Wednesday, July 13, 2011

هل الإيمان هو التصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليم

هل الإيمان هو التصديق ? للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله



قال العلامة الفقيه الأصولي محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه : ( شرح الأربعين النووية ) :


"لاَ يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ" الإيمان في اللغة هو: الإقرار المستلزم للقبول والإذعان, وهو مطابق للمعنى للشرعي .

وقيل: هو التصديق وفيه نظر؛ لأنه يقال: آمنت بكذا وصدقت فلاناً ,ولا يقال : آمنت فلاناً.

وقيل: الإيمان في اللغة الإقرار واستدل القائل لذلك أنه يقال : آمن به وأقرّ به ، ولا يقال: آمنه بمعنى صدقه .

فلمّا لم يتوافق الفعلان في التعدّي واللزوم , عُلم أنهما ليسا بمعنى واحد.

فالإيمان في اللغة إذن هو : إقرار القلب بما يرد عليه، المستلزم للقبول والإذعان , وليس مجرد التصديق.

لكن قد يرد الإيمان بمعنى التصديق بقرينة مثل قوله تعالى: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) ( العنكبوت: الآية 26 ) على أحد القولين .

مع أنه يمكن أن يقال: ( فآمن له لوط ) أي انقاد له - أي إبراهيم - وصدّق دعوته.

أما الإيمان في الشرع فهو كما سبق في تعريفه في اللغة.

فمن أقرّ بدون قبول وإذعان فليس بمؤمن، وعلى هذا فاليهود والنصارى اليوم ليسوا بمؤمنين , لأنهم لم يقبلوا دين الإسلام ولم يذعنوا.

وأبو طالب كان مقرّاً بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعلن بذلك ، ويقول:

لقدْ عَلموا أَنَّ ابننا لا مكذّب ... لدينا ولا يُعنى بقول الأباطل

ويقول:

ولقد علمتُ بأنّ دينَ محمّدٍ ... من خير أديانِ البريّة ديناً

لولا الملامة أو حذار مسبّةٍ ... لرأيتني سمْحَاً بذاكَ مبيناً

وهذا إقرار واضح ودفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك ليس بمؤمن لفقده القبول والانقياد، فلم يقبل الدعوة ولم ينقد لها فمات على الكفر - والعياذ بالله -

No comments:

Post a Comment