيد في بيان أن الرسل عليهم الصلاة والسلام دعوا إلى توحيد الألوهية وحذروا من الشرك .
الفصل الأول : مفهوم الألوهية والعبادة عند اليهود ، وعرض شيء من نصوص التلمود التي تحث على عبادة إله واحد ، وفيه ثلاثة مباحث
المبحث الأول : مفهوم الألوهية والعبادة عند اليهود
المبحث الثاني : بعض نصوص التلمود التي تحث على عبادة إله واحد وتحذر من الشرك
المبحث الثالث : موقفهم من عبادة الأصنام ، وفيه مطلبان :
المطلب الأول : ذمهم الشديد لعبادة الأصنام
المطلب الثاني : حكم عباد الأصنام عندهم
الفصل الثاني : وقوع الشرك في اليهود ومظاهره ، وفيه ثمانية مباحث:
المبحث الأول : مفهوم الشرك عندهم ووقوعهم فيه
المبحث الثاني : تقربهم إلى الكواكب
المبحث الثالث : تقريبهم القربان لغير الله
المبحث الرابع : دعاؤهم الملائكة
المبحث الخامس : اعتقادهم في التطير والعرافة وخرافات شركية أخرى
المبحث السادس : توسلهم بالأنبياء
المبحث السابع : تعليق التمائم
المبحث الثامن : موقفهم من السحر
الخاتمة ، وفيها ذكر النتائج التي توصلت إليها في البحث .
الفهارس : وهي كما يلي :
- فهرس الآيات القرآنية
- فهرس الأحاديث النبوية
- فهرس الآثار
- فهرس نصوص التناخ
- فهرس المصطلحات
- فهرس المصطلحات العبرية
- فهرس الملل والفرق والطوائف
- فهرس الأعلام والأشخاص
- فهرس الأماكن
- ثبت المراجع
- فهرس الموضوعات
خطوات العمل ومنهجي في هذا البحث :
1.قمت بقراءة كتاب التلمود كاملاً ، بجميع أجزائه ومجلداته السبعة عشر
2.الاعتماد في ذلك على الترجمة الإنجليزية لكتاب التلمود المطبوعة بلندن المشهورة عند اليهود بطبعة سنسينو ، قام بترجمته مجموعة من اليهود تحت إشراف وتحرير الحاخام الدكتور إسيدور إبشتاين ، عام 1961م .
3.استخرجت جميع ما يتعلق بالموضوع من أقوال أحبار اليهود في هذا الكتاب .
4.قمت بفرز تلك الأقوال على موضوعات الخطة المقدمة
5.قمت بترجمة هذه النصوص كلها من الإنجليزية إلى العربية .
6.عزوت الأقوال إلى مواضعها من كتاب التلمود، والعزو إلى التلمود يكون بذكر اسم السفر ورقم الورقة وحرف اللوحة في النسخة العبرية والآرامية الأصل حسب مخطوطة فيلنا المعتمدة ، فأقول مثلاً : التلمود ، سفر براكوت 35أ أو 35ب . وهذه طريقة الإحالة إلى التلمود عند اليهود ، فليست إشارة إلى مجلد وصفحة، بل إلى السفر ورقم الورقة في أصل المخطوط . ولكنني في بعض الأحيان أذكر مع ذلك رقم الصفحة في النسخة الإنجليزية التي بنيت عليها البحث ، فأقول مثلاً : التلمود ، سفر براكوت 35أ ، ص كذا... .
7.قمت بنقد الأقوال التي فيها خطأ وضلال ورددت عليها بأدلة ناصعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلام السلف الصالح ، ومن خلال إظهار ما يخالفها من كتب القوم ، خصوصاً التوراة التي بأيديهم . وهذا من باب إلزام القوم بما يلتزمون لا لأنها أدلة شرعية عندنا .
8.عزوت الآيات القرآنية إلى مواقعها من القرآن الكريم ، وهذا مدرج في متن الكتاب عقب نص الآية .
9.خرجتُ الأحاديث النبوية وبينت درجتها مع ذكر كلام أهل العلم عليها . وأكتفي في تخريج الأحاديث بذكر أرقامها .
10.جَرَيْتُ على تسمية كتب اليهود (التي يسميها النصارى العهد القديم) باسم "تناخ"، وهو الاسم الذي يطلق عليها اليهود، وهو اختصار لثلاث كلمات : "توراة" و"نبوئيم" و"كتوبيم" أي التوراة وكتب الأنبياء ، والكتابات أو الصحف، فلم أستعمل لفظ "العهد القديم" ولا "الكتاب المقدس"، وذلك أن اليهود لا يؤمنون بتقسيم ما يسمى الكتاب المقدس إلى عهد قديم وعهد جديد، فإن ذلك مصطلح نصراني ( ) . فإذا قلتُ "التناخ" فالمراد به جميع ما يطلق عليه العهد القديم بما فيه التوراة والنبوات والكتابات، أما إذا أطلقتُ التوراة فلا أقصد إلا الأسفار الخمسة الأولى من التناخ والتي يعتقد اليهود أنها أسفار موسى عليه السلام .
11.وكثيراً ما أقيد لفظ "التوراة" بقولي : التي بأيدي اليهود، وإذا أطلقتها دون تقييد فهي المرادة، ولا أعني التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام .
12.والعزو إلى نصوص التناخ يكون بذكر اسم السِفر ورقم الإصحاح ورقم الفقرة .
13.وضعتُ نصوص التناخ بين قوسين مزدوجين { } .
14.كتبتُ الكلمات العبرية المهمة الواردة في البحث بالحرفين العبري والعربي .
15.إذا قلتُ : "قال المترجم" فالمراد العالم اليهودي الذي قام بترجمة النص المتحدث عنه من التلمود من اللغتين العبرية والآرامية إلى الإنجليزية، وقد استفدت كثيراً من هؤلاء المترجمين في معرفة معاني النصوص لما قاموا به من تعليقات على هامش الترجمة الإنجليزية .
16.وتفادياً للتجني على القوم بنسبة ما لم يقولوه، أو بحمل كلامهم على أسوأ محمل إذا لم يكن واضحاً في ذلك ، حاولتُ في كل مسألةٍ أن أجدَ مِن الباحثين اليهود مَنْ فَهِمَ مِنَ النص التلمودي ما فهمتُ أنا ، وفيما لم أجد ذلك قمت بتوضيح الكلام على ما يدل عليه ظاهر اللفظ مع الابتعاد من إدخال شيء غير وارد في الأصل والاكتفاء بما هو أقرب إلى النص المترجم
17.كل ما في هذا البحث مما نُقِل من الإنجليزية إلى العربية فهو ترجمتي الخاصة، فإني – بحمد الله – أجيد اللغتين العربية والإنجليزية ، وقد حاولت أن تكون ترجمة حرة غير حرفية ، واهتممت بإبراز المعنى المراد من النصوص، لكن طبيعةَ كتاب التلمود وأسلوبَهُ المُعَقَّدَ أحياناً ، والركيكَ أحايينَ أخرى حالت دون تحقيق الكمال في ذلك . وقد قرأتُ رسالتي هذه كلَّها على شيخي المشرف المساعد الدكتور ف . عبد الرحيم الذي هو ضليع في اللغتين ، ومُلِمٌّ باللغة العِبْرية وغيرها من اللغات ، ومن ضمن ذلك ما ترجمته من التلمود . فما لحظه فيه من قصورٍ فإنه ينبهني عليه – جزاه الله خيراً .
18.جميع نصوص التناخ من التوراة والكتب الأخرى الواردة في البحث نقلتها بحروفها من النسخة العَرَبية ، ولم أتصرف فيها
19.أما نصوص التناخ الواردة في التلمود فلم أقم بترجمة شيء منها أيضاً ، وإنما اعتمدت في ذلك على النسخة العربية المترجمة من العِبرية من قبل النصارى البروتستانت ، فإنها هي المعتمدة لدى اليهود ، دون النسخة المترجمة من قبل الكاثوليك . وإذا حصل خلاف بين النسخة العَربية وما في التلمود فأقوم بترجمة ما في التلمود ثم أعود إلى النسخة العِبْرية المعتمدة لدى اليهود، وهي في مكتبة الشيخ الدكتور ف . عبد الرحيم وأراجعها معه، وأثبت في الهامش ما يظهر من فَرْقٍ بين النصين، مع إبقاء ما جاء في نص التلمود على ظاهره .
20.قمت بالترجمة للشخصيات الوارد ذكرهم في البحث ، عدا المشهورين منهم، أما رجال التلمود من التنائيم (علماء المشناه) والأمورائيم (علماء الجمارا) فقد خصصت لتراجِمهم مباحث خاصة .
21.قمت بالتعريف بالأماكن الواردة في البحث، وأرفقت الكلام على أهم مدن بابل وأهم مدن فلسطين في عصر التلمود بخريطتين لكلا البلدين .
22.كما قمت بالتعريف بالفرق والملل الواردة في البحث ، أما فرق اليهود فقد تحدثت عنها بإسهاب في التمهيد .
23.قمت بالتعريف بالكلمات الغريبة الواردة في البحث، وأكتفي في الإحالة على مصادر اللغة بذكر اسم الكتاب ومادة الكلمة . وإذا كانت الكلمة لها أصل في التناخ فأورد بيان معناها من كتاب "قاموس الكتاب المقدس" .
مصادر دراسة الموضوع
إن أهم مصدر في هذا الموضوع هو كتاب التلمود نفسه، وقد سبق ذكر أن الكتاب مكون من سبعة عشر مجلداً ، وأقل هذه المجلدات ما يكون في قرابة 800 صفحة . ويتكون الكتاب - كما سيأتي التعريف به – من 63 كتاباً أو سفراً .
أما المصادر المساعدة في الدراسة فقد حاولت الحصول على المعتمدة منها لدى الباحثين المتخصصين، وقد بحثت عبر مواقع الجامعات اليهودية على شبكة المعلومات (الإنترنت) وتعرفت على شيء منها ، واستطعت اقتناء مجموعة من أهمها ، وبعضها تعد من المقررات المفروضة على الطلاب المتخصصين في الدراسات التلمودية في تلك الجامعات، وأذكر على سبيل المثال :
أولاً : كتاب مقدمة للتعريف بالتلمود والمدراش :
Introduction to the Talmud and Midrash, H. L. Strack, Gunter Stemberger
وأصل الكتاب من تأليف العالم الألماني H. L. Strack ، (1848م – 1922م) أستاذ العهد القديم في جامعة برلين ، كان من النصارى البروتستانت النشطين في مجال التنصير في أوساط اليهود ، وقد ذُكر في مقدمة الكتاب أن شتراك فتح في ذلك الوقت معهداً سماه Institutum Judaicum (المعهد اليهودي) لشدة حرصه على دعوة اليهود، ومن ثم تحول إلى الدراسات اليهودية . وذكروا أنه لم يمنعه مبدأه التنصيري من الدفاع عن اليهود والمنافحة عنهم خصوصاً في أيام ما يسمى معاداة السامية السائدة في أيامه . كما اعترف شتنبرجر أن شتراك كان موضوعياً وغير منحاز في دراساته عن اليهودية . وفي تلك الظروف كتب كتابه المسمى Introduction to the Talmud ، وهو أول كتاب في الموضوع في اللغات المعاصرة . وقد توالت الدراسات والتعليقات على هذا الكتاب من قبل كبار اليهود وتلقوه بقبول تام واستحسنوا تدريسه في معاهدهم وجامعاتهم . وكان الكتاب باللغة الألمانية، ثم في عام 1931م تولى طباعة ترجمته الإنجليزية المؤتمرُ المركزي لحاخامات أمريكا ، ثم توالت طبعاته عدة مرات بالإنجليزية .
ثم قام عالم يهودي متخصص في الدراسات التلمودية وهو Gunter Stemberger بإعادة صياغة الكتاب وإضافة العديد من المواضيع الضرورية لتطويره وجعله مناسباً للدراسات التلمودية المعاصرة، وكان ستنبرجر قد قام بعمله هذا في اللغة الألمانية ، وهذه الطبعة عبارة عن الطبعة الثامنة للنسخة الألمانية ، قام بترجمتها Markus Bockmuehl (مركوس بوكموئيل) إلى اللغة الإنجليزية عام 1996م .
وقد أطبقت المؤسسات اليهودية الحاخامية على الثناء على هذا الكتاب وعَدِّه مصدراً أساساً للدراسات التلمودية . وقد اعتمدت عليه في دراستي عن التلمود بصفة كبيرة ، ويلحظ القارئ أنني سرت على الإحالة عليه بذكر اسم الشخصين معاً كما وجدت كثيراً من الدارسين اليهود يفعلون في دراساتهم فيقال : Strack and Stemberger ، أي ستراك وستنبرجر، إذ لا يمكن التمييز بين ما كتبه ستراك وما أضافه ستنبرجر إلى الكتاب الأصل. ويتميز هذا الكتاب بتناول المسائل بالبحث العلمي بدون تعصب ولا انحياز، فهو يدرس كل مسألة بذكر ما لليهودية الحاخامية وما عليها معتمداً على المنهج العلمي المتعارف عليه لدى الغربيين عموماً . وقد اقتنيتُ نسخة من هذا الكتاب .
ثانياً : كتاب :
A History of Jewish Literature, Meyer Waxman
وهذا أحد الكتب المهمة التي درست الأدبيات اليهودية عموماً والحاخامية على وجه الخصوص، وهو عبارة عن سرد لجميع ما كتبه اليهود عبر التاريخ في جميع المجالات – الفقهية منها والفلسفية والتفسيرية واللغوية وغيرها . والكتاب في خمسة مجلدات كبار باللغة الإنجليزية، وقد أسهب مؤلفه في جزئه الأول في الكلام على نشأة التلمود بدأ بالمشناه وتاريخ كتابتها وطبقات معلميها . وقد استفدت منه كثيراً في معرفة جهود اليهود عبر التاريخ في الكتابة عن دينهم . وقد وقفت على هذا الكتاب في مكتبة قسم الاستشراق بجامعة طيبة .
ثالثاً : كتاب :
Everyman"s Talmud, Abraham Cohen
وهذا أهم ما كتب في بيان ملخص ما في التلمود في العقائد والشرائع والطقوس ، وقد تناول لأول مرة مسألة ما يعتقده اليهود في الله تعالى ، من الإيمان بوحدانيته ، وعلمه ، وعدله ورحمته وشيء مفصل عن أسمائه وصفاته، وفي خلقه للعالم ، والكلام على الملائكة وشعب إسرائيل وغيرها معتمداً في كل ذلك على ما قالته حاخامات التلمود والمدراش .
وقد استفدت منه في فهمي لنصوص التلمود التي أوردتها في هذا البحث، فإنه قد بين مراد الحاخامات في جميع الأقوال . وهو أول عمل موضوع على ترتيب المواضيع في شأن التلمود كما ذكر ذلك العالم المتخصص في الدراسات التلمودية Jacob Neusner في مقدمة الكتاب .
رابعاً : دائرة المعارف اليهودية ، وهذه من أهم ما اعتمدت عليه في معرفة عقائد اليهود في مسائل كثيرة جداً . وقد عملت على نسختين مختلفتين منها ، كلتاهما باللغة الإنجليزية، الأولى تسمى Jewish Encyclopedia ، وهي أقدم وأشمل موسوعة يهودية قام اليهود بكتابتها ، صدرت لأول مرة عام 1905-1906م ، وهي موجودة كاملة على الإنترنت يتمكن الباحثون من البحث فيها مجاناً . وقد ذكر القائمون على الموقع بأن الموسوعة كاملة بجميع نصوصها ولم يحذف منها شيء .
والثانية هي التي تسمى Encyclopaedia Judaica المطبوعة في القدس عام 1972م ويوجد منها نسخة كاملة في سبعة عشر مجلداً كباراً في مكتبة قسم الاستشراق بجامعة طيبة، وقد تمكنت من نقل كل ما يتعلق بهذا البحث منها بحمد الله. وهذه تختلف من حيث الحجم والمادة عن الأولى ، بل ويختلف فيها الباحثون الذين كتبوا موادها .
وللتمييز بين الموسوعتين اصطلحت على تسمية الأولى بـ "الموسوعة اليهودية" ، والثانية باسمها الحقيقي Encyclopaedia Judaica ، لذلك أحيل عليها بذكر الصفحة والمجلد أحياناً، أما الإحالة في الأولى فأكتفي بذكر المادة .
خامساً : في ترجمة رجال التلمود اعتمدت على كتاب :
Masters of the Talmud, Their Lives and Views, Alfred J. Kolatch
وقد قام المؤلف بتوفير ترجمة وافية لكل من ورد له ذكر في التلمود من الحاخامات سواء منهم التنائيم أم الأمورائيم ممن له كلام في المشناه والتلمود . ويلحظ أن مصدره الأول والأخير في ترجمة هؤلاء هو التلمود نفسه فلا يكاد يخرج منه إلا قليلاً جداً .
هذا ، وهناك بحوث متخصصة نزَّلتها من الإنترنت ساعدتني كثيراً - ولله الحمد – في جمع مادة هذا البحث ، وستظهر قائمة بها ضمن ثبت المصادر والمراجع .
هذا ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
شكر وتقدير
الحمد لله أولاً وآخراً ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم لك الحمد والشكر على ما أنعمت به علي ، وأعظم ذلك نعمة الهداية إلى دينك والسير على سنة نبيك محمد ‘صلى الله عليه وسلم’ واتباع منهج من قضيت في حقهم بالرضى والغفران . وأحمدك يا رب على أن سلكتَ بي مسلك طلب العلم، والانتساب إلى هذا الصرح العلمي .
ثم أتقدم بالشكر الجزيل إلى حكومة المملكة العربية السعودية ممثَّلَةً في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على ما سهلت لي من جميع الوسائل المتاحة من يوم قبولي للدراسة فيها إلى ساعتي هذه ، ومن حسن الرعاية والتربية وفوق كل ذلك على أن كانت السبب في إخراجي من ظلمة الجهل .
كما أتقدم بالشكر إلى شيخي وأستاذي فضيلة الأستاذ الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف المشرف على هذه الرسالة ، على ما أولاني من رعاية كريمة وتعامل راقٍ وخلق فاضل ، وكرم جمٍ ، ثم على العناية الخاصة بهذا البحث ، فهو – جزاه الله خيراً – صاحب فكرته ، أشار علي بالكتابة فيه ، وقام توجيهي في إتقانه ، فإليه بعد الله تعالى الفضل على ظهوره بصورة مرضية ، بحكم خبرته الطويلة في هذا المجال ، فقد قام بمتابعة دقيقة حرصاً على إتقان هذا البحث، كما أن لتوجيهاته وإدلائه بآرائه السديدة أثراً كبيراً في تقييم صياغة البحث . ومكتبته مفتوحة لدي في كل ساعة ، إضافة إلى ما قام به من شراء شيء من مراجع البحث . فجزاه الله كل خير . وأتوجه إليه بشكر خاص على مواقفه الفاضلة والكريمة في وقت تبقى فيه تلك المواقفُ في الذهن خالدةً، فأسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ، وأن يبارك له في أهله وأولاده ، ويرحم والديه ويمتّع بحياته، وأن يقف الله معه في جميع ظروفه .
وأتقدم بالشكر الجزيل والخالص لشيخي وأستاذي فضيلة الشيخ الدكتور ف. عبد الرحيم المشرف المساعد على هذه الرسالة على قبوله الإشراف عليها ، وعلى ما أسدى إلي من اهتمام وتوجيهات مخلصة لها الأثر الكبير في إتقان هذا البحث، فلم يضن علي بإرشاد وتوجيه وتنبيه ومتابعة دائمة، فلا تمر به فائدة تخص البحث إلا دلني عليها، فله مني الشكر ومن الله أرجو له المثوبة ، وكم سعى في التأكد من صحة كلمة أوردها في هذا البحث فيفتش بين معجم عبري وآخر إنجليزي حرصاً منه على صحة تعبير أو صلاحية استخدام مصطلح ، فأسأل الله تبارك وتعالى أن يمتعه بصحته وعافيته وأن يطيل عمره في الأعمال الصالحة وإفادة الأمة .
كما أتقدم بخالص الشكر إلى فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصل بن عبد الكريم العقل أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صابر بن عبد الرحمن طُعَيمة أستاذ العقيدة والأديان وعضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة ، وفضيلة الشيخ الدكتور محمود بن عبد الرحمن قدح أستاذ العقيدة المشارك بالجامعة الإسلامية على قبول مناقشة هذه الرسالة على كثرة أعمالهم وثقل المسؤوليات المناطة بهم ، فأسأل الله تعالى أن يجزيهم عني خير الجزاء ويوفقهم لخير الدنيا والآخرة .
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى قسم الاستشراق بفرع المدينة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ، والتابعة الآن لجامعة طيبة ، على تعاونهم بالسماح لي باستخدام مكتبتهم الثرية والغنية بالمراجع المفيدة والتي لولا فضل الله تعالى ثم وجود هذه المكتبة لما تكمنت من كتابة هذا البحث ، إذ هي المكتبة الوحيدة في الشرق الأوسط كله التي تضم تلك المراجع الخاصة ، وخصوصاً كتاب التلمود الذي كتبتُ فيه، بل إن فكرة هذا البحث انطلقت من اطلاع شيخي الأستاذ الدكتور سعود الخلف على كتاب التلمود في تلك المكتبة ، ومن ثم أشار على بالكتابة فيه ، وأخص بالذكر من مسؤولي هذه الكلية فضيلة الشيخ الدكتور حميد الحميد رئيس قسم الاستشراق سابقاً ووكيل الكلية حالياً، وفضيلة الدكتور مُسَلَّم بن محمد عِليوة حميد أستاذ مساعد تربية وعلم النفس والقائم على المكتبة، فلهما الفضل بعد الله تعالى في تمكيني من الاطلاع على التلمود بخاصة وعلى سائر ما تضمه المكتبة من المراجع النادرة والمهمة في هذا البحث، فلولا توفيق الله تعالى ثم تعاونهما معي بصفة خاصة لما تكمنت من كتابة هذا البحث، فأسأل الله تعالى أن يجزل لهما المثوبة.
ثم أتوجه بشكر خاص لكل من فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي ، وفضيلة الدكتور محمد بن عبد الله زربان الغامدي ، وفضيلة الشيخ الدكتور فهد بن ضيوان السحيمي، وفضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن سالم السحيمي على مواقفهم الخاصة معي والتي لها أثر في إنجاز عملي هذا، أسأل الله تعالى أن يجزيهم خيراً وأن يبارك لهم في أعمارهم وفي عقبهم . كما أشكر شيخي فضيلة الشيخ الدكتور محمود بن عبد الرحمن قدح على تشجيعه وحرصه ومتابعة أخبار هذا البحث ، ثم إعارتي شيئاً من المراجع المهمة كما أشكره شكراً خاصاً على موقفه الخاص معي ، جزاه الله خيراً وبارك في عمره.
وأشكر جميع زملائي طلاب الدراسات العليا من نيجيريا الذين وقفوا معي وقفة الإخوة المخلصين ، وساندوني بجميع أنواع المساندة والتعاون ، وأخص منهم الأخ جميل محمد سادس ، وغيره ممن لا يحمل المقام سرد أسمائهم ، كما أشكر بصفة خاصة الأخ هود برادفورد الطالب بقسم الفقه الذي ساعدني على الحصول على بعض البحوث الخاصة المتعلقة بهذا البحث من قبل باحثين يهود متخصصين في جامعات الغرب ، والتي لها الأثر الكبير في تناول مواضيع البحث .
وأخيراً أشكر أهلي وأولادي على صبرهم طوال مدة كتابة هذا البحث . أسأل الله تعالى أن يبارك فيهم وأن يقر عيني بهم ، وأن لا يريني الله تعالى فيهم أي مكروه ، ويجعلهم شعاء يستفيد بهم الإسلام والمسلمون .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
الخاتمة
الحمد لله على توفيقه ، والشكر له على تيسيره وإفضاله ، والصلاة والسلام على نبيهالمصطفى المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ، وبعد ،
فهذه أهم النتائج التي توصلتُ إليها في هذه الدراسة
1.يعتقد اليهود أن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام تلقى من عند الله تعالى على طور سيناء توراتين : مكتوبة ، وشفهية . وفكرة التوراة الشفهية فكرة مبتدعة جاء بها اليهود الفريسيون بعد هدم هيكلهم عام 70م ، لم يستطع اليهود إثبات صحتها.
2.التوراة الشفهية – كما يعتقد اليهود – هي جميع آراء أحبار اليهود فيما يرونه شرحاً للتوراة المكتوبة، فكل ما نقل عنهم من أحكام أو أقوال على ما فيها من تناقضات ومخالفات لنصوص التوراة التي بأيديهم ، يعتقدون أنه من عند الله تعالى ، بل مما تلقاه موسى عليه السلام على طور سيناء . ويعتقدون أن هذه الأقوال نقلت عن طريق الروايات الشفهية ، علمها موسى عليه السلام لهارون ، والشيوخ ومن الشيوخ إلى الأنبياء ثم إلى أعضاء المجمع الأكبر، ومنهم إلى الكتبة ثم إلى الأزواج ثم إلى التنائيم ثم إلى الأمورائيم فيما عرف باسم المشناه والتلمود والمدراشات . وكل هذا ادعاء لا يسانده دليل
3.التلمود اسم يطلقه اليهود على شروح حاخامات فلسطين والعراق على نصوص المشناه التي يعتقدون أن عالمهم يهوذا هناسي جمعها . ويسمون شرح الفلسطينيين تلمود فلسطين ، وشرح العراقيين تلمود بابل .
4.اتكأ اليهود على مبدء الروايات الشفهية لتحريف دين الله تعالى الذي أنزله على موسى عليه الصلاة والسلام، فإن تشريعات الحاخامات تخالف كثيراً أحكام التوراة التي بأيدي القوم، وليس لها في التوراة أصل ، والذي له أصل نجد أن معظمه محرف عن طريق الحيل والتأويل الفاسد ، واستخدام طرق غريبة في الاستنباط .
5.التوراة التي بأيدي اليهود والتي بنوا عليها آراء التلمود ليست هي التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام ، لكن لا يزال فيها شيء مما أنزل الله لم يحرف .
6.يعتقد اليهود أن المشناه تم تحريرها على يد يهوذا هناسي عام 219 أو 220م ، ومن ثم واصلت الحاخامات شرحها إلى أن أوقفوا الزيادة عليه عام 500م ، وهذا ليس له دليل يثبته، فإن الباحثين المتخصصين من اليهود وغيرهم أثبتوا أن هناك زياداتٍ وإضافاتٍ أُدْخِلَتْ في التلمود البابلي خصوصاً إلى نهاية القرن الثامن الميلادي .
7.جاء عن النبي ‘صلى الله عليه وسلم’ أن اليهود كتبوا كتاباً اتبعوه وتركوا التوراة . كما جاء عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين التحذير من اتباع مشناة اليهود .
8.لم يستفد المسلمون في دينهم بشيء من تشريعات المشناه ولا التلمود، فالعلماء كانوا على علم بأنها كتب وضعت على خلاف التوراة ، وليست من عند الله تعالى ، كما أن المسلمين ليسوا بحاجة إلى شيء منها ، فإن ما عندهم من علم الوحي الصحيح عن الله عز وجل ورسوله ‘صلى الله عليه وسلم’ يغنيهم عن كل ما سواهما ، فليسوا بحاجة إلى مصدر آخر في دينهم والله الحمد .
9.إن حصول شيء من الاتفاق في بعض أخبار التوراة الموجودة بأيدي اليهود وقصصها أو شيء من نصوص المشناه والتلمود مع ما ورد عن الله عز وجل أو رسوله ‘صلى الله عليه وسلم’ إنما هو دليل على صدق نبوة نبينا محمد ‘صلى الله عليه وسلم’ فإنه كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، أوحى الله تعالى إليه كما أوحى إلى من سبقه ، فجاء بأخبار الأمم الماضية صدقاً وبصورة فيها تعظيم لمن سبقه من الأنبياء وإجلال لله تعالى، على خلاف ما في التوراة المحرفة والمشناه والتلمود من الطعن في الأنبياء والتصريح بهجر تشريعاتهم .
10.إن تاريخ كتابة المشناه والتلمود يفتقر إلى دليل وأصالة، فإن شيئاً منه لم يكتب إلا في نهاية القرن التاسع الميلادي – حسب ادعاء اليهود - حين بدأ اليهود القراؤون يسألون عن أصل تشريعات التلمود . فكل ما يذكر من تاريخ له إنما هو بناء على ما فُهِم من نصوص التلمود نفسها، ولا دليل من خارج التلمود يثبت صدق معلوماته .
11.وُجِدَ كتاب المشناه والتلمود على ما هو عليه في العصور المتأخرة ولا أحد يستطيع الجزم بتحديد آخرِ من حرره وكتبه، وكل ما يقال إنما هي تخمينات وظنون .
12.إن كثيراً من الرجال الذين ذكرت أقوالهم في المشناه والتلمود غير معروفين خصوصاً من ضمن أعضاء المجمع الأكبر وكذلك من يسمونهم الأزواج .
13.المشناه والتلمود لا يشبهان الحديث النبوي عندنا نحن المسلمين بوجه من الوجوه ، فإن الحديث النبوي نصوص منقولة بأسانيد صحيحة متصلة عن النبي ‘صلى الله عليه وسلم’ يذكر فيها أخباره وأقواله وأعماله في جميع مجالات الحياة ، ويقصد بها التأسي به ، أما المشناه والتلمود فليس فيها عزو الكلام لموسى عليه السلام ولا أفعاله كما أن اليهود لم يلتزموا بالتأسي بأقواله أو أفعاله عليه السلام، وإنما هي تشريعات من الحاخامات أنفسهم . بل يجد المرء في التلمود الطعن في موسى عليه السلام وإيذاءه، وهو أمر قد أخبرنا الله تعالى عنه في القرآن الكريم من مواقف اليهود معه عليه السلام .
14.إن المشناه والتلمود لم توضح شيئاً من مسائل العقيدة بصورة جلية ، بل إن الكلام على أركان الإيمان وأصول المعتقد لم تكن إلا على يد المتأخرين من علمائهم، على أن في المشناه والتلمود مسائل الإيمان الكثيرة ، فيؤمنون بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر لكن كل ذلك من حيث الجملة ، فإن في كل باب من هذه الأبواب اختلافات شديدة تمنع الجزم بقول على أنه هو النهائي عندهم .
15.في المشناه إجمال شديد ، فليس فيها شيء من ذكر الملائكة إطلاقاً، لكن في التلمود من شرح الحاخامات شيء من ذلك على ما فيه من طعون في حق الملائكة الكرام فقد نسب الحاخامات إليهم من الأمور ما لا يليق بمقامهم .
16.يصرح الحاخامات بأنه يجب على المرء الإيمان بأن التوراة منزلة من عند الله على طور سيناء ، فمن لم يؤمن بذلك فليس له حظ في الحياة القادمة . والكلام في الكتب عندهم يرتكز على ما بأيديهم فقط من التوراة وملحقاتها مما يسمونها كتب الأنبياء والكتابات، على أنهم إذا أطلقوا التوراة فإنهم يقصدون بها المكتوبة والشفهية المزعومة ، فالمشناه توراة والتلمود أيضاً توراة، وكل العلوم المتعلقة بالتوراة المكتوبة والمشناه والتلمود يسمى أيضاً توراة .
17.يؤمنون بالنبوة ويختلفون هل هي مكتسبة أو منة من الله تعالى ، وفي التلمود طعن شديد في الأنبياء ، وليس الأنبياء عندهم معصومين ، فينسبون إليهم ما لا يليق بمقام النبوة . وقد ورد في التلمود ثبوت كل ما ذكره الله تعالى من طعنهم في المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام على وجه الخصوص، من ادعاء أنه ابن زنا – حاشاه – ونسبته إلى السحر ، وإغواء بني إسرائيل ، وادعائهم أنهم قتلوه وغير ذلك . ويقول اليهود بأن النبوة خاصة بإسرائيل إلا في سبعة أشخاص استثنوا من غير بني إسرائيل . ويعتقدون بأن الأنبياء في بني إسرائيل ثمانية وأربعون ، منهم سبع نبيات .
18.اهتم الحاخامات بمسألة اليوم الآخر وإن كانوا يطلقون عليه غالباً اصطلاح الحياة القادمة، أما البعث فقد صرحوا به في عدة مواضع لكنه خاص عندهم ببعض الخلق دون بعض. أما التوراة التي بأيديهم فليس فيها ذكر البعث ولا الجنة والنار . وفي التلمود من ذكر الجنة الشيء الكثير وكذلك اسم جهنم . كما يؤمنون بالحساب والجزاء على الأعمال بصفة مجملة تخالف في تفاصيلها ما عليه المسلمون .
19.يثبت الحاخامات أن الأمور مقدرةٌ ، ويُخْرِجُ بعضهم أفعالَ العباد ، على خلاف ذكروه في تفاصيل الأقوال .
20.يقر الحاخامات بربوبية الله تعالى ، وأنه خالق العالم من عدمٍ ، ولهم في التلمود مناظراتٌ ومناقشاتٌ مع الوثنيين في عصرهم خصوصاً ملوك الروم وفيها إثبات ربوبية الله تعالى وبيان أفضلية ربهم على أرباب الوثنيين . ولهم تفاصيل دقيقة أخذوها من أساطيرهم وخرافاتهم في شأن الخلق وبدئه وشأن خلق آدم وحواء عليهما السلام .
21.وبإزاء ذلك نقل عن الحاخامات أقوال تطعن في إيمانهم بالربوبية من نسبة العجز والفقر والتعب والإعياء إلى الله تعالى ، كما ينسبون إليه تعالى الندم على خلق شيء من مخلوقاته. وأعظم من ذلك إطلاق بعضهم لفظ الشريك مع الله في خلق شيء من مخلوقاته، وأن العبد إذا ترك المعصية فبإمكانه أن يخلق كما خلق الله تعالى الله عن قولهم .
22.في باب الأسماء والصفات يثبت الحاخامات لله تعالى كثيراً من الأسماء والصفات الصحيحة التي لا طعن فيها ، وفي كثير منها وردت نصوص عندنا في الكتاب والسنة لكنهم يشبهون فيما أثبتوا ويمثلون الله تعالى بخلقه، بل يطلق بعضهم أن الرب تعالى على مثل جسم الإنسان وهيئته، وإن كان بعضهم ينفي ذلك .
23.وفي جانب آخر ينسبون إلى الله تعالى من النقائص والعيوب الشيءَ الكثيرَ، فإن القوم يشبهون الله تعالى ويخبرون عنه بمثل ما يخبرون عن ملِكٍ من ملوك الدنيا ، ويصبغون أقوالهم بما يؤكد عقيدتهم في تعصب الرب تعالى لهم وحدَهم دون غيرهم من الشعوب، وأنه أبرم عقداً بينه وبينهم واتخذوه إلهاً على أن يتخذهم شعباً لا يبغي بهم بدلاً، وأنه يفرح بفرحهم ويغضب بغضبهم وأن عِزَّهُم عِزُّه ، وذُلَّهُم ذلُّه تعالى الله عن قولهم .
24.يؤكد الحاخامات على عبادة الله تعالى وحده دون ما سواه ، وينددون - بشدة -بعبادة الأصنام، ولهم في ذلك نصوص كثيرة ، ويحكمون بأن من عبد غير الله بأن ذبح له مثلاً فإنه يقتل ويستأصل من الأرض . لكن مع ذلك نقل عن كثير منهم الوقوع في الشرك وعبادة أصحاب القبور ، والذبح لغير الله تعالى .
25.للحاخامات طرق كثيرة للتَّفَلُّت من تحقيق التوحيد على وجهه الصحيح، ومن أبرز تفلتهم من ذلك قولهم بجواز إبقاء الأصنام وأشخاصها إذا قام الوثنيون بإبطال قداستها، خلافاً لتعاليم التوراة التي بأيديهم التي تحكم بوجوب كسر الأصنام وتدميرها وسحقها وذري رمادها في البحر
26.ومن حيلهم الحكم بأن من عبد صنماً بالطرق التي يُعْبَد بها اللهُ تعالى في الهيكل فهو مشرك يستحق القتل ، أما إن عبد الصنم بطريقة غير الطريقة التي يعبد بها الله تعالى فليس مشركاً على خلاف بينهم .
27.ومنها قول بعضهم بأن من ذبح جَرادَةً لصنم فلا شيء عليه لأن الذبح إنما يكون فيما له عنق، كما أن من ذبح لصنم بهيمة مَعِيبَةً فلا يستحق العقوبة ، لأنه لا يتحقق في عمله هذا حقيقة الذبح .
28.إن المخالفات في التوحيد والوقوع في الشرك لم يكن من قبل العامة من اليهود فقط، بل هي كلها صدرت من الحاخامات أنفسهم، حتى اتخذها المتأخرون من اليهود شريعة في تجويز بعض الممارسات الشركية .
29.يقول كثير من الحاخامات بالتطير والتنجيم ، بل دعاء الملائكة وطلب الحفظ منهم، كما يقولون بالتمائم ولبسها والاعتماد عليها ، ولهم طرق كثيرة في العلاج والتدواي أخذوها من البابليين .
30.تَنُصُّ التوراة على تحريمِ السحر وعَدِّهِ من ممارسات الأمم الوثنية ، ووقف بعض الحاخامات موقفاً صارماً تجاه السحر والشعوذة حتى قتل بعضَ الساحرات. ومن جانب آخر نجد بعضهم يتعاطونه ، بل ويوجبون تعلُّمَه، ويشترطون في كل من يُعَين في منصب القضاء أن يكون ملماً بالسحر . وقد انتشر السحر بصفة خاصة بين المتأخرين من اليهود
على الرغم من نص التوراة على تحريم الشعوذة والخرافات يقع الحاخامات في كثير من ذلك ، ولهم في باب الخرافات في التداوي الشيء الكثير، معظمه أخذوه من الأمم المجاورة خصوصاً البابليين منهم ، كما أن لهم علاقاتٍ غريبةً بالجن واستخدامهم .
التوصيات
أوصي بالقيام بدراسة خاصة في مسائل عقدية في كتاب التلمود، من أهمها : موقفهم من الأنبياء ، ومسألة المسيح المنتظر ، والملائكة ، واليوم الآخر ، فإن للقوم تفاصيلَ كثيرةً تحتاج إلى وقفات لم يتسع لها هذا البحث، على أنني نقلت معظم أقوالهم في هذه الأشياء.
كما أوصي بدراسة ما يسمونه المدراش، وهي الدراسات التفسيرية والوعظية لدى القوم ، وقد بدأ هذا النشاط عندهم من عهد قديم ، وواصلوا فيه لعدة قرون امتدت إلى عهد الإسلام وما بعده . فجاء في كثير من نصوص المدراش كثير من الروايات التي نسميها نحن الإسرائيليات، وليس في التلمود كثير منها ، لكن بحكم قراءتي لكثير من كلام الباحثين في ذلك رأيت أن شيئاً منها لا بد أن يكون متأخراً ومأخوذاً من كتب المسلمين ، أي أن اليهود أخذوا هذه النصوص التي نسميها إسرائيليات وضموها في المدراشات، وهذا أقوله لا بصيغة الجزم ، بل يحتاج إلى دراسة خاصة ، لكن وقائع كثيرة مما لا وجود له في توراتهم وتلمودهم ، وليس لها مصدر إلا القرآن الكريم ، موجودة في مثل هذه المدراشات.
هذا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
مناقشة رسالة علمية بعنوان التّلمود وموقفه من الإلهيات عرض ونقد
صورة الصفحة
محتوى الصفحة
التّلمود وموقفه من الإلهيّات
عرض ونقد
رِسَالَةٌ عِلمِيَّةٌ مُقَدَّمَةٌ لِنَيلِ دَرَجَةِ العَالِمِيَةِ العَالِيَةِ ( الدّكْتُورَاه)
إِعْدَادُ الطَّالِبِ:
أبو بكر محمّد ثانِي
إشراف فضيلة الأستاذ الدّكتور
سعود بن عبد العزيز الخلف
الأستاذ في قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية
و د/ ف. عبدالرّحيم
المشرف المساعد
العام الجامعي: 1428-1429هـ
مقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده وسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
والحمد الذي أرسل رسوله محمداً ‘صلى الله عليه وسلم’ بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، أكمل الله به الملة وأتم به النعمة ، وأنزل عليه الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ، لا يقبل الله من إنس ولا جن بعد بعثته ديناً إلا ما جاء به ‘صلى الله عليه وسلم’ ، ولا يسمع به يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن به إلا ولج النار خالداً فيها مخلدا( ) .
أما بعد ، فقد أرسل الله تعالى إلى الأمم السابقة رسلاً وأنزل معهم كتباً يبينون بها للأمم شريعته ويدلونهم على سبل نيل مرضاته، فقامت الأنبياء والرسل بالتبليغ حق القيام، فوضحوا لأقوامهم أن لا يستحق العبادة إلا الله ، وأن لا سبيل للنجاة إلا باتباع شريعة الله والاقتداء برسله .
وكانت بنو إسرائيل أكثر الأمم رسلاً وأنبياء( ) ، أرسل الله عز وجل إليهم نبيه موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنزل عليه التوراة التي فيها هدى ونور، وقد أخبرنا الله تعالى في القرآن ما أنعم به عليهم ، وأنه فضلهم على أهل زمانهم، وأنقذهم من أيدي أعدائهم الذين أذلوهم واستعبدوهم ، لكن القوم كذبوا أنبياء الله عز وجل ، وردوا دعوتهم ، بل وقتلوا فريقاً منهم وأهملوا ما أنزل الله من التوراة الموصوفة بالهدى والنور، فضيعوا جزءاً منها، وحرف علماؤهم أكثر ما بقي منها ، وكتبوا كتباً نسبوها إلى الله عز وجل، وقد أخبرنا الله تعالى عن صنيعهم هذا بأصدق تعبير , وأدق وصف ، وتوعدهم بالويل والنكال ، قال الله تعالى : { فَوَيْلٌ للَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتابَ بِأيديهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِمّاَ يَكْسِبُونَ} [البقرة :79] . وقال تعالى : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الكتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمونَ} [آل عمران : 78] .
وأشنع تحريفاتهم ما افتروه على الله تعالى وادعوا أنه أنزله على موسى عليه السلام وأعطاه إياه مما سموه توراة شفهية بإزاء التوراة المكتوبة ، وهي أقوالهم وتفاسيرهم المنحرفة للتوراة التي بأيديهم ، على ما فيها من تناقضات واضطرابات ، فزعموا أنها منزلة من عند الله تعالى على طور سيناء . وهذه الأقوال هي التي كتبوها وسموها المشناه والتلمود .
واستبدلوا هذه الكتب بما أنزل الله تعالى ، وصارت أكثر تأثيراً فيهم ، في معتقدهم عن الله تعالى ، وعن أنبيائه وملائكته وكتبه، وأشد تأثيراً فيهم في سلوكهم ومواقفهم تجاه غيرهم من الأمم . كما صار التلمود أكبر مرجع ديني لديهم، بل يعدونه أعظم من التوراة المكتوبة . والكتاب ليس موضوعاً لبيان العقائد أصالةً، بل هو مصدر يعتقد كتَّابُه أنه شرح للتوراة التي بأيديهم ، أوردوا فيه مناقشات علمائهم عبر القرون في تفسير شريتعهم في مسائل فقهية كثيرة من الطقوس والعبادات والمعاملات من بيع ونكاح وطلاق وزراعة وقضاء وغير ذلك، يتخلل كل ذلك كلام في العقائد تحدثوا فيه عن الله تعالى بوصفه بإثباتٍ مُتَلَطِّخٍ بالتشبيه والتمثيل ، ونسبوا إليه تعالى من النقائص والعيوب ما يتنزه عنه المخلوق المربوب .
وقد اخترت أن أكتب رسالة علمية تتعلق بهذا الكتاب أتقدم بها إلى قسم العقيدة بالجامعة الإٍسلامية بالمدينة المنورة لنيل شهادة العالِمية العالية الدكتواره في العقيدة ، أدرس فيها الجانب العقدي من العلوم التي أودعها اليهود في هذا السفر الكبير المتعلق فيه بالله عز وجل ، وجعلت عنوانها بـ : "التلمود وموقفه من الإلهيات – عرض ونقد" .
وليس المراد بالإلهيات ما اصطلح عليه أهل الكلام من تقسيم علوم العقائد إلى إلهياتٍ ونبواتٍ ومعادٍ ، وإنما المقصود العلوم المتعلقة بالله تعالى في باب ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .
ولم أقف على كتاب التلمود مترجماً إلى اللغة العربية ، لكنه ترجم إلى العديد من لغات العالم، منها الإنجليزية، فلذا بنيت هذا البحث على الترجمة الإنجليزية التي طبعت بمطبعة Soncino سنسينو اليهودية بلندن ، وهي ترجمة معتمدة من قبل اليهود ، قام بها مجموعة من علماء اليهود وباحثيهم ، وهي مكونة من سبعة عشر مجلداً بالإضافة إلى جزء واحد للفهارس . وقد وقفت على نسخة من هذه الترجمة في مكتبة قسم الاستشراق بكلية الدعوة لفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ، وهي الآن تابعة لجامعة طيبة بالمدينة المنورة ، وهي التي عملت عليها في هذا البحث .
أهمية الموضوع وأسباب اختياره
اخترت الكتابة في هذا الموضوع للأسباب التالية :
1.أن هذا الكتاب أوسع وأجمع كتاب حوى بين مجلداته الضخمة ما يمثل الأصول العقدية والمبادئ التشريعية لليهود.
2.أن اليهود يهتمون بهذا الكتاب أكثر من أي كتاب آخر حتى التوراة المحرّفة، بل يعدُّونه أعظم قداسة منها . ثم إن المتأمِّل في كلام الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم عن اليهود وأخلاقهم يجد أن أكبر مصدر لوجود تلك الأخلاق والتصرفات هو التلمود وأنه أعظم الكتب تأثيراً فيهم ، بل هو أظهر في ذلك من تأثير التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام حتى بعد تحريفها .
3.أن الدراسات عن هذا الكتاب باللغة العربية قليلة وشحيحة جداً . ثم إنه بجانب قلتها وندرتها، فإن كثيراً منها غير مؤصل، ولم تكن مأخوذة مباشرة من الكتاب، بل إن معظم من تكلم عن التلمود لم تقع عينه على نسخة واحدة منه . ثم إن تلك الدراسات لم تبرز الجانب الأهم – وهو الجانب العقدي مما يحتويه الكتاب - . وجل مَن كتب عن التلمود يقتصر على بيان خطورته على الأمم والشعوب غير اليهودية كما يتصف أسلوب كثير منهم بالخلو من منهج البحث العلمي وتغلب عليه العواطف ، الأمر الذي يبعدهم من الإنصاف في بعض مواقفهم من الكتاب ومن أهله . كما يركز بعضهم على ما فيه من سبٍ وشتمٍ للأنبياء وعلى وجه الخصوص المسيح عيسى بن مريم عليه السلام واعتقاد اليهود السيئ تجاه غير اليهود، الإضافة إلى إشارة يسيرة إلى بعض عقائدهم في الرب تعالى والأنبياء وغير ذلك . وهذا أدى إلى خفاء أهم ما يبرز حقيقة اليهود – وهو العقيدة - على كثير من الناس .
4.أن تخصيص دراسة جانب الإلهيات من كتاب التلمود إضافة متميزة في خدمة دراسة الأديان وخصوصاً ما يتعلق باليهود .
5.أن ما سطره الأحبار في هذا الكتاب يبرز بكل جلاء صدق ما حكى الله تعالى عن اليهود في القرآن ، فما من خصلة من خصال اليهود نبه الله تعالى عليها في كتابه إلا وهي واضحة في هذا الكتاب .
6.أن كتاب التلمود ليس في متناول أيدي الناس – بل حتى الباحثين – بسهولة .
7.هذا الكتاب لا يوجد له – حسب علمي – ترجمة إلى اللغة العربية، بل لم يعرفه القارئ أو الباحث العربي إلا من خلال ما كتبه غير اليهود عن الكتاب ، على قلّته لأن كل ما كتب أو غالبه نقل بالواسطة .
خطة البحث
يتكون البحث من مقدمة وتمهيد وأربعة أبواب وخاتمة وفهارس
أما المقدمة فقد بينتُ فيها أهمية الموضوع وسبب اختياري له ، وخطة البحث ومنهجي فيه.
وأما التمهيد فيشتمل على تعريف موجز باليهود وتاريخهم وبيان فرقهم ، وبيان تحريفهم لدينهم .
أما الباب الأول : فهو عن التعريف بكتاب التلمود وبيان مجمل عقائد اليهود فيه ، وفيه تمهيد وخمسة فصول :
وفي التمهيد بينتُ معنى التلمود
أما الفصل الأول ، في التعريف بالمشناه ، وفيه أربعة عشر مبحثاً :
المبحث الأول : تعريف المشناه
المبحث الثاني : تاريخ المشناه وقضية الروايات الشفوية
المبحث الثالث : أصل المشناه وكيفية جمعها .
المبحث الرابع : مرحلة السفوريم .
المبحث الخامس : طريقة المدراش
المبحث السادس : مرحلة الأزواج
المبحث السابع : عصر التنائيم
المبحث الثامن : تراجم وجهود رجال المشناه وواضعيها ، وفيه خمسة مطالب :
المطلب الأول : الجيل الأول
المطلب الثاني : الجيل الثاني .
المطلب الثالث : الجيل الثالث .
المطلب الرابع : الجيل الرابع
المطلب الخامس : الجيل الخامس .
المبحث التاسع : طريقة تدوين المشناه ومحتواها
المبحث العاشر : موارد المشناه ومصادرها
المبحث الحادي عشر : تاريخ تدوين المشناه
المبحث الثاني عشر : ترتيب المشناه وتقسيمها وبيان موضوعاتها .
المبحث الثالث عشر : نسخ المشناه والتعليقات عليها وترجماتها وطبعاتها ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : نسخ المشناه
المطلب الثاني : التعليقات على المشناه
المطلب الثالث : ترجمات المشناه
المطلب الرابع : طبعات المشناه
المبحث الرابع عشر : موقف الإسلام والمسلمين من المشناه
الفصل الثاني : التعريف بالجمارا (التلمود) وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف الجمارا (التلمود)
المبحث الثاني : التلمود الفلسطيني ، وفيه ستة مطالب :
المطلب الأول : أصل التلمود الفلسطيني
المطلب الثاني : رجاله ومعلموه
المطلب الثالث : محتواه ووصفه
المطلب الرابع : تحريره وتدوينه
المطلب الخامس : مصادره وموارده
المطلب السادس : نسخه وطبعاته وترجماته
المبحث الثالث : التلمود البابلي ، وفيه سبعة مطالب
المطلب الأول : أصل التلمود البابلي
المطلب الثاني : رجاله ومعلموه
المطلب الثالث : محتواه ووصفه
المطلب الرابع : تحريره وتدوينه
المطلب الخامس : مصادره وموارده
المطلب السادس : إضافات السبورائيم والجاؤونيم
المطلب السابع : نسخه وترجماته والتعليقات عليه
الفصل الثالث : مكانة التلمود وأثره في اليهود وطريقته وأسلوبه ، وفيه أربعة مباحث
المبحث الأول : مكانة التلمود لدى من يعظمه من اليهود
المبحث الثاني : النزاعات حوله وموقف فرق اليهود منه .
المبحث الثالث : أثر التلمود في اليهود
المبحث الرابع : طريقة التلمود وأسلوبه
الفصل الرابع : الدراسات العربية عنه ، والتعريف بالترجمة الإنجليزية ، وفيه مبحثان :
المبحث الأول : الكتابات باللغة العربية عن التلمود
المبحث الثاني : التعريف بالترجمة الإنجليزية التي أعتمد عليها
الفصل الخامس : مجمل عقائد اليهود في التلمود ، وفيه خمسة عشر مبحثاً
المبحث الأول : اعتقادهم في الله تعالى
المبحث الثاني اعتقادهم في الملائكة
البحث الثالث : اعتقادهم في الكتب المتنزلة
المبحث الرابع : اعتقادهم في الأنبياء والرسل
المبحث الخامس : اعتقادهم في اليوم الآخر
المبحث السادس : اعتقادهم في القضاء والقدر
المبحث السابع : اعتقادهم في مجيئ المسيح في المستقبل
المبحث الثامن : اعتقادهم في سائر الأمم
المبحث التاسع : اعتقادهم في العرب
المبحث العاشر : اعتقادهم في الهيكل
المبحث الحادي عشر : اعتقادهم في الغيب
المبحث الثاني عشر : تعظيمهم لأحبارهم
المبحث الثالث عشر : تعظيمهم للخمر
المبحث الرابع عشر : اعتقادهم في أرض إسرائيل
المبحث الخامس عشر : اعتقادهم في السبت
الباب الثاني : قول اليهود في ربوبية الله تعالى من خلال التلمود
وفيه تمهيد و فصلان
التمهيد : تقرير توحيد الله عزّ وجلّ في ربوبيته في الرسالات السماوية
الفصل الأول : إقرار اليهود بربوبية الله تعالى، وفيه ثلاثة مباحث
المبحث الأول : ربوبية الله تعالى للعالم
المبحث الثاني : إثبات خلق الله تعالى للعالم
المبحث الثالث : اعتقادهم في أن الله تعالى خالق آدم وحواء
الفصل الثاني : قدحهم في ربوبية الله عزّ وجلّ ، وفيه ثمانية مباحث
المبحث الأول : نسبة العجز والفقر إلى الله تعالى
المبحث الثاني : اعتقادهم بأن الله تعالى ربٌ خاص بإسرائيل
المبحث الثالث : اعتقادهم المنحرف في بدء الخلق
المبحث الرابع : اعتقادهم في أن الله يستشير بعض خلقه في التصرف في شؤون العالم
المبحث الخامس : نسبتهم التعب والإعياء إلى الله تعالى
المبحث السادس : قولهم بتأثير الكواكب في تدبير أمور الخلق
البحث السابع : نسبتهم الندم إلى الله تعالى على خلقه الناس
المبحث الثامن : شركهم في الربوبية
المبحث التاسع : اعتقادهم الحلول في حق الرب تعالى
المبحث العاشر : اعتقادهم أن الشمس والقمر اعترضتا على الرب تعالى
الباب الثالث : قول اليهود في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله في التلمود
وفيه تمهيد وفصلان :
التمهيد ، وفيه مسألتان
المسألة الأولى : بيان اتفاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على الإقرار بأسماء الله وصفاته
المسألة الثانية : عقيدة السلف الصالح في أسماء الله وصفاته .
الفصل الأول : بعض ما ورد في التلمود من الأسماء والصفات ، وفيه مبحثان
المبحث الأول : الأسماء الواردة في التلمود ، ومنها : الرب ، القدوس ، ملك الملوك ، ملك العالم ، الرحيم ، الاسم العظيم ، وغير ذلك .
المبحث الثاني : الصفات الإلهية الواردة في التلمود ، ومنها ، الرحمة ، والرضى، والكلام، الغضب ، اليد ، والوجه ، العينين ، والمحبة والعلوّ وأنه على العرش ، وله كرسي وأنه موضع القدمين، وغير ذلك .
الفصل الثاني : وصف اليهود الله تعالى بأوصاف النقص وتشبيههم إياه بخلقه مع بيان بطلانه ، وفيه تمهيد وثلاثة مباحث :
التمهيد : بيان مجمل قول اليهود في أسماء الله وصفاته ، وبيان مقصود اليهود بالإله أو الرب عند الإطلاق ، وحقيقته كما يصوره أحبارهم في التلمود .
المبحث الأول : وصفهم الله تعالى بالصفات المتعلقة بالذات ، وفيه اثنا عشر مطلباً:
المطلب الأول : نسبتهم الأبوّة والبنوّة لله تعالى
المطلب الثاني : نسبتهم دويّ الصوت لله تعالى
المطلب الثالث : بيان مرادهم بأن الله خلق الإنسان على صورته
المطلب الرابع : نسبتهم النسيان إلى الرب تعالى وبيان مرادهم به
المطلب الخامس : نسبتهم الجهل والبداء إلى الرب تعالى
المطلب السادس : اعتقادهم أن الرب تعالى يحل في الإنسان
المطلب السابع : اعتقادهم أن موسى أحيا الرب (أي أعاد نشاطه) بدعائه
المطلب الثامن : وصفهم الله تعالى بأنه "صخرة" .
المطلب التاسع : وصفهم الله تعالى بالنقص وأنه لا يقدر
المطلب العاشر : تشبيههم ملك الله تعالى بملك خلقه
المطلب الحادي عشر : إطلاقهم لفظ "الرَّجُل" على الرب تعالى
المطلب الثاني عشر : قولهم بأن الرب تعالى يشعر بالألم ويتحسر على معاناة عباده
المبحث الثاني : وصفهم الله تعالى بالأمور المتعلقة بأفعال الله ، وفيه ثمانية وعشرون مطلباً :
المطلب الأول : نسبتهم الزئير كزئير الأسد إلى الله تعالى عن قولهم
المطلب الثاني : وصفهم الله تعالى بأنه ينشد نشيد إسرائيل
المطلب الثالث : وصفهم الله تعالى بأنه "يدخل" معبدهم
المطلب الرابع : وصفهم بأنه تعالى يدعو أو يصلّي في بيت صلاته
المطلب الخامس : وصفهم إياه بأنه يهزّ رأسه تعالى عن قولهم
المطلب السادس : وصفهم الله تعالى بأنه تخاصم مع موسى
المطلب السابع : وصفهم الله تعالى بالضعف والحاجة
المطلب الثامن : نسبتهم البكاء إلى الله تعالى ، وأنه أخرج قطرات من الدموع، تعالى عن قولهم علواً كبيراً
المطلب التاسع : وصفهم إياه بتشبيك يديه والتنهد
المطلب العاشر : وصفهم إياه بأنه لف ساقيه من تحت العرش
المطلب الحادي عشر : وصفهم إياه بأنه تقاسم ذنوب بني إسرائيل هو وإسحاق عليه السلام .
المطلب الثاني عشر : نسبة تاج الملك له تعالى
المطلب الثالث عشر : ادعاؤهم بأن الرب اتّخذ خيمة
المطلب الرابع عشر : نسبتهم إلى الله تعالى أفعالا في الجنة لا تليق به تعالى
المطلب الخامس عشر : اعتقادهم أن الرب تعالى يقسم ساعات يومه ويخصص كل قسم لعمل معين ، ومن تلك الأعمال أنه يلعب بحيوان بحري
المطلب السادس عشر : تشبيه قضاء شمشون بقضاء الله تعالى وأنه دعي باسم الرب
المطلب السابع عشر : ادعاؤهم بأن الرب تعالى أخذ برداء يربعام وسأله أن يتوب .
المطلب الثامن عشر : نسبة التأسّف والقلق والتحسر والندم إلى الرب تعالى
المطلب التاسع عشر : اعتقادهم بأن الرب زار إبراهيم بعد ختانه .
المطلب العشرون : ادعاؤهم بأن موسى عليه السلام يتهم الرب تعالى بعدم احترام إسرائيل المطلب الحادي والعشرون : ادعاؤهم بأن الرب وقف جنب جدارٍ
المطلب الثاني والعشرون : ادعاؤهم بأن الرب دخل مدينة القدس التي في السماء والتي في الأرض .
المطلب الثالث والعشرون : ادعاؤهم بأن الرب قدّم شكوى ضدّ كروش
المطلب الرابع والعشرون : ادعاؤهم بأن الرب وقف معهم عند قراءتهم التوراة ويشاركهم في مناقشة المسائل ودراسة التلمود
المطلب الخامس والعشرون : اعتقادهم أن الرب تعالى يشاركهم في مناقشاتهم ويرجح حكماً فيردون قوله
المطلب السادس والعشرون : اعتقادهم بأن الرب يمشى في خيمة
المطلب السابع والعشرون : اعتقادهم بأن الرب يزور المرضى ويسليهم ويعزّيهم
المطلب الثامن والعشرون : نسبتهم النوم إلى الله تعالى
المبحث الثالث : مسائل متعلقة بالصفات ، وفيه خمسة مطالب
المطلب الأول : اعتقادهم في رؤية الله تعالى
المطلب الثاني : اعتقادهم في أن إبراهيم عليه السلام يجلس عن يمين الرب
المطلب الثالث : قولهم في عرش الرب تبارك وتعالى
المطلب الرابع : ادعاؤهم بأن الرب رُمِيَ – تعالى الله عن قولهم علوّاً كبيراً
المطلب الخامس : ادعاؤهم بأن بلعام يعلم جميع علم الرب ، وأنه يعرف متى يغضب الرب تعالى .
الباب الرابع : قول اليهود في ألوهية الله تعالى وعبادته في كتاب التلمود
وفيه تمهيد وفصلان
التمهيد في بيان أن الرسل عليهم الصلاة والسلام دعوا إلى توحيد الألوهية وحذروا من الشرك .
الفصل الأول : مفهوم الألوهية والعبادة عند اليهود ، وعرض شيء من نصوص التلمود التي تحث على عبادة إله واحد ، وفيه ثلاثة مباحث
المبحث الأول : مفهوم الألوهية والعبادة عند اليهود
المبحث الثاني : بعض نصوص التلمود التي تحث على عبادة إله واحد وتحذر من الشرك
المبحث الثالث : موقفهم من عبادة الأصنام ، وفيه مطلبان :
المطلب الأول : ذمهم الشديد لعبادة الأصنام
المطلب الثاني : حكم عباد الأصنام عندهم
الفصل الثاني : وقوع الشرك في اليهود ومظاهره ، وفيه ثمانية مباحث:
المبحث الأول : مفهوم الشرك عندهم ووقوعهم فيه
المبحث الثاني : تقربهم إلى الكواكب
المبحث الثالث : تقريبهم القربان لغير الله
المبحث الرابع : دعاؤهم الملائكة
المبحث الخامس : اعتقادهم في التطير والعرافة وخرافات شركية أخرى
المبحث السادس : توسلهم بالأنبياء
المبحث السابع : تعليق التمائم
المبحث الثامن : موقفهم من السحر
الخاتمة ، وفيها ذكر النتائج التي توصلت إليها في البحث .
الفهارس : وهي كما يلي :
- فهرس الآيات القرآنية
- فهرس الأحاديث النبوية
- فهرس الآثار
- فهرس نصوص التناخ
- فهرس المصطلحات
- فهرس المصطلحات العبرية
- فهرس الملل والفرق والطوائف
- فهرس الأعلام والأشخاص
- فهرس الأماكن
- ثبت المراجع
- فهرس الموضوعات
خطوات العمل ومنهجي في هذا البحث :
1.قمت بقراءة كتاب التلمود كاملاً ، بجميع أجزائه ومجلداته السبعة عشر
2.الاعتماد في ذلك على الترجمة الإنجليزية لكتاب التلمود المطبوعة بلندن المشهورة عند اليهود بطبعة سنسينو ، قام بترجمته مجموعة من اليهود تحت إشراف وتحرير الحاخام الدكتور إسيدور إبشتاين ، عام 1961م .
3.استخرجت جميع ما يتعلق بالموضوع من أقوال أحبار اليهود في هذا الكتاب .
4.قمت بفرز تلك الأقوال على موضوعات الخطة المقدمة
5.قمت بترجمة هذه النصوص كلها من الإنجليزية إلى العربية .
6.عزوت الأقوال إلى مواضعها من كتاب التلمود، والعزو إلى التلمود يكون بذكر اسم السفر ورقم الورقة وحرف اللوحة في النسخة العبرية والآرامية الأصل حسب مخطوطة فيلنا المعتمدة ، فأقول مثلاً : التلمود ، سفر براكوت 35أ أو 35ب . وهذه طريقة الإحالة إلى التلمود عند اليهود ، فليست إشارة إلى مجلد وصفحة، بل إلى السفر ورقم الورقة في أصل المخطوط . ولكنني في بعض الأحيان أذكر مع ذلك رقم الصفحة في النسخة الإنجليزية التي بنيت عليها البحث ، فأقول مثلاً : التلمود ، سفر براكوت 35أ ، ص كذا... .
7.قمت بنقد الأقوال التي فيها خطأ وضلال ورددت عليها بأدلة ناصعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلام السلف الصالح ، ومن خلال إظهار ما يخالفها من كتب القوم ، خصوصاً التوراة التي بأيديهم . وهذا من باب إلزام القوم بما يلتزمون لا لأنها أدلة شرعية عندنا .
8.عزوت الآيات القرآنية إلى مواقعها من القرآن الكريم ، وهذا مدرج في متن الكتاب عقب نص الآية .
9.خرجتُ الأحاديث النبوية وبينت درجتها مع ذكر كلام أهل العلم عليها . وأكتفي في تخريج الأحاديث بذكر أرقامها .
10.جَرَيْتُ على تسمية كتب اليهود (التي يسميها النصارى العهد القديم) باسم "تناخ"، وهو الاسم الذي يطلق عليها اليهود، وهو اختصار لثلاث كلمات : "توراة" و"نبوئيم" و"كتوبيم" أي التوراة وكتب الأنبياء ، والكتابات أو الصحف، فلم أستعمل لفظ "العهد القديم" ولا "الكتاب المقدس"، وذلك أن اليهود لا يؤمنون بتقسيم ما يسمى الكتاب المقدس إلى عهد قديم وعهد جديد، فإن ذلك مصطلح نصراني ( ) . فإذا قلتُ "التناخ" فالمراد به جميع ما يطلق عليه العهد القديم بما فيه التوراة والنبوات والكتابات، أما إذا أطلقتُ التوراة فلا أقصد إلا الأسفار الخمسة الأولى من التناخ والتي يعتقد اليهود أنها أسفار موسى عليه السلام .
11.وكثيراً ما أقيد لفظ "التوراة" بقولي : التي بأيدي اليهود، وإذا أطلقتها دون تقييد فهي المرادة، ولا أعني التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام .
12.والعزو إلى نصوص التناخ يكون بذكر اسم السِفر ورقم الإصحاح ورقم الفقرة .
13.وضعتُ نصوص التناخ بين قوسين مزدوجين { } .
14.كتبتُ الكلمات العبرية المهمة الواردة في البحث بالحرفين العبري والعربي .
15.إذا قلتُ : "قال المترجم" فالمراد العالم اليهودي الذي قام بترجمة النص المتحدث عنه من التلمود من اللغتين العبرية والآرامية إلى الإنجليزية، وقد استفدت كثيراً من هؤلاء المترجمين في معرفة معاني النصوص لما قاموا به من تعليقات على هامش الترجمة الإنجليزية .
16.وتفادياً للتجني على القوم بنسبة ما لم يقولوه، أو بحمل كلامهم على أسوأ محمل إذا لم يكن واضحاً في ذلك ، حاولتُ في كل مسألةٍ أن أجدَ مِن الباحثين اليهود مَنْ فَهِمَ مِنَ النص التلمودي ما فهمتُ أنا ، وفيما لم أجد ذلك قمت بتوضيح الكلام على ما يدل عليه ظاهر اللفظ مع الابتعاد من إدخال شيء غير وارد في الأصل والاكتفاء بما هو أقرب إلى النص المترجم
17.كل ما في هذا البحث مما نُقِل من الإنجليزية إلى العربية فهو ترجمتي الخاصة، فإني – بحمد الله – أجيد اللغتين العربية والإنجليزية ، وقد حاولت أن تكون ترجمة حرة غير حرفية ، واهتممت بإبراز المعنى المراد من النصوص، لكن طبيعةَ كتاب التلمود وأسلوبَهُ المُعَقَّدَ أحياناً ، والركيكَ أحايينَ أخرى حالت دون تحقيق الكمال في ذلك . وقد قرأتُ رسالتي هذه كلَّها على شيخي المشرف المساعد الدكتور ف . عبد الرحيم الذي هو ضليع في اللغتين ، ومُلِمٌّ باللغة العِبْرية وغيرها من اللغات ، ومن ضمن ذلك ما ترجمته من التلمود . فما لحظه فيه من قصورٍ فإنه ينبهني عليه – جزاه الله خيراً .
18.جميع نصوص التناخ من التوراة والكتب الأخرى الواردة في البحث نقلتها بحروفها من النسخة العَرَبية ، ولم أتصرف فيها
19.أما نصوص التناخ الواردة في التلمود فلم أقم بترجمة شيء منها أيضاً ، وإنما اعتمدت في ذلك على النسخة العربية المترجمة من العِبرية من قبل النصارى البروتستانت ، فإنها هي المعتمدة لدى اليهود ، دون النسخة المترجمة من قبل الكاثوليك . وإذا حصل خلاف بين النسخة العَربية وما في التلمود فأقوم بترجمة ما في التلمود ثم أعود إلى النسخة العِبْرية المعتمدة لدى اليهود، وهي في مكتبة الشيخ الدكتور ف . عبد الرحيم وأراجعها معه، وأثبت في الهامش ما يظهر من فَرْقٍ بين النصين، مع إبقاء ما جاء في نص التلمود على ظاهره .
20.قمت بالترجمة للشخصيات الوارد ذكرهم في البحث ، عدا المشهورين منهم، أما رجال التلمود من التنائيم (علماء المشناه) والأمورائيم (علماء الجمارا) فقد خصصت لتراجِمهم مباحث خاصة .
21.قمت بالتعريف بالأماكن الواردة في البحث، وأرفقت الكلام على أهم مدن بابل وأهم مدن فلسطين في عصر التلمود بخريطتين لكلا البلدين .
22.كما قمت بالتعريف بالفرق والملل الواردة في البحث ، أما فرق اليهود فقد تحدثت عنها بإسهاب في التمهيد .
23.قمت بالتعريف بالكلمات الغريبة الواردة في البحث، وأكتفي في الإحالة على مصادر اللغة بذكر اسم الكتاب ومادة الكلمة . وإذا كانت الكلمة لها أصل في التناخ فأورد بيان معناها من كتاب "قاموس الكتاب المقدس" .
مصادر دراسة الموضوع
إن أهم مصدر في هذا الموضوع هو كتاب التلمود نفسه، وقد سبق ذكر أن الكتاب مكون من سبعة عشر مجلداً ، وأقل هذه المجلدات ما يكون في قرابة 800 صفحة . ويتكون الكتاب - كما سيأتي التعريف به – من 63 كتاباً أو سفراً .
أما المصادر المساعدة في الدراسة فقد حاولت الحصول على المعتمدة منها لدى الباحثين المتخصصين، وقد بحثت عبر مواقع الجامعات اليهودية على شبكة المعلومات (الإنترنت) وتعرفت على شيء منها ، واستطعت اقتناء مجموعة من أهمها ، وبعضها تعد من المقررات المفروضة على الطلاب المتخصصين في الدراسات التلمودية في تلك الجامعات، وأذكر على سبيل المثال :
أولاً : كتاب مقدمة للتعريف بالتلمود والمدراش :
Introduction to the Talmud and Midrash, H. L. Strack, Gunter Stemberger
وأصل الكتاب من تأليف العالم الألماني H. L. Strack ، (1848م – 1922م) أستاذ العهد القديم في جامعة برلين ، كان من النصارى البروتستانت النشطين في مجال التنصير في أوساط اليهود ، وقد ذُكر في مقدمة الكتاب أن شتراك فتح في ذلك الوقت معهداً سماه Institutum Judaicum (المعهد اليهودي) لشدة حرصه على دعوة اليهود، ومن ثم تحول إلى الدراسات اليهودية . وذكروا أنه لم يمنعه مبدأه التنصيري من الدفاع عن اليهود والمنافحة عنهم خصوصاً في أيام ما يسمى معاداة السامية السائدة في أيامه . كما اعترف شتنبرجر أن شتراك كان موضوعياً وغير منحاز في دراساته عن اليهودية . وفي تلك الظروف كتب كتابه المسمى Introduction to the Talmud ، وهو أول كتاب في الموضوع في اللغات المعاصرة . وقد توالت الدراسات والتعليقات على هذا الكتاب من قبل كبار اليهود وتلقوه بقبول تام واستحسنوا تدريسه في معاهدهم وجامعاتهم . وكان الكتاب باللغة الألمانية، ثم في عام 1931م تولى طباعة ترجمته الإنجليزية المؤتمرُ المركزي لحاخامات أمريكا ، ثم توالت طبعاته عدة مرات بالإنجليزية .
ثم قام عالم يهودي متخصص في الدراسات التلمودية وهو Gunter Stemberger بإعادة صياغة الكتاب وإضافة العديد من المواضيع الضرورية لتطويره وجعله مناسباً للدراسات التلمودية المعاصرة، وكان ستنبرجر قد قام بعمله هذا في اللغة الألمانية ، وهذه الطبعة عبارة عن الطبعة الثامنة للنسخة الألمانية ، قام بترجمتها Markus Bockmuehl (مركوس بوكموئيل) إلى اللغة الإنجليزية عام 1996م .
وقد أطبقت المؤسسات اليهودية الحاخامية على الثناء على هذا الكتاب وعَدِّه مصدراً أساساً للدراسات التلمودية . وقد اعتمدت عليه في دراستي عن التلمود بصفة كبيرة ، ويلحظ القارئ أنني سرت على الإحالة عليه بذكر اسم الشخصين معاً كما وجدت كثيراً من الدارسين اليهود يفعلون في دراساتهم فيقال : Strack and Stemberger ، أي ستراك وستنبرجر، إذ لا يمكن التمييز بين ما كتبه ستراك وما أضافه ستنبرجر إلى الكتاب الأصل. ويتميز هذا الكتاب بتناول المسائل بالبحث العلمي بدون تعصب ولا انحياز، فهو يدرس كل مسألة بذكر ما لليهودية الحاخامية وما عليها معتمداً على المنهج العلمي المتعارف عليه لدى الغربيين عموماً . وقد اقتنيتُ نسخة من هذا الكتاب .
ثانياً : كتاب :
A History of Jewish Literature, Meyer Waxman
وهذا أحد الكتب المهمة التي درست الأدبيات اليهودية عموماً والحاخامية على وجه الخصوص، وهو عبارة عن سرد لجميع ما كتبه اليهود عبر التاريخ في جميع المجالات – الفقهية منها والفلسفية والتفسيرية واللغوية وغيرها . والكتاب في خمسة مجلدات كبار باللغة الإنجليزية، وقد أسهب مؤلفه في جزئه الأول في الكلام على نشأة التلمود بدأ بالمشناه وتاريخ كتابتها وطبقات معلميها . وقد استفدت منه كثيراً في معرفة جهود اليهود عبر التاريخ في الكتابة عن دينهم . وقد وقفت على هذا الكتاب في مكتبة قسم الاستشراق بجامعة طيبة .
ثالثاً : كتاب :
Everyman"s Talmud, Abraham Cohen
وهذا أهم ما كتب في بيان ملخص ما في التلمود في العقائد والشرائع والطقوس ، وقد تناول لأول مرة مسألة ما يعتقده اليهود في الله تعالى ، من الإيمان بوحدانيته ، وعلمه ، وعدله ورحمته وشيء مفصل عن أسمائه وصفاته، وفي خلقه للعالم ، والكلام على الملائكة وشعب إسرائيل وغيرها معتمداً في كل ذلك على ما قالته حاخامات التلمود والمدراش .
وقد استفدت منه في فهمي لنصوص التلمود التي أوردتها في هذا البحث، فإنه قد بين مراد الحاخامات في جميع الأقوال . وهو أول عمل موضوع على ترتيب المواضيع في شأن التلمود كما ذكر ذلك العالم المتخصص في الدراسات التلمودية Jacob Neusner في مقدمة الكتاب .
رابعاً : دائرة المعارف اليهودية ، وهذه من أهم ما اعتمدت عليه في معرفة عقائد اليهود في مسائل كثيرة جداً . وقد عملت على نسختين مختلفتين منها ، كلتاهما باللغة الإنجليزية، الأولى تسمى Jewish Encyclopedia ، وهي أقدم وأشمل موسوعة يهودية قام اليهود بكتابتها ، صدرت لأول مرة عام 1905-1906م ، وهي موجودة كاملة على الإنترنت يتمكن الباحثون من البحث فيها مجاناً . وقد ذكر القائمون على الموقع بأن الموسوعة كاملة بجميع نصوصها ولم يحذف منها شيء .
والثانية هي التي تسمى Encyclopaedia Judaica المطبوعة في القدس عام 1972م ويوجد منها نسخة كاملة في سبعة عشر مجلداً كباراً في مكتبة قسم الاستشراق بجامعة طيبة، وقد تمكنت من نقل كل ما يتعلق بهذا البحث منها بحمد الله. وهذه تختلف من حيث الحجم والمادة عن الأولى ، بل ويختلف فيها الباحثون الذين كتبوا موادها .
وللتمييز بين الموسوعتين اصطلحت على تسمية الأولى بـ "الموسوعة اليهودية" ، والثانية باسمها الحقيقي Encyclopaedia Judaica ، لذلك أحيل عليها بذكر الصفحة والمجلد أحياناً، أما الإحالة في الأولى فأكتفي بذكر المادة .
خامساً : في ترجمة رجال التلمود اعتمدت على كتاب :
Masters of the Talmud, Their Lives and Views, Alfred J. Kolatch
وقد قام المؤلف بتوفير ترجمة وافية لكل من ورد له ذكر في التلمود من الحاخامات سواء منهم التنائيم أم الأمورائيم ممن له كلام في المشناه والتلمود . ويلحظ أن مصدره الأول والأخير في ترجمة هؤلاء هو التلمود نفسه فلا يكاد يخرج منه إلا قليلاً جداً .
هذا ، وهناك بحوث متخصصة نزَّلتها من الإنترنت ساعدتني كثيراً - ولله الحمد – في جمع مادة هذا البحث ، وستظهر قائمة بها ضمن ثبت المصادر والمراجع .
هذا ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
شكر وتقدير
الحمد لله أولاً وآخراً ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم لك الحمد والشكر على ما أنعمت به علي ، وأعظم ذلك نعمة الهداية إلى دينك والسير على سنة نبيك محمد ‘صلى الله عليه وسلم’ واتباع منهج من قضيت في حقهم بالرضى والغفران . وأحمدك يا رب على أن سلكتَ بي مسلك طلب العلم، والانتساب إلى هذا الصرح العلمي .
ثم أتقدم بالشكر الجزيل إلى حكومة المملكة العربية السعودية ممثَّلَةً في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على ما سهلت لي من جميع الوسائل المتاحة من يوم قبولي للدراسة فيها إلى ساعتي هذه ، ومن حسن الرعاية والتربية وفوق كل ذلك على أن كانت السبب في إخراجي من ظلمة الجهل .
كما أتقدم بالشكر إلى شيخي وأستاذي فضيلة الأستاذ الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف المشرف على هذه الرسالة ، على ما أولاني من رعاية كريمة وتعامل راقٍ وخلق فاضل ، وكرم جمٍ ، ثم على العناية الخاصة بهذا البحث ، فهو – جزاه الله خيراً – صاحب فكرته ، أشار علي بالكتابة فيه ، وقام توجيهي في إتقانه ، فإليه بعد الله تعالى الفضل على ظهوره بصورة مرضية ، بحكم خبرته الطويلة في هذا المجال ، فقد قام بمتابعة دقيقة حرصاً على إتقان هذا البحث، كما أن لتوجيهاته وإدلائه بآرائه السديدة أثراً كبيراً في تقييم صياغة البحث . ومكتبته مفتوحة لدي في كل ساعة ، إضافة إلى ما قام به من شراء شيء من مراجع البحث . فجزاه الله كل خير . وأتوجه إليه بشكر خاص على مواقفه الفاضلة والكريمة في وقت تبقى فيه تلك المواقفُ في الذهن خالدةً، فأسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ، وأن يبارك له في أهله وأولاده ، ويرحم والديه ويمتّع بحياته، وأن يقف الله معه في جميع ظروفه .
وأتقدم بالشكر الجزيل والخالص لشيخي وأستاذي فضيلة الشيخ الدكتور ف. عبد الرحيم المشرف المساعد على هذه الرسالة على قبوله الإشراف عليها ، وعلى ما أسدى إلي من اهتمام وتوجيهات مخلصة لها الأثر الكبير في إتقان هذا البحث، فلم يضن علي بإرشاد وتوجيه وتنبيه ومتابعة دائمة، فلا تمر به فائدة تخص البحث إلا دلني عليها، فله مني الشكر ومن الله أرجو له المثوبة ، وكم سعى في التأكد من صحة كلمة أوردها في هذا البحث فيفتش بين معجم عبري وآخر إنجليزي حرصاً منه على صحة تعبير أو صلاحية استخدام مصطلح ، فأسأل الله تبارك وتعالى أن يمتعه بصحته وعافيته وأن يطيل عمره في الأعمال الصالحة وإفادة الأمة .
كما أتقدم بخالص الشكر إلى فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصل بن عبد الكريم العقل أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صابر بن عبد الرحمن طُعَيمة أستاذ العقيدة والأديان وعضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة ، وفضيلة الشيخ الدكتور محمود بن عبد الرحمن قدح أستاذ العقيدة المشارك بالجامعة الإسلامية على قبول مناقشة هذه الرسالة على كثرة أعمالهم وثقل المسؤوليات المناطة بهم ، فأسأل الله تعالى أن يجزيهم عني خير الجزاء ويوفقهم لخير الدنيا والآخرة .
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى قسم الاستشراق بفرع المدينة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ، والتابعة الآن لجامعة طيبة ، على تعاونهم بالسماح لي باستخدام مكتبتهم الثرية والغنية بالمراجع المفيدة والتي لولا فضل الله تعالى ثم وجود هذه المكتبة لما تكمنت من كتابة هذا البحث ، إذ هي المكتبة الوحيدة في الشرق الأوسط كله التي تضم تلك المراجع الخاصة ، وخصوصاً كتاب التلمود الذي كتبتُ فيه، بل إن فكرة هذا البحث انطلقت من اطلاع شيخي الأستاذ الدكتور سعود الخلف على كتاب التلمود في تلك المكتبة ، ومن ثم أشار على بالكتابة فيه ، وأخص بالذكر من مسؤولي هذه الكلية فضيلة الشيخ الدكتور حميد الحميد رئيس قسم الاستشراق سابقاً ووكيل الكلية حالياً، وفضيلة الدكتور مُسَلَّم بن محمد عِليوة حميد أستاذ مساعد تربية وعلم النفس والقائم على المكتبة، فلهما الفضل بعد الله تعالى في تمكيني من الاطلاع على التلمود بخاصة وعلى سائر ما تضمه المكتبة من المراجع النادرة والمهمة في هذا البحث، فلولا توفيق الله تعالى ثم تعاونهما معي بصفة خاصة لما تكمنت من كتابة هذا البحث، فأسأل الله تعالى أن يجزل لهما المثوبة.
ثم أتوجه بشكر خاص لكل من فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي ، وفضيلة الدكتور محمد بن عبد الله زربان الغامدي ، وفضيلة الشيخ الدكتور فهد بن ضيوان السحيمي، وفضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن سالم السحيمي على مواقفهم الخاصة معي والتي لها أثر في إنجاز عملي هذا، أسأل الله تعالى أن يجزيهم خيراً وأن يبارك لهم في أعمارهم وفي عقبهم . كما أشكر شيخي فضيلة الشيخ الدكتور محمود بن عبد الرحمن قدح على تشجيعه وحرصه ومتابعة أخبار هذا البحث ، ثم إعارتي شيئاً من المراجع المهمة كما أشكره شكراً خاصاً على موقفه الخاص معي ، جزاه الله خيراً وبارك في عمره.
وأشكر جميع زملائي طلاب الدراسات العليا من نيجيريا الذين وقفوا معي وقفة الإخوة المخلصين ، وساندوني بجميع أنواع المساندة والتعاون ، وأخص منهم الأخ جميل محمد سادس ، وغيره ممن لا يحمل المقام سرد أسمائهم ، كما أشكر بصفة خاصة الأخ هود برادفورد الطالب بقسم الفقه الذي ساعدني على الحصول على بعض البحوث الخاصة المتعلقة بهذا البحث من قبل باحثين يهود متخصصين في جامعات الغرب ، والتي لها الأثر الكبير في تناول مواضيع البحث .
وأخيراً أشكر أهلي وأولادي على صبرهم طوال مدة كتابة هذا البحث . أسأل الله تعالى أن يبارك فيهم وأن يقر عيني بهم ، وأن لا يريني الله تعالى فيهم أي مكروه ، ويجعلهم شعاء يستفيد بهم الإسلام والمسلمون .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
الخاتمة
الحمد لله على توفيقه ، والشكر له على تيسيره وإفضاله ، والصلاة والسلام على نبيهالمصطفى المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ، وبعد ،
فهذه أهم النتائج التي توصلتُ إليها في هذه الدراسة
1.يعتقد اليهود أن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام تلقى من عند الله تعالى على طور سيناء توراتين : مكتوبة ، وشفهية . وفكرة التوراة الشفهية فكرة مبتدعة جاء بها اليهود الفريسيون بعد هدم هيكلهم عام 70م ، لم يستطع اليهود إثبات صحتها.
2.التوراة الشفهية – كما يعتقد اليهود – هي جميع آراء أحبار اليهود فيما يرونه شرحاً للتوراة المكتوبة، فكل ما نقل عنهم من أحكام أو أقوال على ما فيها من تناقضات ومخالفات لنصوص التوراة التي بأيديهم ، يعتقدون أنه من عند الله تعالى ، بل مما تلقاه موسى عليه السلام على طور سيناء . ويعتقدون أن هذه الأقوال نقلت عن طريق الروايات الشفهية ، علمها موسى عليه السلام لهارون ، والشيوخ ومن الشيوخ إلى الأنبياء ثم إلى أعضاء المجمع الأكبر، ومنهم إلى الكتبة ثم إلى الأزواج ثم إلى التنائيم ثم إلى الأمورائيم فيما عرف باسم المشناه والتلمود والمدراشات . وكل هذا ادعاء لا يسانده دليل
3.التلمود اسم يطلقه اليهود على شروح حاخامات فلسطين والعراق على نصوص المشناه التي يعتقدون أن عالمهم يهوذا هناسي جمعها . ويسمون شرح الفلسطينيين تلمود فلسطين ، وشرح العراقيين تلمود بابل .
4.اتكأ اليهود على مبدء الروايات الشفهية لتحريف دين الله تعالى الذي أنزله على موسى عليه الصلاة والسلام، فإن تشريعات الحاخامات تخالف كثيراً أحكام التوراة التي بأيدي القوم، وليس لها في التوراة أصل ، والذي له أصل نجد أن معظمه محرف عن طريق الحيل والتأويل الفاسد ، واستخدام طرق غريبة في الاستنباط .
5.التوراة التي بأيدي اليهود والتي بنوا عليها آراء التلمود ليست هي التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام ، لكن لا يزال فيها شيء مما أنزل الله لم يحرف .
6.يعتقد اليهود أن المشناه تم تحريرها على يد يهوذا هناسي عام 219 أو 220م ، ومن ثم واصلت الحاخامات شرحها إلى أن أوقفوا الزيادة عليه عام 500م ، وهذا ليس له دليل يثبته، فإن الباحثين المتخصصين من اليهود وغيرهم أثبتوا أن هناك زياداتٍ وإضافاتٍ أُدْخِلَتْ في التلمود البابلي خصوصاً إلى نهاية القرن الثامن الميلادي .
7.جاء عن النبي ‘صلى الله عليه وسلم’ أن اليهود كتبوا كتاباً اتبعوه وتركوا التوراة . كما جاء عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين التحذير من اتباع مشناة اليهود .
8.لم يستفد المسلمون في دينهم بشيء من تشريعات المشناه ولا التلمود، فالعلماء كانوا على علم بأنها كتب وضعت على خلاف التوراة ، وليست من عند الله تعالى ، كما أن المسلمين ليسوا بحاجة إلى شيء منها ، فإن ما عندهم من علم الوحي الصحيح عن الله عز وجل ورسوله ‘صلى الله عليه وسلم’ يغنيهم عن كل ما سواهما ، فليسوا بحاجة إلى مصدر آخر في دينهم والله الحمد .
9.إن حصول شيء من الاتفاق في بعض أخبار التوراة الموجودة بأيدي اليهود وقصصها أو شيء من نصوص المشناه والتلمود مع ما ورد عن الله عز وجل أو رسوله ‘صلى الله عليه وسلم’ إنما هو دليل على صدق نبوة نبينا محمد ‘صلى الله عليه وسلم’ فإنه كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، أوحى الله تعالى إليه كما أوحى إلى من سبقه ، فجاء بأخبار الأمم الماضية صدقاً وبصورة فيها تعظيم لمن سبقه من الأنبياء وإجلال لله تعالى، على خلاف ما في التوراة المحرفة والمشناه والتلمود من الطعن في الأنبياء والتصريح بهجر تشريعاتهم .
10.إن تاريخ كتابة المشناه والتلمود يفتقر إلى دليل وأصالة، فإن شيئاً منه لم يكتب إلا في نهاية القرن التاسع الميلادي – حسب ادعاء اليهود - حين بدأ اليهود القراؤون يسألون عن أصل تشريعات التلمود . فكل ما يذكر من تاريخ له إنما هو بناء على ما فُهِم من نصوص التلمود نفسها، ولا دليل من خارج التلمود يثبت صدق معلوماته .
11.وُجِدَ كتاب المشناه والتلمود على ما هو عليه في العصور المتأخرة ولا أحد يستطيع الجزم بتحديد آخرِ من حرره وكتبه، وكل ما يقال إنما هي تخمينات وظنون .
12.إن كثيراً من الرجال الذين ذكرت أقوالهم في المشناه والتلمود غير معروفين خصوصاً من ضمن أعضاء المجمع الأكبر وكذلك من يسمونهم الأزواج .
13.المشناه والتلمود لا يشبهان الحديث النبوي عندنا نحن المسلمين بوجه من الوجوه ، فإن الحديث النبوي نصوص منقولة بأسانيد صحيحة متصلة عن النبي ‘صلى الله عليه وسلم’ يذكر فيها أخباره وأقواله وأعماله في جميع مجالات الحياة ، ويقصد بها التأسي به ، أما المشناه والتلمود فليس فيها عزو الكلام لموسى عليه السلام ولا أفعاله كما أن اليهود لم يلتزموا بالتأسي بأقواله أو أفعاله عليه السلام، وإنما هي تشريعات من الحاخامات أنفسهم . بل يجد المرء في التلمود الطعن في موسى عليه السلام وإيذاءه، وهو أمر قد أخبرنا الله تعالى عنه في القرآن الكريم من مواقف اليهود معه عليه السلام .
14.إن المشناه والتلمود لم توضح شيئاً من مسائل العقيدة بصورة جلية ، بل إن الكلام على أركان الإيمان وأصول المعتقد لم تكن إلا على يد المتأخرين من علمائهم، على أن في المشناه والتلمود مسائل الإيمان الكثيرة ، فيؤمنون بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر لكن كل ذلك من حيث الجملة ، فإن في كل باب من هذه الأبواب اختلافات شديدة تمنع الجزم بقول على أنه هو النهائي عندهم .
15.في المشناه إجمال شديد ، فليس فيها شيء من ذكر الملائكة إطلاقاً، لكن في التلمود من شرح الحاخامات شيء من ذلك على ما فيه من طعون في حق الملائكة الكرام فقد نسب الحاخامات إليهم من الأمور ما لا يليق بمقامهم .
16.يصرح الحاخامات بأنه يجب على المرء الإيمان بأن التوراة منزلة من عند الله على طور سيناء ، فمن لم يؤمن بذلك فليس له حظ في الحياة القادمة . والكلام في الكتب عندهم يرتكز على ما بأيديهم فقط من التوراة وملحقاتها مما يسمونها كتب الأنبياء والكتابات، على أنهم إذا أطلقوا التوراة فإنهم يقصدون بها المكتوبة والشفهية المزعومة ، فالمشناه توراة والتلمود أيضاً توراة، وكل العلوم المتعلقة بالتوراة المكتوبة والمشناه والتلمود يسمى أيضاً توراة .
17.يؤمنون بالنبوة ويختلفون هل هي مكتسبة أو منة من الله تعالى ، وفي التلمود طعن شديد في الأنبياء ، وليس الأنبياء عندهم معصومين ، فينسبون إليهم ما لا يليق بمقام النبوة . وقد ورد في التلمود ثبوت كل ما ذكره الله تعالى من طعنهم في المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام على وجه الخصوص، من ادعاء أنه ابن زنا – حاشاه – ونسبته إلى السحر ، وإغواء بني إسرائيل ، وادعائهم أنهم قتلوه وغير ذلك . ويقول اليهود بأن النبوة خاصة بإسرائيل إلا في سبعة أشخاص استثنوا من غير بني إسرائيل . ويعتقدون بأن الأنبياء في بني إسرائيل ثمانية وأربعون ، منهم سبع نبيات .
18.اهتم الحاخامات بمسألة اليوم الآخر وإن كانوا يطلقون عليه غالباً اصطلاح الحياة القادمة، أما البعث فقد صرحوا به في عدة مواضع لكنه خاص عندهم ببعض الخلق دون بعض. أما التوراة التي بأيديهم فليس فيها ذكر البعث ولا الجنة والنار . وفي التلمود من ذكر الجنة الشيء الكثير وكذلك اسم جهنم . كما يؤمنون بالحساب والجزاء على الأعمال بصفة مجملة تخالف في تفاصيلها ما عليه المسلمون .
19.يثبت الحاخامات أن الأمور مقدرةٌ ، ويُخْرِجُ بعضهم أفعالَ العباد ، على خلاف ذكروه في تفاصيل الأقوال .
20.يقر الحاخامات بربوبية الله تعالى ، وأنه خالق العالم من عدمٍ ، ولهم في التلمود مناظراتٌ ومناقشاتٌ مع الوثنيين في عصرهم خصوصاً ملوك الروم وفيها إثبات ربوبية الله تعالى وبيان أفضلية ربهم على أرباب الوثنيين . ولهم تفاصيل دقيقة أخذوها من أساطيرهم وخرافاتهم في شأن الخلق وبدئه وشأن خلق آدم وحواء عليهما السلام .
21.وبإزاء ذلك نقل عن الحاخامات أقوال تطعن في إيمانهم بالربوبية من نسبة العجز والفقر والتعب والإعياء إلى الله تعالى ، كما ينسبون إليه تعالى الندم على خلق شيء من مخلوقاته. وأعظم من ذلك إطلاق بعضهم لفظ الشريك مع الله في خلق شيء من مخلوقاته، وأن العبد إذا ترك المعصية فبإمكانه أن يخلق كما خلق الله تعالى الله عن قولهم .
22.في باب الأسماء والصفات يثبت الحاخامات لله تعالى كثيراً من الأسماء والصفات الصحيحة التي لا طعن فيها ، وفي كثير منها وردت نصوص عندنا في الكتاب والسنة لكنهم يشبهون فيما أثبتوا ويمثلون الله تعالى بخلقه، بل يطلق بعضهم أن الرب تعالى على مثل جسم الإنسان وهيئته، وإن كان بعضهم ينفي ذلك .
23.وفي جانب آخر ينسبون إلى الله تعالى من النقائص والعيوب الشيءَ الكثيرَ، فإن القوم يشبهون الله تعالى ويخبرون عنه بمثل ما يخبرون عن ملِكٍ من ملوك الدنيا ، ويصبغون أقوالهم بما يؤكد عقيدتهم في تعصب الرب تعالى لهم وحدَهم دون غيرهم من الشعوب، وأنه أبرم عقداً بينه وبينهم واتخذوه إلهاً على أن يتخذهم شعباً لا يبغي بهم بدلاً، وأنه يفرح بفرحهم ويغضب بغضبهم وأن عِزَّهُم عِزُّه ، وذُلَّهُم ذلُّه تعالى الله عن قولهم .
24.يؤكد الحاخامات على عبادة الله تعالى وحده دون ما سواه ، وينددون - بشدة -بعبادة الأصنام، ولهم في ذلك نصوص كثيرة ، ويحكمون بأن من عبد غير الله بأن ذبح له مثلاً فإنه يقتل ويستأصل من الأرض . لكن مع ذلك نقل عن كثير منهم الوقوع في الشرك وعبادة أصحاب القبور ، والذبح لغير الله تعالى .
25.للحاخامات طرق كثيرة للتَّفَلُّت من تحقيق التوحيد على وجهه الصحيح، ومن أبرز تفلتهم من ذلك قولهم بجواز إبقاء الأصنام وأشخاصها إذا قام الوثنيون بإبطال قداستها، خلافاً لتعاليم التوراة التي بأيديهم التي تحكم بوجوب كسر الأصنام وتدميرها وسحقها وذري رمادها في البحر
26.ومن حيلهم الحكم بأن من عبد صنماً بالطرق التي يُعْبَد بها اللهُ تعالى في الهيكل فهو مشرك يستحق القتل ، أما إن عبد الصنم بطريقة غير الطريقة التي يعبد بها الله تعالى فليس مشركاً على خلاف بينهم .
27.ومنها قول بعضهم بأن من ذبح جَرادَةً لصنم فلا شيء عليه لأن الذبح إنما يكون فيما له عنق، كما أن من ذبح لصنم بهيمة مَعِيبَةً فلا يستحق العقوبة ، لأنه لا يتحقق في عمله هذا حقيقة الذبح .
28.إن المخالفات في التوحيد والوقوع في الشرك لم يكن من قبل العامة من اليهود فقط، بل هي كلها صدرت من الحاخامات أنفسهم، حتى اتخذها المتأخرون من اليهود شريعة في تجويز بعض الممارسات الشركية .
29.يقول كثير من الحاخامات بالتطير والتنجيم ، بل دعاء الملائكة وطلب الحفظ منهم، كما يقولون بالتمائم ولبسها والاعتماد عليها ، ولهم طرق كثيرة في العلاج والتدواي أخذوها من البابليين .
30.تَنُصُّ التوراة على تحريمِ السحر وعَدِّهِ من ممارسات الأمم الوثنية ، ووقف بعض الحاخامات موقفاً صارماً تجاه السحر والشعوذة حتى قتل بعضَ الساحرات. ومن جانب آخر نجد بعضهم يتعاطونه ، بل ويوجبون تعلُّمَه، ويشترطون في كل من يُعَين في منصب القضاء أن يكون ملماً بالسحر . وقد انتشر السحر بصفة خاصة بين المتأخرين من اليهود
على الرغم من نص التوراة على تحريم الشعوذة والخرافات يقع الحاخامات في كثير من ذلك ، ولهم في باب الخرافات في التداوي الشيء الكثير، معظمه أخذوه من الأمم المجاورة خصوصاً البابليين منهم ، كما أن لهم علاقاتٍ غريبةً بالجن واستخدامهم .
التوصيات
أوصي بالقيام بدراسة خاصة في مسائل عقدية في كتاب التلمود، من أهمها : موقفهم من الأنبياء ، ومسألة المسيح المنتظر ، والملائكة ، واليوم الآخر ، فإن للقوم تفاصيلَ كثيرةً تحتاج إلى وقفات لم يتسع لها هذا البحث، على أنني نقلت معظم أقوالهم في هذه الأشياء.
كما أوصي بدراسة ما يسمونه المدراش، وهي الدراسات التفسيرية والوعظية لدى القوم ، وقد بدأ هذا النشاط عندهم من عهد قديم ، وواصلوا فيه لعدة قرون امتدت إلى عهد الإسلام وما بعده . فجاء في كثير من نصوص المدراش كثير من الروايات التي نسميها نحن الإسرائيليات، وليس في التلمود كثير منها ، لكن بحكم قراءتي لكثير من كلام الباحثين في ذلك رأيت أن شيئاً منها لا بد أن يكون متأخراً ومأخوذاً من كتب المسلمين ، أي أن اليهود أخذوا هذه النصوص التي نسميها إسرائيليات وضموها في المدراشات، وهذا أقوله لا بصيغة الجزم ، بل يحتاج إلى دراسة خاصة ، لكن وقائع كثيرة مما لا وجود له في توراتهم وتلمودهم ، وليس لها مصدر إلا القرآن الكريم ، موجودة في مثل هذه المدراشات.
هذا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
Monday, January 7, 2013
Principles to Remember During Times of Fitnah part 1
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فلا شك أننا في زمن كثرت فيه الفتن وعظمت وتولدت وتفنن فيها من يوقظها ويروجها أيما تفنن ! فصارالمسلم يموج فيها موجا ويحار فيها دهرا [ حتى لا يأمن الرجل جليسه ] كما قال عليه الصلاة والسلام ، ومن كل هذا يكون المسلم في مخاض صعب وعسير لربما يؤدي به إلى الإرتكاس عن الجادة إن لم يتداركه الله العزيز الحكيم بمعرفة ضوابط وقواعد ينجو بها من هذه الاضطرابات والافتعالات ، وإني بحول الله مذكر ببعضها من شرح كتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح الإمام مسلم، الشريط الرابع والعشرون للشيخ الفاضل سليمان الرحيلي فيأتي حفظه الله بسبب الوقوع وسبيل النجاة منه :
[ أولا ]
لا تتبع العاطفة وقيدها بالشرع فالعواطف عواصف
1st Don't follow after emotions, rather restrict them with the shari'ah! Verily emotions are like storms.
[ ثانيا ]
إياك والعجلة والزم الأناة والتثبت في النقل
2nd Do not be hasty keep to being steady and sure as relates to conveying information
[ ثالثا ]
إياك والجهل واحرص على العلم الشرعي
3rd Beware of ignorance and be diligent to learn shar'ee knowledge!
[ رابعا ]
عند الاختلاف إياك والصغار والزم الكبار
At times of differing be wary of the youthfull and stick to the elders
[ خامسا ]
إياك والأمور الحادثة والزم السنة
Be wary of newly invented matters and stick to the sunnah
[ سادسا ]
إياك أن تقترب من الفتنة وابتعد عنها
Be carefull not to gain nearness to Fitnah and distance yourself from it
[ سابعا ]
منع الفتنة أسهل من رفعها
Preventing Fitnah is easier than removing it.
[ ثامنا ]
احذر الهوى حينما تأخذ بالفتوى وخذ بما أضاءه الدليل
Be wary of your desires when looking for a ruling and stick to that which is under the light of evidence
[ تاسعا ]
إن كنت عاميا لا تأخذ الفتوى بالتشهي وقلد الأعلم
If you are a layman do not follow your fancies but rather return your affairs to the learned
[ عاشرا ]
إيَّاك والتقلب واثبت على الدين بنور القرآن والسنة
Be wary of flipflopping and be steady in your religious affairs by following the light of the book and sunnah
[ الحادي عشر ]
لا تنازع النصوص بما تريد واجعل ما تريد على وفق النصوص
Do not oppose texts following after what you want but rather make your wants in accordance to the texts.
[ الثاني عشر ]
احذر الفرقة والزم الجماعة
Avoid differing and stick to the jamaa'ah
[ الثالث عشر ]
إياك والظلمة والشر والعذاب والزم العدل وأهله والخير وأهله
Be wary of oppression/oppressors evil and punishment and stick to justice and its people and good and its people
[ الرابع عشر ]
لا تتطلب الفتن واستعذ بالله من شرها
Do not search after fitnahs and seek refuge with Allaah from their evils
[ الخامس عشر ]
لا تغتر بزخرفة الفتن وانظر إلى حقيقتها ببصيرة المؤمن
Do not be decieved by the adornement of fitnahs and look to their realities with the insight of a believer
[ السادس عشر ]
احذر الغلو والزم الإعتدال
Be wary of extremes and stick to justice.
[ السابع عشر ]
احذر العقوق وأدي الحقوق
Be wary of falling short in your obligations to your seniors and give people their due rights
[ الثامن عشر ]
احذر قصر النظر واعرف الحق بأصله واثره . هـ
Do not be short sited and recognize the truth by its source and outcome.
Do not be short sited and recognize the truth by its source and outcome.
Subscribe to:
Posts (Atom)